أظهر فوز إنجلترا على ألمانيا أن الفريق في حاجة إلى لاعبين سريعين وفي كامل جاهزيتهم الفنية ولديهم القدرة على استعادة الكرة في نصف ملعب الخصم.. فهل روني الخيار المناسب؟
على الرغم من الهزيمة أمام هولندا في عطلة نهاية الأسبوع، فإن ذلك لم يمحُ هذا الأداء الرائع لفريق روي هودجسون قبل ذلك بثلاثة أيام، حيث صرح المدرب بأنه تعلم كثيرا من تلك المباراة الدولية. إن كان هناك درس يمكن أن نتعلمه من الفوز المفاجئ الذي حققه الفريق الإنجليزي في برلين، فهو أن هذا الفريق أصبحت له هوية الآن، أو على الأقل يتطور بعد كل ما شاهدناه في المباراتين الوديتين أمام ألمانيا وهولندا.
في مباراة ألمانيا أظهرت الطريقة التي ضغطوا بها على اللاعبين الألمان أن الفريق الإنجليزي لا يكتفي بالبقاء في آخر الملعب انتظارا للاستحواذ على الكرة أمام الفرق الأكثر موهبة كما اعتدنا أن نرى حتى وقت قريب. فبعد ضم لاعبي توتنهام وليفربول تحديدا، جعل هودجسون لاعبيه يوظفون ما تعلموه مع فرقهم في خدمة منتخب بلادهم. سمح الفريق الإنجليزي لخصومه بالاستحواذ على الكرة (بنسبة 61 في المائة)، لكن القوة التي أدوا بها المباراة اختلفت كثيرا عما اعتادت الجماهير رؤيته من قبل. رأينا ألمانيا تفقد الكرة إما نتيجة لتدخل الخصم أو بسبب تمرير خاطئ، حدث هذا 21 مرة مقابل 11 مرة فقط لإنجلترا، ورأينا الفريق الألماني يجبر على ارتكاب ثلاثة أخطاء ساعدت الخصم على التصويب، في حين لم نر هذا يحدث من الفريق الإنجليزي. لم تكن الليلة سعيدة بالنسبة لفريق المدرب الألماني يواكيم لوف، إلا أن إنجلترا استحقت الفوز واستحسان الجماهير.
كان لاعبا توتنهام ديلي إيلي وإيريك داير من بين المتألقين، بالإضافة إلى جيمي فاردي، مما أعطى انطباعا بأن الوقت قد حان للمدرب كي يكون شجاعا ويمنح الثقة لهؤلاء اللاعبين الجدد قليلي الخبرة الواثقين من أنفسهم بعدما ظهروا للتو على المسرح الدولي. ومن السابق لأوانه القول إن تلك بداية «جيل ذهبي»، لكن من الواضح أن تغييرا ضروريا قد جرى لاستبدال الحرس القديم. من بين التشكيلة الحالية المرشحة للسفر لتمثل بلادها في بطولة «يورو 2016» الصيف المقبل، لاعبان اثنان فقط ممن شاركوا في مباريات قبل المواجهتين الدوليتين الأخيرتين: الأول جيمس ميلنر، كابتن الفريق في مباراة هولندا الذي ظهر للمرة الأولى في كأس العالم 2010، والثاني زميله المصاب واين روني. شارك أبرز الهدافين الإنجليز في خمس بطولات كبرى ويأمل أن يقود فريقه في ثالث بطولة أوروبية، في فرنسا الصيف الحالي.
غير أن أداء إنجلترا وانتصارها على أبطال العالم عزز من الجدل بشأن استبعاد روني في المباريات المقبلة أمام روسيا، وويلز، وسلوفاكيا في يونيو (حزيران) المقبل. تبقي المعضلة الرئيسية أمام هودجسون هي ما إذا كان سيشرك قائد فريقه وهدافه الأول، وهو الجدل الذي بدا مشتعلا العام الماضي. الآن لم يعد من الصعب اتخاذ قرار استبعاد روني، فاللاعبان هاري كين وجيمي فاردي كانا دوما مطروحين على قائمة الهدافين في فترة التوقف الدولية، وتمكنا من تسجيل 40 هدفا هذا الموسم. فمع وجود داني ويلباك، ودانيل ستريدج، أصبح تراجع لياقة روني يثير التساؤلات حول ضمه لتشكيلة هودجسون، ناهيك بأن يكون أساسيا بالفريق.
