الحريري أشاد بالقمة السعودية – المصرية: رسالة بأن أحدًا لن يتمكن من زعزعة أركان الأمة

«برّي» في القاهرة لترؤس المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد البرلماني العربي

الحريري أشاد بالقمة السعودية – المصرية: رسالة بأن أحدًا لن يتمكن من زعزعة أركان الأمة
TT

الحريري أشاد بالقمة السعودية – المصرية: رسالة بأن أحدًا لن يتمكن من زعزعة أركان الأمة

الحريري أشاد بالقمة السعودية – المصرية: رسالة بأن أحدًا لن يتمكن من زعزعة أركان الأمة

أشاد رئيس تيار «المستقبل» سعد الحريري بالقمة التاريخية التي شهدتها القاهرة بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، معتبرا أنّها بمثابة «رسالة إلى كل من يعنيهم الأمر في المنطقة والعالم، أن العالم العربي بخير، وأن أحدًا لن يتمكن من زعزعة أركان الأمة وإثارة الفتن بين مكوناتها».
ورأى الحريري في بيان في التلاقي السعودي - المصري «علامة مضيئة في هذه المرحلة من تاريخ الأمة، وحاجة يشعر بضرورتها وأهميتها كل مواطن عربي شريف». وقال: «تأتي هذه القمة في ظل ظروف عربية مشحونة بالمخاطر والتحديات، لتعيد إحياء التضامن العربي في أفضل صوره وتجدد الرهان على وجود أمة قوية متماسكة، وقيادة حكيمة تمسك زمام الأمور كما يجب، وتحمي حاضر المنطقة ومستقبلها من السقوط في مخططات الطامعين بأرضها وسيادتها والعابثين بأمنها وسلامة شعوبها».
وإذ أكد مواكبة لبنان نتائج هذه القمة بـ«فرحة وارتياح»، اعتبر الحريري أن ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين، عن إقامة جسر على البحر الأحمر يربط المملكة بجمهورية مصر، «قرار تاريخي يعني كل العرب، بأبعاده القومية والثقافية والإنسانية، وباعتباره صلة وصلٍ وتعاضد بين أرض الحرمين الشريفين وأرض الكنانة».
في هذا الوقت، وصل رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس الاتحاد البرلماني العربي نبيه برّي إلى القاهرة لترؤس المؤتمر الثالث والعشرين للاتحاد الذي يفتتح أعماله صباح اليوم في مقر جامعة الدول العربية. وشدد برّي بعد لقائه رئيس مجلس النواب المصري علي عبد العال سيد أحمد على دور الدبلوماسية البرلمانية العربية وتفعيلها، وقال: «لم اتخيل أن أقف أو أعيش مثل هذه الفترة المجنونة التي نشهدها، ما يستدعي منا جميعا العمل بكل إمكاناتنا لمواجهة أخطار الإرهاب والفتنة». وأضاف: «لبنان والحمد لله يشهد وضعا أمنيا جيدا، ولقد ساهم الحوار الوطني الذي دعونا إليه في تعزيزه، لكن لدينا مصيبة منذ الانتداب. هناك علة في ديمقراطيتنا هي علة الطائفية».
وتطرق برّي إلى الوضع في المنطقة، فقال: «هناك إمبراطوريات تتزعم المنطقة، والعرب ويا للأسف في المسرح الخلفي»، لافتًا إلى أن «التعويل هو على دور مصر في ظل قيادتها، ونأمل خيرا. لعل الاتحاد البرلماني العربي يساهم في لم الشمل كما فعلنا ولا نزال نفعل في الحوار الوطني في لبنان، حيث إن الوضع الأمني مستقر، ونأمل انتخاب رئيس الجمهورية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.