القوات العراقية تستعد لتحرير ما تبقى من القرى التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل

إيزيديو سنجار غاضبون من عدم اعتبار مدينتهم منكوبة

المطرب الإماراتي حسين الجسمي مع قوات البيشمركة خلال زيارته لخط المواجهة مع تنظيم داعش شمال الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
المطرب الإماراتي حسين الجسمي مع قوات البيشمركة خلال زيارته لخط المواجهة مع تنظيم داعش شمال الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات العراقية تستعد لتحرير ما تبقى من القرى التابعة لناحية القيارة جنوب الموصل

المطرب الإماراتي حسين الجسمي مع قوات البيشمركة خلال زيارته لخط المواجهة مع تنظيم داعش شمال الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)
المطرب الإماراتي حسين الجسمي مع قوات البيشمركة خلال زيارته لخط المواجهة مع تنظيم داعش شمال الموصل أول من أمس (أ.ف.ب)

كشف مسؤول كردي أن تنظيم داعش شرد خلال الأيام القليلة الماضية سكان 12 قرية من القرى الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة والتابعة لناحية القيارة جنوب الموصل، حيث تتواصل العمليات العسكرية لتطهيرها من مسلحي التنظيم.
وقال مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء مخمور، رشاد كلالي، إن غالبية سكان هذه القرى «هم من أبناء قبيلة اللهيب وقد استولى التنظيم على أموالهم وأملاكهم ومواشيهم، وأبقى فقط على عوائل مسلحيه فيها»، مشيرا إلى أن سكان هذه القرى نزحوا باتجاه قرى الكنعوصة والشريعة وسيداوة وميكوك، فيما نزح آخرون باتجاه الطريق الرابط بين ناحية القيارة وقضاء الشرقاط. وأوضح أن خطوة التنظيم هذه جاءت انتقاما من قبيلة اللهيب التي تشارك في عملية تحرير مناطق جنوب الموصل من تنظيم داعش.
من ناحية ثانية، قال كلالي إن طيران التحالف الدولي كثف غاراته على قريتي النصر والحميدان الاستراتيجيتين اللتين تقعان على رابية تُشرف على عشر قرى أخرى (20 كيلومترا غرب مخمور)، وتزامنت الغارات الجوية للتحالف الدولي مع قصف مدفعي للجيش العراقي استهدف هاتين القريتين الخاليتين من السكان، موضحا أن كثافة القصف والغارات الجوية على القريتين توحي بأن القوات العراقية ستتقدم باتجاه تحريرهما قريبا، كاشفا أن تنظيم داعش حشد مسلحين في الجانب الأيسر من مدينة الموصل تحسبا لأي هجوم من قبل الجيش العراقي وقوات البيشمركة.
من جهته قال رئيس قبيلة السبعاويين، والقائد في قوات الحشد العشائري جنوب الموصل، الشيخ فارس عبد الله الفارس، إن قوات الجيش العراقي والحشد العشائري تواصل حصارها لقرية النصر وتواصل مدفعية الجيش وطائرات التحالف الدولي ضرب تنظيم داعش داخل هذه القرية التي تعتبر مفتاح القرى الأخرى. وأضاف «التنظيم منهار تماما، ونحن ننتظر الأوامر العسكرية لاقتحام هذه القرية، التي تتصل مع عشر قرى أخرى وبتحريرها ستتحرر القرى الأخرى أيضا قريبا».
على صعيد آخر، أثار عدم اعتبار مدينة سنجار ذات الغالبية الإيزيدية التابعة لمحافظة نينوى مدينة منكوبة من قبل بغداد حتى الآن غضب الكرد الإيزيديين. فبعدما صوت مجلس النواب العراقي أول من أمس مبدئيا على اعتبار مدينة الرمادي مدينة منكوبة دون أن يشير إلى مدينة سنجار، بادرت بالكتلة الكردية إلى جمع التواقيع لمطالبة رئاسة مجلس النواب بإضافة قرار اعتبار سنجار مدينة منكوبة إلى جانب الرمادي خلال التصويت على القرار اليوم الاثنين.
وقال النائب الكردي عن المكون الإيزيدي، ماجد سنجاري، لـ«الشرق الأوسط»: «سنقدم الطلب الاثنين (اليوم) إلى رئيس مجلس النواب ليعرض مع نفس القرار الخاص بالرمادي، لأن صيغة القرار النهائي باعتبار الرمادي مدينة منكوبة لم تقدم حتى الآن وكل ما جرى هو التصويت عليه مبدئيا». وتابع: «قدمنا عدة مرات طلبات لمجلس النواب، لاعتبار مدينة سنجار مدينة منكوبة لكن في كل مرة نرى أن هناك تقديما لمواضيع على حساب مواضيع أخرى، ولا نعلم هل السبب مرتبط بالمحسوبية أم التعاطف مع مكون دون آخر، أو التهرب، وهناك بالفعل إهمال وتسويف وتقصير من قبل بغداد تجاه سنجار».
بدوره شدد قائمقام سنجار، محما خليل، على أن «عدم اعتبار مدينة سنجار مدينة منكوبة من قبل مجلس النواب العراقي حتى الآن، يُعتبر تجاوزا على كل القيم والأخلاق والعرف البرلماني، وسبب عدم اعتبارها مدينة منكوبة يعود إلى أنها مدينة كردية إيزيدية، فلو كانت مدينة عربية كالرمادي لاعتبرت منكوبة منذ زمن، وهذا بحد ذاته تجاوز على الدستور العراقي». وتابع: «لم يزر مدينة سنجار منذ تحريرها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وحتى الآن أي نائب من مجلس النواب العراقي عربا وكردا سوى النواب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذين يزورون سنجار دائما ويتفقدون أوضاعها، أما الآخرون فلم نرهم حتى الآن».
وعما إذا سيصدر رد من قبل الإيزيديين على تهميشهم من قبل بغداد، بين خليل: «سنلجأ إلى المحكمة الاتحادية، لأن هناك خرقا واضحا للمادة (16) من الدستور العراقي، التي تنص على أن العراقيين متساوون أمام القانون بغض النظر عن الدين واللون والجنس والانتماء السياسي، فبغداد فرقت دينيا وقوميا وعرقيا وسياسيا معنا، لذا سنلجأ إلى المحاكم الدولية»، مضيفا أنه «يجب أن ترد إدارة مدينة سنجار وأهالي المدينة على مجلس النواب والحكومة العراقية، بمقاطعة الحكومة في بغداد والانضمام إلى حكومة إقليم كردستان».
من جهته، أشار النائب عن المكون الإيزيد، في برلمان إقليم كردستان، شيخ شامو: «كان هذا الموقف متوقعا من الحكومة العراقية. كنا نتمنى أن يكون العراق الجديد مبنيا على احترام حقوق المكونات والأديان لكن على العكس لم تُطبق المادة 140 الدستورية واحتلت مناطقنا وتشرد الإيزيديون ولم يكن للحكومة العراقية أي موقف وعندما استعيدت مناطقنا لم تتحرك الحكومة العراقية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».