كشف مسؤول كردي أن تنظيم داعش شرد خلال الأيام القليلة الماضية سكان 12 قرية من القرى الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة والتابعة لناحية القيارة جنوب الموصل، حيث تتواصل العمليات العسكرية لتطهيرها من مسلحي التنظيم.
وقال مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور، رشاد كلالي، إن غالبية سكان هذه القرى «هم من أبناء قبيلة اللهيب وقد استولى التنظيم على أموالهم وأملاكهم ومواشيهم، وأبقى فقط على عوائل مسلحيه فيها»، مشيرا إلى أن سكان هذه القرى نزحوا باتجاه قرى الكنعوصة والشريعة وسيداوة وميكوك، فيما نزح آخرون باتجاه الطريق الرابط بين ناحية القيارة وقضاء الشرقاط. وأوضح أن خطوة التنظيم هذه جاءت انتقاما من قبيلة اللهيب التي تشارك في عملية تحرير مناطق جنوب الموصل من تنظيم داعش.
من ناحية ثانية، قال كلالي إن طيران التحالف الدولي كثف غاراته على قريتي النصر والحميدان الاستراتيجيتين اللتين تقعان على رابية تُشرف على عشر قرى أخرى (20 كيلومترا غرب مخمور)، وتزامنت الغارات الجوية للتحالف الدولي مع قصف مدفعي للجيش العراقي استهدف هاتين القريتين الخاليتين من السكان، موضحا أن كثافة القصف والغارات الجوية على القريتين توحي بأن القوات العراقية ستتقدم باتجاه تحريرهما قريبا، كاشفا أن تنظيم داعش حشد مسلحين في الجانب الأيسر من مدينة الموصل تحسبا لأي هجوم من قبل الجيش العراقي وقوات البيشمركة.
من جهته قال رئيس قبيلة السبعاويين، والقائد في قوات الحشد العشائري جنوب الموصل، الشيخ فارس عبد الله الفارس، إن قوات الجيش العراقي والحشد العشائري تواصل حصارها لقرية النصر وتواصل مدفعية الجيش وطائرات التحالف الدولي ضرب تنظيم داعش داخل هذه القرية التي تعتبر مفتاح القرى الأخرى. وأضاف «التنظيم منهار تماما، ونحن ننتظر الأوامر العسكرية لاقتحام هذه القرية، التي تتصل مع عشر قرى أخرى وبتحريرها ستتحرر القرى الأخرى أيضا قريبا».
على صعيد آخر، أثار عدم اعتبار مدينة سنجار ذات الغالبية الإيزيدية التابعة لمحافظة نينوى مدينة منكوبة من قبل بغداد حتى الآن غضب الكرد الإيزيديين. فبعدما صوت مجلس النواب العراقي أول من أمس مبدئيا على اعتبار مدينة الرمادي مدينة منكوبة دون أن يشير إلى مدينة سنجار، بادرت بالكتلة الكردية إلى جمع التواقيع لمطالبة رئاسة مجلس النواب بإضافة قرار اعتبار سنجار مدينة منكوبة إلى جانب الرمادي خلال التصويت على القرار اليوم الاثنين.
وقال النائب الكردي عن المكون الإيزيدي، ماجد سنجاري، لـ«الشرق الأوسط»: «سنقدم الطلب الاثنين (اليوم) إلى رئيس مجلس النواب ليعرض مع نفس القرار الخاص بالرمادي، لأن صيغة القرار النهائي باعتبار الرمادي مدينة منكوبة لم تقدم حتى الآن وكل ما جرى هو التصويت عليه مبدئيا». وتابع: «قدمنا عدة مرات طلبات لمجلس النواب، لاعتبار مدينة سنجار مدينة منكوبة لكن في كل مرة نرى أن هناك تقديما لمواضيع على حساب مواضيع أخرى، ولا نعلم هل السبب مرتبط بالمحسوبية أم التعاطف مع مكون دون آخر، أو التهرب، وهناك بالفعل إهمال وتسويف وتقصير من قبل بغداد تجاه سنجار».
بدوره شدد قائمقام سنجار، محما خليل، على أن «عدم اعتبار مدينة سنجار مدينة منكوبة من قبل مجلس النواب العراقي حتى الآن، يُعتبر تجاوزا على كل القيم والأخلاق والعرف البرلماني، وسبب عدم اعتبارها مدينة منكوبة يعود إلى أنها مدينة كردية إيزيدية، فلو كانت مدينة عربية كالرمادي لاعتبرت منكوبة منذ زمن، وهذا بحد ذاته تجاوز على الدستور العراقي». وتابع: «لم يزر مدينة سنجار منذ تحريرها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى الآن أي نائب من مجلس النواب العراقي عربا وكردا سوى النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين يزورون سنجار دائما ويتفقدون أوضاعها، أما الآخرون فلم نرهم حتى الآن».
وعما إذا سيصدر رد من قبل الإيزيديين على تهميشهم من قبل بغداد، بين خليل: «سنلجأ إلى المحكمة الاتحادية، لأن هناك خرقا واضحا للمادة (16) من الدستور العراقي، التي تنص على أن العراقيين متساوون أمام القانون بغض النظر عن الدين واللون والجنس والانتماء السياسي، فبغداد فرقت دينيا وقوميا وعرقيا وسياسيا معنا، لذا سنلجأ إلى المحاكم الدولية»، مضيفا أنه «يجب أن ترد إدارة مدينة سنجار وأهالي المدينة على مجلس النواب والحكومة العراقية، بمقاطعة الحكومة في بغداد والانضمام إلى حكومة إقليم كردستان».
من جهته، أشار النائب عن المكون الإيزيد، في برلمان إقليم كردستان، شيخ شامو: «كان هذا الموقف متوقعا من الحكومة العراقية. كنا نتمنى أن يكون العراق الجديد مبنيا على احترام حقوق المكونات والأديان لكن على العكس لم تُطبق المادة 140 الدستورية واحتلت مناطقنا وتشرد الإيزيديون ولم يكن للحكومة العراقية أي موقف وعندما استعيدت مناطقنا لم تتحرك الحكومة العراقية».
القوات العراقية تستعد لتحرير ما تبقى من القرى التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل
إيزيديو سنجار غاضبون من عدم اعتبار مدينتهم منكوبة
القوات العراقية تستعد لتحرير ما تبقى من القرى التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة