مستشار هادي: التعيينات الرئاسية الجديدة ستقوي موقف فريق التفاوض في الكويت

ياسين مكاوي أكد الحاجة لحكومة طوارئ.. وقال إن انعدام التناغم كان وراء ضعف أداء فريق المفاوضات

عبد منصور هادي، ياسين مكاوي
عبد منصور هادي، ياسين مكاوي
TT

مستشار هادي: التعيينات الرئاسية الجديدة ستقوي موقف فريق التفاوض في الكويت

عبد منصور هادي، ياسين مكاوي
عبد منصور هادي، ياسين مكاوي

قال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني إن القرارات التي أصدرها الرئيس عبد ربه منصور هادي، أول من أمس، والتي نصت على تعيين الفريق الركن على محسن الأحمر، نائبا لرئيس الجمهورية والدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيسا للوزراء، بعد إعفاء المهندس خالد محفوظ بحاح من مهامه في المنصبين، تأخرت، وإنه كان يفترض أن تتخذ منذ وقت مبكر.
وأضاف مكاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن القرارات الرئاسية جاءت لتعزيز دور التشاور وتحسين الوضع التفاوضي بشأن تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، في إشارة إلى جولة المفاوضات المرتقبة في دولة الكويت في الـ18 من الشهر الحالي، وبأنها «تمثل خطوة باتجاه ردم الهوة التي اختلقت، خلال الفترة الماضية، بين السلطة الشرعية والمواطن»، معربا عن ثقته بأن «هذه القرارات سوف تردم تلك الهوة وستعيدنا إلى المسار الذي انطلقنا فيه وهو تنفيذ قرار 2216، بقوة وباتجاه استعادة الدولة، لأن ذلك سيعزز القوة التفاوضية في خلق مسار واضح لتنفيذ القرار الأممي».
وردا على بعض الأصوات التي تحدثت عن صلات سابقة كانت تربط بين الأحمر وبن دغر والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، قال مكاوي: «إن علينا أن لا نتحدث عن الأفراد وإنما عن منظومة الشرعية التي تستعيد اليوم دورها الموحد والتوافقي في مواجهة الانقلاب ومن أجل إنهاء هذا الانقلاب والتمرد واستعادة الدولة المنهوبة»، داعيا إلى أن «نتجاوز، اليوم، كل السلبيات التي أحدثها انعدام الانسجام في القرار، الذي كان من المفترض أن يكون موحدا»، مؤكدا أن «هذه القرارات ستلبي الإرادة الشعبية في التحرير واستعادة الدولة وتوفير الخدمات للمواطن ودمج المقاومة الشعبية في إطار البنيان الجديد للجيش الوطني وستؤدي، حتما، إلى الأمن والاستقرار»، وكذا «القضاء على آفة الإرهاب، الأمر الذي سينعكس إيجابا على المنطقة برمتها».
وأشار مستشار هادي إلى أن انعدام التناغم، خلال الفترة الماضية، كان «سيتسبب في ضعف أداء فريق المفاوضات للحكومة، وبالتالي وبهذه القرارات التي اتخذها الرئيس عبد ربه منصور هادي، أعيد زمام الأمور إلى فريق التفاوض، في ضوء وحدة الصف المواجه للانقلاب والتمرد، وفي ضوء توفير الإمكانيات التي ستحقق الانتصارات على الأرض». واعتبرت بعض الأوساط اليمنية أن قرار تعيين الفريق الأحمر نائبا للرئيس، إلى جانب منصبه كنائب للقائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، يشير إلى تمسك القيادة اليمنية الشرعية بخيار الحرب والحسم العسكري، لكن ياسين مكاوي، مستشار الرئيس هادي قال لـ«الشرق الأوسط» إنهم في الحكومة الشرعية «متمسكون بالسلام وجادون في اتجاه إرساء الخطوات اللازمة لتحقيق السلام، من خلال الشروع في تنفيذ قرار 2216، وكذا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل».
وحول ما جرى تداوله، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، من أن الحوثيين كانوا يسعون إلى المطالبة، في المفاوضات، بأن يسلم الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته وينقلها إلى نائبه (السابق)، قال مكاوي إن «هذه الطروحات، إن وجدت، فهي طروحات أحادية وغير مقبولة»، و«نحن نتحدث عن استعادة الدولة التي اغتصبت وهذه المسائل التي تسرب لا يمكن القبول بها في ضوء عدم تنفيذ القرار الأممي والانتقال، فيما بعد، بالعملية السياسية من حيث توقفت، بالاستناد إلى مخرجات الحوار الوطني»، وأردف مستشار الرئيس اليمني أن «مثل هذه الطروحات، التي تسرب، تثبت لنا وللجميع شيئا واحدا وهو أن الانقلابيين الحوثيين وحليفهم صالح، غير جادين في الولوج إلى العملية السياسية، بدليل أنهم، حتى اللحظة، لم يعلنوا عن قبول تنفيذ قرار 2216، وإن كان المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد بذل جهودا في هذا الاتجاه». وردا على سؤال حول تعديل حكومي مرتقب، قال ياسين مكاوي لـ«الشرق الأوسط» إنهم يريدون «حكومة استثنائية، حكومة طوارئ وهذا الأمر يدرس حاليا»، وأضاف: «في اعتقادي، لسنا بحاجة إلى حكومة كبيرة لا تستطيع أن تؤدي دورها، نحن بحاجة إلى حكومة راشدة تستطيع أن تستعيد الدولة وتحقق الأمن والاستقرار للمواطن ولبلادنا عموما».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.