لبنان: توقيف أستراليين وبريطانيين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

لجنة مشتركة مع سيدني لحل الأزمة

لبنان: توقيف أستراليين وبريطانيين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»
TT

لبنان: توقيف أستراليين وبريطانيين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

لبنان: توقيف أستراليين وبريطانيين خطفوا طفلين من معقل «حزب الله»

تفاعلت قضية خطف طفلين لبنانيين على يد والدتهما الأسترالية في بيروت، دبلوماسيا وقضائيا، حيث شكلت هذه القضية موضع اللقاء الذي جمع وزير الخارجية اللبناني، جبران باسيل، والسفير الأسترالي في لبنان، غلين مايلز. ومع الإعلان عن اتفاق لتأليف لجنة من البلدين لحل هذه المشكلة، أصدر القضاء اللبناني مذكرات توقيف وجاهية بحق الوالدة و4 أستراليين آخرين، وبريطانيين اثنين، وشخص روماني، ولبنانيين اثنين، ووجه إليهم اتهامات تصل عقوبتها القصوى إلى الأشغال الشاقة مدة 20 سنة.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن قاضي التحقيق في جبل لبنان، رامي عبد الله، استجوب أمس الموقوفين في قضية خطف الطفلين ،الشقيقين ديالا ونوح اﻷمين، في منطقة الحدث في ضاحية بيروت الجنوبية، ومحاولة نقلهم إلى أستراليا عبر البحر بواسطة يخت وبطريقة غير شرعية. وكشفت المعلومات أن «المستجوبين هم والدة الطفلين سالي آني روس مولكز، وبنجامين كوك وليم ويلسون، وتارا كينلغ براون، وديفيد أوتر بربس بلمانت، وستيفين دريكي ربس (أستراليون)، وكريغ روبير مايكل، وآدم كريستوفر وينتغتون (بريطانيان) وسكوزتو أيونو بوغدان (روماني)، ومحمد حسين حمزة، وخالد رياض بربور (لبنانيان)، جميعهم موقوفون، وفالدريان روبر، مجهول الهوية ومتوارٍ عن اﻷنظار».
وأفادت المعلومات بأن جلسة الاستجواب «عقدت في حضور وكلاء الدفاع عن الأشخاص المذكورين ومترجمين محلفين، وفي نهاية الجلسة أصدر القاضي عبد الله مذكرات توقيف وجاهية بحق المدعى عليهم بجرم «الخطف بقوة السلاح والتهديد والإيذاء»، وذلك سندا للمواد المدعى عليهم بموجبها، والتي تنص على اﻷشغال الشاقة المؤقتة، وتتراوح عقوبتها بين 7 سنوات و20 سنة». وكان مسلحون يستقلون سيارة «هيونداي» فضية اللون، أقدموا صباح السادس من الشهر الحالي، على خطف الطفلين الشقيقين ديالا علي الأمين (6 سنوات) وشقيقها نوح (4 سنوات)، عندما كانا ينتظران حافلة المدرسة مع جدتهما في منطقة إلسان تيريز، وفروا بهما إلى جهة مجهولة بعد أن ضربوا الجدة على رأسها، وفور حصول عملية الخطف، تلقى الوالد اتصالا من زوجته السابقة (سالي) وقالت له إن الطفلين بخير لكنها تريد رؤيتهما. وبعد ساعات من الخطف، تمكنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من تحرير الطفلين، وتوقيف الخاطفين ليتبين أن والدتهما هي التي قادت العملية، فجرى توقيفها مع وفد تلفزيوني يتألف من أستراليين لتصوير العملية وتحقيق سبق صحافي. وقد أظهرت التحقيقات الأولية أن المدعى عليهم المذكورين، استأجروا يختا أوقفوه في مرسى اليخوت في فندق «موفنبيك» في بيروت، وكان الهدف نقل الطفلين بواسطته إلى الخارج، لتعذر سفرهما مع والدتهما عبر مطار بيروت الدولي، بسبب عدم حيازتهما جواز سفر، ولعدم الحصول على إذن من والدهما بمغادرة لبنان. وكشف مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، أن «العملية كانت مدبرة مسبقا، بحيث اتفقت الأم مع اللبنانيين محمد حمزة وخالد بربور، اللذين استطلعا المنطقة وراقبا أوقات مغادرة الطفلين إلى المدرسة، ورصدا المنطقة التي ستحصل فيها «العملية الخاطفة من دون إثارة الانتباه والشبهات، لكونها قريبة جدا من المربع الأمني لما يسمى «حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية».
أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد التقى باسيل سفير أستراليا غلين مايلز، وأطلعه على الاتصالات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لإيجاد حل لمسألة اختطاف الأم الأسترالية لطفليها، وأبلغ باسيل سفير أستراليا أن الملف «يسلك مساره القانوني بحسب القوانين اللبنانية، وبشكل يأخذ بالاعتبار قضية الأم تجاه طفليها من جهة، ومن جهة أخرى قضية المصورين الذين كانوا يقومون بعملهم من أجل تحقيق سبق صحافي». وأكد له أنه «يقوم بالعمل من أجل تسريع حل المسألة بما لا يضر بالعلاقات اللبنانية – الأسترالية، بما يحفظ صورة لبنان وكيفية تعاطيه مع القضايا الإنسانية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».