خسائر «حزب الله» تتصاعد في سوريا.. ومواكب تشييع قتلاه تجوب البلدات اللبنانية

مقتل «أبو جعفر» مؤسس الجناح السوري للحزب

خسائر «حزب الله» تتصاعد في سوريا.. ومواكب تشييع قتلاه تجوب البلدات اللبنانية
TT

خسائر «حزب الله» تتصاعد في سوريا.. ومواكب تشييع قتلاه تجوب البلدات اللبنانية

خسائر «حزب الله» تتصاعد في سوريا.. ومواكب تشييع قتلاه تجوب البلدات اللبنانية

ارتفعت خسائر «حزب الله» البشرية في سوريا كثيرا في الساعات القليلة الماضية نتيجة مشاركته في معارك ريف حلب الجنوبي وريف حمص الشرقي، ففيما وثّق «المرصد السوري» أول من أمس مقتل 12 من عناصره جراء الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» على بلدة «العيس»، تقاطعت المعلومات حول مقتل اثنين من قادته العسكريين؛ أحدهم «أبو جعفر» مؤسس الجناح السوري لـ«حزب الله»، في بلدة القريتين.
ونعى الحزب في بيانات عُمّمت في البلدات التي ينحدر منها قتلاه، علي فوزي طه (جواد) وبلال نضير خير الدين (أبو جعفر)، وذكرت مواقع مقربة منه أن القتيلين يتمتعان بمناصب عسكرية قيادية في سوريا، وأنهما قُتلا أثناء المشاركة في المعارك التي شهدتها بلدة القريتين آخر معاقل «داعش» في ريف حمص الشرقي.
وبحسب المعلومات، ينحدر «أبو جعفر» من بلدة مجدلون البقاعية الواقعة شرق لبنان، وكان أحد المؤسسين لـ«قوات الرضا» التي تعد الجناح السوري لـ«حزب الله»، وكان له دور بارز في عمليات التدريب والتجهيز والتحضير والتعبئة والإشراف القيادي والعسكري.
أما القيادي الثاني، فينحدر من بلدة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية، «وكان وجهًا أمنيًا يعمل ضمن ملفات ذات صبغة أمنية، وهو اشتهر باسم (علي طه)، وكان له أربعة أسماء أخرى دون معرفة ما هو اسمه الحقيقي، ومن بين تلك الأسماء: علي نور الدين، وعلي فرحات، وعلي طحّان».
وقالت مواقع مقربة من «حزب الله» إن الحزب وجمهوره شيعوا أمس في 3 بلدات جنوبية 3 من قتلاه في سوريا هم: عباس موسى وهبي (أبو موسى) من بلدة محرونة، ومحمد حسن عزقول (غريب) من بلدة ياطر، بالإضافة إلى إسماعيل نايف حلاوي (أبو أحمد حازم) الذي شيّع في بلدة كفركلا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد الأحد الماضي بمقتل 12 على الأقل من عناصر «حزب الله» خلال قصف واشتباكات بريف حلب الجنوبي. وقال المرصد إن القتلى سقطوا إثر الهجوم العنيف الذي شنته «جبهة النصرة» والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتمكنت خلاله من استعادة السيطرة على بلدة «العيس» الاستراتيجية في الريف الجنوبي لحلب. وأشار «المرصد» إلى حدوث اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري و«حزب الله» اللبناني، والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر الطرفين.
وفي سياق منفصل، أعلن «حزب الله» أمس أنّه قتل مسؤولا ميدانيا في تنظيم داعش يُدعى «إسكندر» مع عدد من مسلحيه بعد استهداف عناصره موقع «الزويتيني» صباح أمس الاثنين في جرود راس بعلبك بالبقاع الشمالي شرق البلاد.
وقال الإعلام الحربي للحزب إن عناصره شنوا هجومًا على الموقع المذكور ودمروا غرفة محصنة للمسلحين ما أدى إلى مقتل وجرح من كان بداخلها، لافتا إلى أنّه ولدى استقدام المسلحين تعزيزات لمؤازرة الموقع المُهاجَم، قام عناصر «حزب الله» باستهدافها بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية وأوقعوا في صفوفهم مزيدًا من الإصابات.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».