سيكون من الغباء استبعاد كابتن فريق مانشستر يونايتد مباشرة، من السهل التنكر لسجله البطولي من الأهداف في التصفيات الأوروبية، بسبب نوعية المنافسين أمامه. لكن لم يكن بمقدوره أن يفعل شيئا، فتسجيل الأهداف أمر مهم دائما، بصرف النظر عن ماهية الخصم.. غير أن الشكل والثقة التي تولدها تلك اللقاءات تكتسب أهمية كبرى في المنافسات الدولية بالنظر إلى الوقت القصير الذي تستغرقه. فإذا أراد الفريق الإنجليزي تحقيق إنجاز حقيقي في فرنسا، فيجب أن تكون لهم خطة لعب واضحة، فليس من الواضح كيف سيستطيع روني الذي تقدم في السن الانسجام مع فريق مقبل على ما تبدو أنها أفضل فرص النجاح التي تتاح للفريق. إذا كان في الفريق الإنجليزي مهاجم واحد لم يعتد اللعب وقت اشتداد المنافسة نهاية الموسم، فإن هذا اللاعب هو واين روني؛ ففريق مانشستر يونايتد يلعب بأسلوب صبور لا يتناسب مع المنتخب في الوقت الحالي، ناهيك بتلك المجموعة الجديدة في الفريق. ينسجم رباعي فريق توتنهام هوتسبير في حالات الضغط القوي، وبجوارهم مجموعة فريق ليفربول، في حين يلعب ويلباك وفاردي وباركلي لفرق تتميز بالتحول السريع للهجوم.
مرة أخرى، فليس هذا خطأ روني، فلاعب بتلك الخبرة قادر على التأقلم وتعديل أدائه، لكن ما ينقصه هو المقدرة الجسمانية المطلوبة للضغط على الخصم طوال الـ90 دقيقة. فيما يخص الاستحواذ على الكرة في ثلث الملعب الهجومي هذا الموسم، حل روني في المركز الحادي عشر بين اللاعبين الإنجليز. يبدو أن 6 من اللاعبين الذين سبقوه في القائمة (فاردي، وستيرلنغ، وكين، وميلنر، ودرينكواتر، وإيلي) قد اشتملتهم قائمة هودجسون، مما يوضح الاتجاه الذي يريد المدرب أن يسير بفريقه فيه، وقد يكون صعبا على روني أن يسير بقوة زملائه نفسها في هذا الطريق، غير أنه من المهم وضع خطة طوارئ في المسابقات الدولية؛ فخبرات قائد الفريق الإنجليزي في غرفة الملابس المليئة بالشباب قد تكون مفيدة، ومن الممكن أن يقدم مهارات مختلفة لمجموعة الشباب التي تتصف بالسرعة والأداء المباشر.
أهم وأجرأ ما في النقاش المعارض لضم روني هو أن أداءه تراجع في المنافسات الحالية؛ فبرصيد وقف عند سبعة أهداف وصناعة أربعة أخرى هذا الموسم، نرى روني مقبلا على تحقيق أسوأ مواسمه منذ الانضمام لمانشستر يونايتد عام 2004. فبمعدل أهداف 6.94، يحل روني خامسا في ترتيب أفضل الهدافين في الدوري الممتاز، ويسبقه فاردي بمعدل 7.53 هدف، وكين بمعدل 7.52، وستراتيدج بمعدل 6.92 هدف، وشارك روني بديلا في لقاءين فقط من سبع مشاركات هذا الموسم. على روني أن يقلق على مكانه في التشكيل حتى وإن تأكد ضمه للفريق.
ويشعر روني بالإثارة بسبب دخوله في منافسة شديدة لنيل مكان ضمن التشكيلة الأساسية للفريق قبل نهائيات بطولة أوروبا 2016 بفرنسا.
وبات مكان المهاجم البالغ من العمر 30 عاما ضمن التشكيلة الأساسية تحت تهديد خطير من هاري كين المهاجم المتألق لتوتنهام هوتسبير، وجيمي فاردي مهاجم ليستر سيتي متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز. ويتصدر الاثنان لائحة هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. وقال روني كبير هدافي منتخب إنجلترا على مر العصور لمحطة «اي تي في» أمس الثلاثاء: «لا أتعامل مع مكاني (في المنتخب) على أنه من المسلمات. يبدو واضحا أنني أريد اللعب، ومن العظيم أن المنافسة قائمة حاليا. في ظل الإمكانات التي نمتلكها، فمن المثير أن أكون جزءا من المنافسة».
هل يستحق روني مكانًا بالفريق الإنجليزي في «يورو 2016»؟
على نجم مانشستر يونايتد أن يقلق على مكانه في التشكيلة حتى وإن تأكد ضمه
هل يستحق روني مكانًا بالفريق الإنجليزي في «يورو 2016»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة