البشير: سأتخلى عن الحكم بحلول عام 2020

مجلس الأمن يعقد جلسة بشأن دارفور ويدعو «حركة عبد الواحد» إلى وقف القتال

البشير: سأتخلى عن الحكم بحلول عام 2020
TT

البشير: سأتخلى عن الحكم بحلول عام 2020

البشير: سأتخلى عن الحكم بحلول عام 2020

أكد الرئيس السوداني عمر البشير أنه سيتخلى عن الحكم بحلول عام 2020، وأنه لن يترشح للرئاسة مرة أخرى، مشيرا إلى أنه سيفسح المجال لرئيس جديد بعد هذا التاريخ.
وقال البشير، خلال مقابلة مع «بي بي سي»، إنه غير قلق من الاتهامات التي وجهتها إليه محكمة الجنايات الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور، موضحا أن مذكرة الاتهام خلقت له شعبية كبرى وسط السودانيين، وأنها كانت سببا في فوزه في الانتخابات التي جرت العام الماضي. وقال إن الجماهير الغفيرة التي استقبلته خلال زيارته مؤخرا لدارفور لهي خير دليل على أنه لم يظلم سكان الإقليم وأنهم يحبونه.
وأشار البشير إلى أن إقليم دارفور أصبح خاليا من المتمردين إلا من خلال جيوب صغيرة من حركة تحرير السودان (فصيل عبد الواحد نور) على تخوم جبل مرة، كاشفا عن خطة حكومية لنزع السلاح من المدنيين خلال شهر من الآن وإعادة توطين اللاجئين والنازحين. ونفى أن تكون القوات المسلحة السودانية قد قامت بقصف المدنيين وحرق القرى خلال المعارك الأخيرة.
وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بشأن دارفور، واستمع إلى إحاطة من رئيس إدارة حفظ السلام بالأمم المتحدة، إيرفيه لادسوس، حول عمل البعثة والتطورات الأخيرة في الإقليم السوداني. وأكد لادسوس، في إحاطته، أهمية أن يقنع أعضاء مجلس الأمن جميع أطراف النزاع في دارفور، بأن الحل السياسي يبقى الخيار الوحيد القابل للتطبيق، مضيفا أن «السعي لتحقيق أهداف سياسية من خلال الوسائل العسكرية على مدى العقد الماضي لم يسهم إلا في المعاناة الطويلة للسكان المدنيين. لذلك أجدد دعوة الأمين العام التي وجهها لحكومة السودان وجيش تحرير السودان (فصيل عبد الواحد)، من أجل وقف القتال فورا في جبل مرة، والالتزام بالمفاوضات السلمية دون شروط مسبقة».
من جانبه، أعرب السفير السوداني لدى الأمم المتحدة، عمر دهب فضل، عن دهشته مما ورد في تقرير الأمين العام الدوري بشأن دارفور وتنفيذ ولاية البعثة المختلطة (يوناميد)، بسبب المفارقة الواضحة بين الحقائق الدامغة وما تضمنته بعض الفقرات. وأشار فضل إلى وصفه بالتناقض الواضح في تقييم الحوار الوطني الدائر في السودان بين فقرات هذا التقرير وتصريحات كل من رئيسة الاتحاد الأفريقي، والممثل الخاص للأمم المتحدة للسودان وجنوب السودان، والممثل المشترك للأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي لبعثة «يوناميد».
وأضاف: «لقد انخرطت الغالبية العظمى من الأحزاب السودانية (نحو 81 حزبا) وحتى الحركات المسلحة، إلى جانب فئات الشعب السوداني الغالبة التي لا تنتمي إلى أي حزب سياسي في الحوار الوطني، وتلزم التوصيات التي يقدمها المؤتمرون بالإجماع أو بأغلبية 90 في المائة السيد رئيس الجمهورية بتنفيذها باعتبارها قرارات ملزمة تحدد المستقبل السياسي للسودان كله. والأمر بمثل هذه الخطورة فإن إخضاعه للأهواء السياسية الفردية هو أمر جد خطير، لأنه لا يعني غير استمرار التنازع والخلاف والإذن للحركات المسلحة في أن تستمر في أعمالها التي تقود إلى تدهور الأوضاع الأمنية واستهداف المدنيين وقتلهم». وأشار السفير السوداني إلى أن كل مسعى نبيل لتجاوز حالة الاحتراب في دارفور بما فيها وثيقة الدوحة للسلام التي هي ملك الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كله وبما فيها الحوار الوطني الجامع، يتعرض للتضحية به والتشكيك فيه، على حد قوله، داعيا إلى وقف هذا الأمر، مطالبا «بالشفافية الكاملة» في إعداد هذا التقرير.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».