بدأت اليونان في إعادة الدفعة الثانية من المهاجرين إلى تركيا بمقتضى اتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، رغم مخاوف من ضعف الاستعدادات وانتقادات من قبل نشطاء. ووصلت الدفعة الأولى من المهاجرين، الذي يعتقد أن معظمهم من باكستان، إلى تركيا الاثنين لكن توقفت عملية منذ ذلك الحين لعدة أسباب من بينها تزايد عدد طلبات اللجوء اللحظة الأخيرة إلى اليونان. واستأنفت السلطات اليونانية أمس عملية إعادة المهاجرين إلى تركيا وفقا للاتفاق الموقع بين الاتحاد الأوروبي وانقره الشهر الماضي، وأعادت اليونان مجموعة من 124 مهاجرا يشكل الباكستانيون القسم الأكبر منهم، حيث انطلقت مجموعة أولى من 45 باكستانيا في الساعة 5.00 ت غ من جزيرة ليسبوس، لاجتياز بحر إيجة إلى مرفأ ديكيلي التركي الذي وصلته بعد نحو ساعة، وتم إحضار المهاجرين من مخيم «موريا» الذي يُحتجزون به إلى ميناء الجزيرة، حيث تم نقلهم علي متن سفينة مستأجرة بواسطة قوات حرس الحدود الأوروبية فورنتكس.
وبعد ثلاث ساعات أبعدت مجموعة ثانية من 79 شخصا نقلوا من جزيرتي كوس وساموس إلى ليسبوس، وتعتبر هذه العملية ثاني موجة من عمليات الإبعاد منذ الاثنين الماضي، عندما تم إبعاد 202 شخص معظمهم باكستانيون من جزيرتي ليسبوس وخيوس، وسط تغطية إعلامية واسعة. وأوقفت الشرطة اليونانية ثلاثة ناشطين حقوقيين وأفرج عنهم بعد وقت قصير أمس حين أبحروا وعلقوا أنفسهم بمرساة العبارة لمنع أبحارها في مرفأ ليسفوس. وجاء نحو ثلاثين آخرين للتظاهر في المرفأ وهم يهتفون «أوقفوا عمليات الإبعاد» و«عار عليك أيها الاتحاد الأوروبي» و«الحرية للاجئين».
ولا تشمل عمليات الإبعاد هذه إلا أشخاصا لم يقدموا طلبات لجوء، وقال مصدر حكومي إن «كل من يقدم طلب لجوء يشطب عن لائحة» الذين تقرر إبعادهم». وقال المتحدث باسم مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، إيوا مونكيور: «إن المعادين جميعا من الذكور، وأعتقد أنهم رفضوا التقدم بطلبات لجوء، لم يتقدم أي منهم حتى الدقيقة الأخيرة بطلب للحماية الدولية»، موضحا أن كل مهاجر معاد يرافقه شرطي، كما يوجد على متن القارب الذي يقلهم طبيب ومترجمون.
وتظاهر عدد من النشطاء محتجين على عملية الإعادة، وقفز بعضهم في الماء وسبحوا أمام القارب، مما تسبب في تعطيل القارب لنحو 20 دقيقة، قبل أن يقوم عناصر خفر السواحل اليونانية بإخراج المحتجين من الماء، وإحالتهم للتحقيقات بتهمة تعطيل المواصلات العامة.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس (آذار) الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق، الذي بدأ تطبيقه يوم الاثنين الماضي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.
وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجري إيواء السوريين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها.. ومن المتوقع أن يصل عدد السوريين في عملية التبادل في المرحلة الأولى 72 ألف شخص، في حين أن الاتحاد الأوروبي سيتكفل بمصاريف عملية التبادل وإعادة القبول.
وعمد القسم الأكبر من نحو 6000 مهاجر وصلوا إلى اليونان منذ 20 مارس ويشملهم بالتالي الاتفاق الأوروبي - التركي، إلى تقديم طلبات لجوء في الأيام الأخيرة، ما يؤخر ترحيلهم إذ يتحتم درس الطلبات بطريقة انفرادية. وتعهدت اليونان بإتمام درس الطلبات في مهلة 15 يوما لكل منها. والمشكلة هي أن عددا ضئيلا جدا من أصل الموظفين الأوروبيين المتخصصين في حق اللجوء الذين وعد الاتحاد الأوروبي بإرسالهم في إطار الاتفاق، وصلوا إلى الجزر للنظر في هذه الطلبات. وكانت الحكومة اليونانية أعلنت أن تزايد عدد طلبات اللجوء التي قدمها مهاجرون سيؤدي إلى توقف لمدة 15 يوما في عمليات الإبعاد، قبل أن تستأنف العملية أمس، ودفع الخوف من الإبعاد إلى أعمال يائسة في بعض المخيمات حيث يتم احتجاز المهاجرين. فقام نحو 150 مهاجرا بالفرار الخميس من مخيم في جزيرة ساموس قبل أن يتم إقناعهم بالعودة.
كما سجل حادث مماثل الأسبوع الماضي في جزيرة خيوس، حيث غادر 600 شخص على الأقل مخيم فيال وهم في المرفأ منذ ذلك الحين. وأعلن عشرات المهاجرين في ساموس وليسبوس أنهم باشروا إضرابا عن الطعام لمنع إبعادهم. ويبدو من الصعب تطبيق الاتفاق، بسبب استمرار وصول المهاجرين غير شرعيين بالعشرات يوميا، حتى لو أن هذا الرقم أقل بكثير من الآلاف الذين كانوا يصلون يوميا الصيف الماضي.
وقال باكستاني يدعى علي محتجز في ساموس، إن أكثر من عشرة من مواطنيه مضربون عن الطعام في هذا المخيم، موضحًا: «قالوا لنا أن نقدم طلبات لجوء في اليونان، وإلا فسيعيدوننا إلى تركيا»، وأضاف: «جازفنا بحياتنا للقدوم إلى هنا، لا نريد العودة إلى تركيا لأنهم سيعيدوننا إلى باكستان».
في المقابل، من المقرر أن يسرع الاتحاد الأوروبي المحادثات حول ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد، ويضاعف المساعدات لهذا البلد لتصل إلى ستة مليارات يورو ويمنح المواطنين الأتراك حق الدخول إلى دول الاتحاد من دون تأشيرات، وصرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخرا أنه إن لم يتم تطبيق الاتفاق حرفيا فسوف يتم التراجع عن تطبيقه من قبل أنقرة. ويجري حاليا 6 وزراء خارجية من دول الاتحاد الأوروبي زيارة لمخيمات المهاجرين في العاصمة اليونانية أثينا، تضامنا مع اللاجئين، وقد وصل أمس الجمعة وفد الوزراء برئاسة وزير خارجية هولندا الرئيس الدوري للاتحاد الأوروبي حاليا، والتقى الوزراء من فرنسا ومالطا والبرتغال وإيطاليا وسلوفاكيا رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس في أثينا «لإعادة التشديد على التضامن الأوروبي مع اليونان وإجراء تقييم للمرحلة»، ويجري الوزراء الأوروبيون «مشاورات» مع مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي تحشد قوتها للتعامل مع أزمة الهجرة، وسيزورون اليوم مخيم أليونا وسط أثينا.
اليونان تعيد الدفعة الثانية من المهاجرين إلى تركيا
أكثر من 52 ألف لاجئ في اليونان منهم 30 ألفًا في العاصمة أثينا
اليونان تعيد الدفعة الثانية من المهاجرين إلى تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة