القبض على إرهابي مشتبه باشتراكه في عملية بن قردان

مقتل تونسية بطلقات نارية من قبل إرهابيين

القبض على إرهابي مشتبه باشتراكه في عملية بن قردان
TT

القبض على إرهابي مشتبه باشتراكه في عملية بن قردان

القبض على إرهابي مشتبه باشتراكه في عملية بن قردان

أوضح ياسر مصباح، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية، أن الوحدات الأمنية فتحت تحقيقا أمنيا وتتولى البحث في قضية المجموعة الإرهابية المسلحة التي هاجمت امرأة كانت بصحبة ابنها ما أدى إلى وفاتها إثر تعرضها لعدة طلقات نارية في منطقة سبيبة القريبة من القصرين.
وأضاف في تصريح إعلامي أن أجهزة الأمن ساعية نحو تحديد أسباب الوفاة والتثبت من رواية الابن الذي تحدث عن مجموعة مسلحة، وكذلك من مصدر الطلقات النارية، وأكد أن البحث ما زال جاريا لكشف كل الملابسات ومن يقف خلفها.
وكان ابن الضحية قد أفاد مصالح الأمن التونسية أول من أمس (الأحد) بتعرض سيارته لهجوم من قبل مجموعة مسلحة حاولت إيقافه بمنطقة عين زيان المحاذية لجبل مغيلة القريب من مدينة القصرين وسط غربي تونس، ما أسفر عن وفاة والدته التي كانت برفقته حين تعرض للهجوم.
ويعد جبل مغيلة، إلى جانب جبلي الشعانبي والسلوم، من بين المناطق التي تتحصن بها مجموعات إرهابية مسلحة غالبا ما هاجمت السكان المقيمين قرب المناطق الجبلية والرعاة، للحصول على المؤونة فيما يسميه عناصرها «الاحتطاب». ووفق الرواية التي تناولتها معظم وسائل الإعلام التونسية، فقد تعرضت المرأة وابنها لطلقات نارية من قبل مجموعة مسلحة كانت تحاول إيقاف السيارة التي كانوا على متنها، وعندما لم يتوقف سائق السيارة أطلقت المجموعة نيران أسلحتها الرشاشة بشكل مكثف تجاه السيارة مما أسفر على وفاة الأم التي لفظت أنفاسها بالمستشفى المحلي في سبيبة الذي نقلت إليه في محاولة لإسعافها. وأصيبت المرأة، وهي في عقدها السادس، في كتفها اليسرى، وقد لفظت أنفاسها الأخيرة بعد يوم واحد من تعرضها للهجوم المسلح.
وأفاد مصدر طبي تابع للمستشفى المحلي بمدينة سبيبة، أن المرأة أصيبت بطلق ناري في كتفها اليسرى مما أدى إلى وفاتها، دون أن يحدد أسباب الوفاة. وكانت منطقة سبيبة عرضة لتحركات إرهابية سابقة؛ إذ ألقت أجهزة الأمن في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، القبض على مجموعة إرهابية مكونة من 25 شخصا يقودها عنصر إرهابي متمتع بالعفو التشريعي العام، وأفادت وزارة الداخلية أن البحث بيّن أن الموقوفين كانوا بصدد الإعداد لتنفيذ عمليات إرهابية بمناطق سياحية تزامنا مع رأس السنة الإدارية. وأضافت أن المجموعة الإرهابية كانت تخطط كذلك لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف تجمعات لمدنيين بولاية (محافظة) القصرين وبعض المناطق السياحية، إلى جانب التخطيط لتفجير مراكز ومقرات أمنية.
على صعيد متصل، أكد أمس مصدر أمني تونسي أن أجهزة الأمن ألقت القبض على عنصر إرهابي مشتبه باشتراكه في عملية بن قردان التي بدأت في 7 مارس (آذار) الماضي، وأشار إلى أن المتهم يبلغ من العمر نحو 30 عاما، وأنه معروف لدى مصالح الأمن التونسية بمناصرته المجموعات المتطرفة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».