استمرت الاشتباكات العنيفة يوم أمس في بلدة القريتين في ريف حمص بين تنظيم «داعش» وقوات النظام، في وقت لم تهدأ المواجهات العنيفة بين الأخيرة وفصائل معارضة في محيط تل بلدة العيس في ريف حلب الجنوبي، التي كان النظام قد دخلها أول من أمس، وحيث أعلن عن مقتل 12 عنصرا من «حزب الله» اللبناني، واثنين من الحرس الثوري الإيراني.
ووفقا لوكالة «مشرق»، فإن القتيلين هما سعيد مسافر (30 عاما) وجمال رضي (35 عاما)، وهما من منتسبي الحرس الثوري بمحافظة غيلان، شمال إيران، ولقيا مصرعهما خلال ما وصفتها بـ«مهمة استشارية» في حلب.
وحسب الوكالة، بذلك يصل عدد قتلى الحرس الثوري في سوريا من محافظة غيلان إلى 11 شخصا.
وكان «المرصد السوري» أفاد بمقتل 12 عنصرا على الأقل من «حزب الله» اللبناني إثر الهجوم العنيف الذي نفذته جبهة النصرة والفصائل المعارضة والمقاتلة أمس الأول، وسيطرتها على بلدة العيس.
وفيما أعلن إعلام النظام السوري يوم أمس، عن سيطرة وحدات الجيش والقوات المسلحة على بلدة القريتين، نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان هذا الأمر، مؤكدا أنه لا صحة لما تنشره وسائل إعلام النظام والوسائل الإعلامية المقربة منه والموالية له، عن سيطرة قوات النظام على كامل المدينة.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات النظام كانت قد دخلت على القريتين أول من أمس، وتمكنت أمس من السيطرة على نصفها تقريبا»، نافيا سيطرتها الكاملة عليها، وأضاف: «كما حصل في تدمر عندما أعلن النظام عن سيطرته عليها بمجرد دخوله إليها لرفع معنويات جنوده، قبل أن يتمكن من السيطرة عليها بعد يومين، يفعل الآن في القريتين».
وأشار المرصد إلى أن الاشتباكات لا تزال متواصلة في القسمين الشرقي والجنوبي الشرقي اللذين يسيطر عليهما تنظيم «داعش»، وسط انهيارات في صفوف عناصره. وقال إن قوات النظام مدعومة بالمسلحين الموالين لها، وبإسناد من الطائرات الحربية السورية والروسية، تمكنت من التقدم والسيطرة على أكثر من نصف المدينة.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات النظام سيطرت على أكثر من نصف القريتين»، التي تعد إلى جانب السخنة آخر معاقل التنظيم في محافظة حمص.
وأوضح عبد الرحمن أن معركة القريتين تأتي في إطار العملية العسكرية ذاتها، التي تمكنت خلالها قوات النظام من طرد تنظيم «داعش»، من مدينة تدمر في 27 مارس (آذار) الماضي.
وتهدف قوات النظام، بحسب عبد الرحمن، إلى طرد التنظيم من كامل محافظة حمص، والتقدم في منطقة بادية الشام، وصولا إلى الحدود السورية العراقية. وإذا ما تمت السيطرة على القريتين «لا يبقى في أيدي التنظيم سوى بعض القرى والبلدات المتناثرة في محافظة حمص، وأهمها بلدة السخنة الواقعة إلى شمال شرق تدمر»، وتبعد عنها 70 كيلومترا. ومنذ السيطرة على تدمر، تتعرض السخنة لقصف سوري وروسي مكثف.
ووفق عبد الرحمن، من شأن السيطرة على السخنة أن تفتح الطريق أمام قوات النظام للتوجه نحو محافظة دير الزور (شرق) الواقعة تحت سيطرة التنظيم. وتبعد السخنة نحو 50 كيلومترا عن محافظة دير الزور.
وتخوض قوات النظام السوري والمسلحون الموالون لها معارك على جبهات أخرى، إذ تدور اشتباكات عنيفة في محيط تل بلدة العيس في ريف حلب (شمال) الجنوبي، بعد يومين من سيطرة «جبهة النصرة»، عليها.
وتكمن أهمية تلك المنطقة والتلال المحيطة بها، وفق «المرصد»، في كونها «تشرف على ريف حلب الجنوبي وعلى طريق حلب-دمشق الدولي، الذي تحاول قوات النظام استعادة السيطرة عليه».
ووفق عبد الرحمن، فإن «معركة السيطرة على البلدة كانت عنيفة، وتم التحضير لها بشكل كبير من قبل جبهة النصرة والفصائل والمقاتلة والحزب الإسلامي التركستاني».
اشتداد المعارك في «القريتين» ومحيط «بلدة العيس» ومقتل اثنين من الحرس الثوري
النظام يعلن سيطرته على البلدة بريف حمص و«المرصد» ينفي
اشتداد المعارك في «القريتين» ومحيط «بلدة العيس» ومقتل اثنين من الحرس الثوري
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة