النتائج المتواضعة ونفاد صبر المشجعين جعلا منصب مدافع مانشستر يونايتد السابق غير قابل للاستمرار، بعد فترة قصيرة لم تمض فيها الأمور على ما يرام تماما. «عندما لا يكون المشجعون راضين عنك، سيجدون طريقة لإخبارك بهذا».. كلمات سبق وقالها غاري نيفيل، وهذا بالضبط ما فعله المشجعون في ليلة تبين أنها الأخيرة له كمدرب لفالينسيا. مر 11 يوما بعد هزيمة فريقه أمام سيلتا فيغو، في الطريق لهزيمة ثالثة على التوالي إلى جانب الفشل في التأهل للدوري الأوروبي قبل ذلك بـ3 أيام، عندما دوى هتاف «ارحل الآن يا غاري!» في أرجاء ملعب ميستايا.
لم يكن قد تحقق هذا المطلب للجمهور بعد، لكن نيفيل كان على وشك الرحيل. أعلن فالينسيا أنه أقال نيفيل في وقت سابق مساء الأربعاء الماضي؛ ودخل القرار حيز النفاذ فعليا بعد الهزيمة الأخيرة. كان مدرب فالينسيا قد أجل انضمامه لمنتخب إنجلترا، كمساعد لروي هودجسون، لأن هذا كان، بحسب قوله: «الأمر الصائب الذي ينبغي عمله»، لكن بمجرد التحاقه بالمنتخب الإنجليزي عرف بأمر إقالته. لم يعرف شخص آخر بالخبر؛ حيث تم إبلاغ روي هودجسون لاحقا. لم يبلغ نيفيل لاعبي المنتخب الإنجليزي، كما لم يبلغ لاعبي فالينسيا. سمح الصمت بأن تمر فترة التوقف الدولية بسلام وبأن يعود لاعبو فريقه قبل أن يصل إليهم نبأ إقالة المدرب. وفوجئ أعضاء فريق فالينسيا يوم الأربعاء، أن نيفيل قال عندما عاد إلى المدينة إنه جاء من «أجل الوداع». غادر النادي، لكنه سيبقى في فالينسيا خلال الأيام القليلة القادمة. ستنطلق بطولة يورو 2016 في غضون 6 أسابيع. وأمام نيفيل الكثير ليفعله خلال هذه الفترة، لكنه كان يأمل بأن يكون جدول أعماله أكثر انشغالا حتى انطلاقة البطولة.
انضم نيفيل إلى فالينسيا بموجب عقد مدته 5 أشهر، وفي حين أن اجتماعا رسميا كان مقررا له في أبريل (نيسان) الحالي، إلا أنه خلال الأسبوعين الماضيين كان الجميع يعرفون بأنه عقد نيفيل لن يتم تمديده. ومع هذا، فقد أكد المدرب مرارا على أنه لن يستقيل ولا يتوقع أن تتم إقالته. كان يأمل بأن ينهي الموسم بطريقة مشرفة، وأن يستعيد بعض المصداقية التي قال إنها دفعته لقبول هذا التحدي في المقام الأول.
لكن الآخرين كانوا قد عبروا عن شكهم بأن ثمة مخرجا مشرفا. والأسوأ من هذا أنهم كانوا يخشون أن طريق الخروج هو تدهور أداء الفريق. عندما تولى نيفيل المسؤولية، كان فالينسيا في «أزمة»، حيث كان يحتل الفريق المركز الثامن، وتفصله 5 نقاط عن حجز المكان الأخير في دوري أبطال أوروبا. لكن كما تبين، لم تكن هذه أزمة، بل إن ما حدث لهم بعد ذلك كان هو الأزمة. فشل الفريق في التأهل لدوري الأبطال والدوري الأوروبي وخرج من كأس الملك، وهو الآن يحتل المركز الـ14 في الدوري الإسباني (لاليغا)، وتفصله فقط 6 نقاط عن آخر 3 فرق في قاع الجدول.
تحت قيادة نيفيل، لم يحقق فالينسيا الفوز سوى في 3 من 16 مباراة في الدوري؛ ولم يحافظ على نظافة شباكه في أي مباراة. وبالنظر إلى أن الفريق سيواجه إشبيلية وبرشلونة وفيا ريال وريال مدريد خلال مبارياته الـ9 الأخيرة، فإن خطر الهبوط يبدو حقيقيا. وقد كشف بيان فالينسيا عما بدأ يتخوف منه مسؤولو النادي بالفعل: «بعد تحليل دقيق للموقف، قرر النادي عمل هذا التغيير من أجل المصلحة العليا لنادي فالينسيا لكرة القدم، مع رؤية لنهاية الموسم الحالي».
كان المدير الرياضي، سوسو غارسيا بيتاريتش، الذي وصل بعد نيفيل، اقترح عددا من البدائل بعد الهزيمة الساحقة أمام برشلونة بـ7 أهداف نظيفة في الكأس. ضغط بيتاريتش من أجل التغيير ولكنه وجد مقاومة، لكن الخوف على مستقبل النادي، ورد فعل الجماهير بعد نهاية مباراة سيلتا وضع نهاية لذلك. كما كان هذا بمثابة نهاية عمل نيفيل في إسبانيا. قال نيفيل في بيان: «أتفهم أن الأمر يتعلق بالنتائج، وهي نتائج لم تكن مناسبة لمعاييري، وكذلك لما يريده هذا النادي».
لم يقل أحد إن مهمة نيفيل ستكون سهلة، لكن أحدا لم يتخيل أن تكون بهذه الصعوبة. قال نيفيل يوم تقديمه مدربًا للنادي: «أؤمن بقدراتي وأعتقد بأنني قادر على تحقيق النجاح وإلا ما كنت قبلت بهذه المهمة». لم يكن نيفيل جاهلا بحجم التحدي، فقد كان شقيقه فيل يعمل بالنادي بالفعل، مساعد مدرب، وسيستمر في عمله كذلك، لكن من الواضح أن التحدي كان أكبر مما يتخيل، فريق صغير السن، ومنقسم، وغير منسجم، وفي حالة بدنية متواضعة، وناد غير مستقر في بلد أجنبي، لا يتحدث لغته، فضلا عن أنه جاء في منتصف الموسم كذلك.
سئل نيفيل آنذاك: «هل أنت جاهز لهذا؟» وأجاب: «حسنا، سنرى». لم يمض أي شيء في الاتجاه الصحيح، وكان من الواضح أنه ليس من سبيل لتصحيح الأمور. ربما لم يكن نيفيل هو المشكلة، لكنه لم يكن العلاج كذلك. لقد حاول أن يجد الحلول مرارا، لكنه لم يجدها. ربما كان البحث جزءا من المشكلة. استعان بـ3 حراس مرمى مختلفين وجرب تشكيلات لا حصر لها. استعان بمساعد مدرب جديد، الذي حل الآن محله كمدرب للفريق الأول، وغير قائد الفريق. دافع عن لاعبيه، حتى يوم مباراة الديربي عندما قال إنه لم يعد بمقدوره الدفاع عنهم، وهو ما لم يحدث بالضبط.
كان هناك حظ عاثر، لكن في أغلب الأحيان كان أداء الفريق سيئا.. «غير مقبول»، كانت العبارة التي استخدمها في كثير من الأحيان. لم يحقق فالينسيا تحت قيادته الفوز في الدوري إلا بعد 10 مباريات؛ خسر على ملعب ميستايا في الدوري لأول مرة منذ ما يزيد على العام؛ وتعرض الفريق في مباراة برشلونة في الكأس إلى ما وصفه المدير الرياضي بأنها واحدة من أسوأ الليالي في تاريخ النادي. أعلن نيفيل أن فريقه «لابد تماما أن يفوز على بيتيس» - لكنه خسر.
واصل نيفيل مسيرته، رافضًا الاستقالة. وذاق فالينسيا طعم الفوز أخيرا في الدوري، بنجاح في التغلب بصعوبة على إسبانيول، لكنه قال إن ذلك لم يكن سببا للاحتفال. وكان محقا في هذا على الأقل. بدا أن الفوز في 3 من 4 مباريات يمكن أن يغير كل شيء، لكن ليس لوقت طويل، فقد كان زمام الأمور لا يزال يتسلل من بين يديه؛ وكان علاج هذا الأمر مستحيلا، وكان صبر المشجعين يوشك على النفاد مع كل مباراة.
هزم فالينسيا فريق أتليتيك في الدوري الأوروبي، لكنه خرج بفارق الأهداف على أية حال، غير أن الفريق قدم أداء مفاجئا اتسم بالحيوية والالتزام والموهبة، وقال نيفيل إن الأمر بسيط: كل ما عليه هو أن يقدم نفس الأداء من جديد بعد 3 أيام. لكنه كان يعرف أنه لا يستطيع القيام بهذا على مدى أطول، كما كان المشجعون يعرفون هذا أيضًا. بعد 3 أيام تعرض فالينسيا للهزيمة 0 - 2 أمام سيلتا، وطالبت مدرجات ميستايا برحيل نيفيل.
نهاية مخجلة لغاري نيفيل مع فالينسيا
لم يقل أحد إن مهمة المدرب ستكون سهلة.. لكن أحدًا لم يتخيل أن تكون بهذه الصعوبة
نهاية مخجلة لغاري نيفيل مع فالينسيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة