لبنان: إطلاق سراح الموقوفين في الاعتداء على «الشرق الأوسط» بكفالة

القاضي يستمرّ في محاكمتهم.. والمحامي يطالب بتطبيق أشد العقوبات

لبنان: إطلاق سراح الموقوفين في الاعتداء على «الشرق الأوسط» بكفالة
TT

لبنان: إطلاق سراح الموقوفين في الاعتداء على «الشرق الأوسط» بكفالة

لبنان: إطلاق سراح الموقوفين في الاعتداء على «الشرق الأوسط» بكفالة

صادقت محكمة الاستئناف في بيروت على قرار القاضي المنفرد الجزائي وائل صادق بإخلاء سبيل 7 موقوفين، في قضية الاعتداء على مكاتب «الشرق الأوسط» في بيروت وتخريب محتوياتها ومنع موظفيها من مزاولة عملهم الصحافي، وهم: محمد محمود حرز، وعلاء جمال حسين، وحسين على ناصر الدين، وبلال فواز علوه، وحسن بديع قطيش وبيار كليم حشاش.
وقررت محكمة الاستئناف برئاسة القاضية ندى دكروب، الإفراج عن المدعى عليهم المذكورين بحق، أي من دون كفالة مالية، باستثناء الموقوف بيار نقولا أبو ضاهر الذي أفرجت عنه لقاء كفالة مالية قدرها 800 ألف ليرة لبنانية (533 دولارًا أميركيًا)، لكون الأخير لم يطلب كباقي رفاقه إلغاء قيمة الكفالة. وقد غادر المدعى عليهم نظارة قصر العدل في بيروت بعد 10 أيام على توقيفهم في هذه القضية، على أن يمثلوا لاحقًا أمام القاضي المنفرد لمحاكمتهم حضوريًا، فيما لا يزال المدعى عليه الأساسي عباس زهري المحسوب على «حزب الله» متواريًا عن الأنظار، لكونه يتمتع بحماية أمنية ولم يجر توقيفه، ومن المقرر محاكمته غيابيًا ما لم يسلّم نفسه للمحكمة.
وتعليقًا على هذا القرار، أوضح وكيل «الشرق الأوسط» المحامي نجيب خطار، أن هذا القرار «لا يوقف القضية». وأكد أن «المحاكمة ستتواصل أمام القاضي المنفرد الجزائي وائل صادق، تجاه متهمين لم يعودوا موقوفين، أي أن المحكمة ستحاكمهم وهم مخلى سبيلهم».
وقال خطار لـ«الشرق الأوسط»: «نحن ماضون في الادعاء ضد هؤلاء الأشخاص، وسنطلب خلال المحاكمة تشديد العقوبة والحكم عليهم بمدة سجن أطول، كما سنطالب بفرض غرامات مالية مرتفعة عليهم، وكل هذه الأمور سنثيرها خلال جلسات المحاكمة».
وناقشت المحكمة في قرارها، الاستئناف المقدم من وكيل «الشرق الأوسط»، الذي طعن فيه على قرار القاضي المنفرد الجزائي وائل صادق الذي قضى بإخلاء سبيل الموقوفين السبعة، وطلب فيه إبقاءهم موقوفين، والاستئناف المقدم من وكيل المدعى عليهم المحامي حسن بزي الذي طلب فيه إلغاء الكفالة وتركهم بحق.
واعتبرت أن المادة 113 من قانون أصول المحاكمات الجزائية التي استند إليها القرار المطعون فيه، تنص على أنه «إذا كانت الجريمة من نوع الجنحة وكان الحد الأقصى للعقوبة لا يتجاوز الحبس مدة سنتين، وكان المدعى عليه لبنانيًا وله مقام في لبنان، فيخلى سبيله بحق بعد انقضاء خمسة أيام على توقيفه، شرط ألا يكون محكومًا سابقًا بعقوبة جرم شائن أو بعقوبة حبس لا تقل عن السنة ويتعهد المخلى سبيله بحضور جميع معاملات التحقيق وإجراءات المحاكمة وإنفاذ الحكم».
وأشارت المحكمة في قرارها إلى أن «النيابة العامة الاستئنافية ادعت على الأشخاص المذكورين، بجنح المواد 572 و733 و343 من قانون العقوبات، التي لا تتجاوز عقوبة المادة الأشد فيها الحبس سنة واحدة، لذلك فإن المحكمة مقيدة بمواد الادعاء في هذه المرحلة من الدعوى»، مشيرة إلى أن المدعى عليهم يقيمون في لبنان وفق ما تبين من إفاداتهم في التحقيق الأولي، وأبدوا استعدادهم بموجب طلب إخلاء السبيل المقدم من قبلهم في السادس من الشهر الحالي لتسليم أنفسهم عند الاقتضاء وإنفاذ أي حكم يصدر بحقهم، كما أن بيانات سجلاتهم العدلية تبين ألا حكم بحق أي منهم، باستثناء بيانات المدعى عليه بيار كليم الحشاش المحكومة بعقوبتين لم تصلا إلى السنة حبسًا وليستا من الجرائم الشائنة.
وخلص قرار المحكمة إلى «قبول الاستئنافات في الشكل لكونها وردت ضمن المهلة القانونية، وفي الأساس ردّ الاستئناف المقدم من الجهة المدعية، وتضمينها الرسوم والنفقات القانونية، وإعادة الملف إلى مرجعه».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».