نائب وزير الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: الأوضاع في عدن تحت السيطرة بفضل جهود «التحالف»

قائد القوات الخاصة يكشف عن خطة انتشار شاملة وإعداد وتأهيل 3400 فرد من المقاومة

نائب وزير الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: الأوضاع في عدن تحت السيطرة بفضل جهود «التحالف»
TT

نائب وزير الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: الأوضاع في عدن تحت السيطرة بفضل جهود «التحالف»

نائب وزير الداخلية لـ«الشرق الأوسط»: الأوضاع في عدن تحت السيطرة بفضل جهود «التحالف»

أكد نائب وزير الداخلية، اللواء علي ناصر لخشع، أن الأوضاع الأمنية في محافظة عدن باتت تحت السيطرة، مثمنا دور دول التحالف، خصوصا السعودية والإمارات، وجهود السلطات الأمنية في عدن «الذين يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة المؤسسة الأمنية وبسط سيطرتها على أرجاء المحافظة كافة».
وقام لخشع برفقة قائد جهاز القوات الخاصة بمحافظات عدن ولحج وأبين جنوب البلاد، العميد فضل باعش، أمس، بزيارة تفقدية إلى مديرية الشيخ عثمان شمال عدن، والتقى مسؤولين إداريين وأمنيين وموظفين آخرين في السلطة المحلية، وتفقد أقسام الشرطة في مديريات الشيخ ودار سعد والمنصورة.
وقال اللواء لخشع، لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارته ومرافقيه لمديرية الشيخ عثمان والالتقاء مع قيادة السلطة المحلية، وكذا تفقده لأقسام الشرط في مدينة الشيخ عثمان والبساتين في مدينة دار سعد والقاهرة وكابوتا في مدينة المنصورة يأتي تأكيدا من وزارة الداخلية والحكومة بالدور القيادي المنوط بالسلطات المحلية في المديريات والمحافظات، وأضاف أن كل المؤسسات الأمنية والعسكرية وقيادات المقاومة تحت إدارة هذه السلطات المحلية، ومن أجل تسهيل عملها اليومي في تقديم الخدمات الجيدة للسكان في نطاق مسؤوليتها.
وأكد أن تفقده أقسام الشرطة هدفه الاطلاع على جاهزيتها البشرية والمادية، مثمنا الدور الكبير الذي قدمته دول التحالف، خصوصا السعودية والإمارات، وكذا لجهود مدير أمن عدن اللواء شلال شائع وضباط وجنود الأمن والمقاومة وكل الرجال الخيرين المخلصين الذين يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة المؤسسة الأمنية وبسط سيطرتها على كل أرجاء المحافظة التي مرت بظروف صعبة خلال الأشهر التي تلت تحرير المدينة من الميليشيات منتصف يوليو (تموز)، وباتت في وضعية يجعلها تقوم بواجبها تجاه أي محاولة من شأنها زعزعة الأمن والسكينة.
وطاف لخشع وعدد من القيادات الأمنية أحياء مدينة الشيخ عثمان، كبرى مدن عدن، التي كانت قد شهدت خلال اليومين الماضيين حملات مداهمات أسفرت عن ضبط أسلحة مختلفة وكميات من المواد المتفجرة، إلى جانب العثور على مخازن بيع سلاح وذخيرة ومعدات ومواد استخدمت في عمليات إرهابية خلال الفترة الماضية.
والتقى لخشع خلال زيارته مأمور مديرية الشيخ عثمان أحمد المحضار، والتقى بمركز الشرطة الرائد محمد صالح مطيع. وزار الوفد الأمني مقر جهاز الدفاع المدني واطلع على تجهيزات المقر الأمني. وأوضح نائب الوزير، خلال زيارته لمقر الشرطة، أن الحكومة ستواصل جهدها في دعم جهود الأمن بمدينة عدن، مؤكدا أن الخطة الأمنية تسير وفق ما هو مخطط لها. وفي سياق آخر، شهدت القوات الخاصة في محافظات عدن ولحج وأبين، حملة توعية هدفها رفع معنويات الشباب الملتحق في المؤسسة الأمنية، ألقى خلالها الشيخ عبد الله النعماني كلمة في أفراد الدفعة الأولى، حثهم فيها على شحذ الهمم والقيام بواجبهم العسكري، مؤكدا فيها أن الدين الإسلامي دين سماحة وأخلاق رفيعة وقيم عظيمة تأبى أعمال الإرهاب.
وأضاف أن الإرهاب لا دين له ولا مكان له في الدين الإسلامي السمح، مشددا على أن أفراد قوات الأمن الخاصة ينبغي عليهم التحلي بالإيمان بالله ومن ثم الوطن والمواطن. وكان قائد قوات الأمن الخاصة، العميد الركن فضل باعش، ألقى كلمة في الجنود والضباط، حثهم بها على التمسك بالأخلاق والقيم لتكون قوات الأمن الخاصة نموذجا يقتدى به في ناحية البناء للإنسان في القوات الخاصة، داعيا الجميع إلى تأهيل الذات واكتساب المعارف والمهارات العلمية والعملية التي يتلقونها أثناء الدراسة والتدريب.
وكشف قائد قوات الأمن الخاصة لمحافظات عدن ولحج وأبين عن أن قوام قوات الأمن الخاصة سيبلغ 7 آلاف و500 فرد بين ضابط وصف وجندي، منوها بأن من إجمالي هذا العدد هناك 4 آلاف و300 ضابط وصف وجندي نظامي، فيما استوعبت قواته 3 آلاف ومائتي جندي من أفراد المقاومة الجنوبية الذين شملهم الدمج والتدريب والتأهيل لهم خلال الأشهر الماضية.
ولفت إلى أن الشباب الملتحقين بمؤسسة الأمن تم تدريبهم وتأهيلهم على أسس وطنية، مشيرا إلى تلقيهم مهارات قتالية وأمنية عالية تمكنهم من أداء دورهم المنوط بهم، لحماية الأمن والاستقرار للعاصمة عدن والمحافظات المحررة، بعد تخرجهم وتوزيعهم على مراكز الشرطة.
وأضاف أن قوات الأمن الخاصة تعد قوة أمنية جاهزة للمشاركة في حماية الأمن والاستقرار للعاصمة عدن والمحافظات المحررة، وأكد أن الخطط العملياتية للانتشار الأمني جاهزة، وأن قوات الأمن الخاصة لمحافظات عدن لحج أبين تنتظر الإشارة للبدء بتنفيذها. وأشار إلى أن خطة الانتشار المزمع تنفيذها في مقبل الأيام تم وضعها من قبل ضباط وعسكريين مؤهلين على أعلى المستويات الأمنية والعسكرية. منوها بإصداره بقرارات تعيين لمديري فروع قوات الأمن الخاصة للمحافظات التابعة لقيادة قوات الأمن الخاصة وهي عدن ولحج وأبين. ودعا بدوره جميع وسائل الإعلام إلى النزول إلى مقر قيادة قوات الأمن الخاصة لمحافظات عدن ولحج وأبين، والكائن بمعسكر الشهيد عبد العزيز الكعبي، (الصولبان سابقا)، بمدينة خور مكسر، شمال شرقي عدن، للاطلاع عن تلك الحقائق ومشاهدة التدريبات اليومية التي تجريها قيادة قوات الأمن الخاصة وتغطية الأحداث عن كثب.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».