تعليم الإنجليزية للاجئين السوريين.. هل يفتح أمامهم طريق المستقبل؟

المجلس الثقافي البريطاني يدرب مئات الأساتذة في الأردن

ورشة العمل في مدينة إربد الأردنية لأساتذة اللغة الإنجليزية
ورشة العمل في مدينة إربد الأردنية لأساتذة اللغة الإنجليزية
TT

تعليم الإنجليزية للاجئين السوريين.. هل يفتح أمامهم طريق المستقبل؟

ورشة العمل في مدينة إربد الأردنية لأساتذة اللغة الإنجليزية
ورشة العمل في مدينة إربد الأردنية لأساتذة اللغة الإنجليزية

تدريب المدرسين في الأردن، لتطوير أساليبهم التعليمية للغة الإنجليزية، يسير على قدم وساق. وجود اللاجئين السوريين، فتح الأعين على حاجة متزايدة لمساعدة دول الجوار. التركيز على التعليم، بعد دخول المأساة السورية عامها السادس دون أن يلوح بصيص ضوء، مما يشي باستمرار الحال لسنوات مقبلة، يدفع بالهيئات والمنظمات الدولية، مثل «اليونيسيف» و«رليف» و«المجلس الثقافي البريطاني» وغيرهم إلى بذل جهود متزايدة لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأطفال من غياهب التجهيل المفترس.
في الأردن، صارت المدارس الرسمية تستقبل الأطفال على مرحلتين؛ صفوف صباحية وأخرى بعد الظهر، لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي تصل إلى 50 طالبًا في الصف الواحد، بينما انخفضت الحصة التعليمية إلى 35 دقيقة، لإفساح المجال أمام دوامين لكل مدرسة.
القوانين في الأردن، تحصر مهمة التعليم بالمدرسين الأردنيين، حتى في المدارس التي أقيمت داخل مخيمات اللاجئين السوريين. مع العدد الكبير للتلاميذ، وسوء الأحوال الاجتماعية والنفسية للأطفال اللاجئين، تشكو الأسر السورية من الانخفاض الشديد، في مستوى تعليم أبنائهم. الهيئات الدولية والمنظمات تحاول سد الثغرات التعليمية، بإيجاد مدارس رديفة غير رسمية للأطفال السوريين، يطلق عليها اسم «مراكز تدريب» يعلم فيها حصرًا معلمون ومعلمات سوريون (يطلق عليهم «متطوعون» وإن تقاضوا أجرًا)، وهي في الحقيقة مدارس يأتيها الأطفال السوريون بعد دوام المدرسة ليتعلموا ما لم يُتَح لهم تعلمه خلال الدوام الرسمي في مدارسهم. أمر تراه بعض العائلات مفيدا، بينما ترى عائلات أخرى أنه نظام يشتت التلميذ ويضيع الكثير من وقته.
برامج كثيرة لهيئات مختلفة، تنظم لتدريب الأساتذة الأردنيين و«المتطوعين» السوريين، لمساعدتهم في تطوير أساليبهم التعليمية. «المجلس الثقافي البريطاني» له برامجه أيضًا، وإن كان تركيزه هو على الاهتمام بتدريب المعلمين، لتطوير أدائهم في اللغة الإنجليزية. فهذا اختصاصه في الأصل، وله أكثر من برنامج للمساعدة داخل المخيمات وخارجها.
انتهى الأسبوع الماضي برنامج لتدريب المعلمين الأردنيين على تطوير أساليبهم التعليمية شمل عشرات الأساتذة في مختلف المناطق الأردنية. قبل توزيع الشهادات على المتدربين في مدينة إربد، وقفت المدربة البريطانية تريزا، بين مجموعتين من المدرسين، وهي تعلمهم المزيد من الألعاب المفيدة التي يمكنهم استخدامها لتدريس تلامذتهم، وهم يلهون ويتسلون، بدل حشرهم فيما تقوله الكتب. هذا هو الأسبوع الثاني عشر والأخير، الذي يتلقون فيه هذا النوع من الدروس التي تنقلهم من عالم جدي هادئ أثناء قيامهم بعملهم، إلى أجواء أكثر ديناميكية ومرحًا.
على غرار تريزا التي عملت مع مجموعة من الأساتذة في مدينة إربد شمال الأردن التي تبعد 20 كيلومترًا عن الحدود السورية، وفيها الكثير من المهاجرين السوريين، يوجد عشرات المدربين المكلفين من «المجلس الثقافي البريطاني»، كانوا ينطلقون كل يوم، خلال الأشهر الماضية من عمان باتجاه المفرق والزرقاء ومادبا، وتلك المدن القريبة من مخيمات اللاجئين، أو التي فيها تجمعات كبيرة لسوريين نازحين، لمساعدة أساتذة اللغة الإنجليزية، في تغيير مناهجهم التعليمية. فبعد دراسة سريعة، تبين أنه كلما ابتعدت المسافة عن العاصمة، تدنى مستوى تعليم اللغة الأجنبية. وهو ما جعل التركيز على خارج عمّان أكبر من الاهتمام بما يدور في العاصمة.
يقول محمود هنداوي، وهو أحد الأساتذة الذين تلقوا التدريب في مدينة إربد: «الأطفال يحبون هذه الطرق الحديثة، وباتوا يقبلون أكثر على تعلم اللغة الأجنبية، بعد أن كانوا يقولون إنهم لا يفهمونها». والأهم الذي يتحدث عنه محمود، أن التغيير في تعليم مادة، قد يخلق نوعًا من العدوى لدى أساتذة مواد غيرها. «فأساتذة المواد الأخرى الذين يسمعون ضجيج الأطفال ونحن ندرسهم، يستغربون، ويسألوننا عن الطرق التي نتبعها، وثمة حوارات بدأت تفتح بيننا لتبادل الخبرات في هذا الموضوع».
بعض الأساتذة لم يخضع لأي دورة تدريبية من قبل، والبعض الآخر يطمح في الحصول على شهادة يقول إنها بالنسبة له تكاد توازي شهادة جامعية.
في كل الأحوال مشكلة هذا النوع من البرامج بحسب د. طالب العمايرة منسق الارتباط بين وزارة التربية الأردنية والجهة المنظمة، غير كافية. أربع مدارس في إربد فقط، تم تدريب أساتذة منها، ولا بد من عمل المزيد. لكن الجهات المنظمة تعتبر أنها تعطي المبادئ. وعلى الأساتذة أنفسهم، أن يطوروا أنفسهم بأنفسهم. فلكل مشروع تمويله المحدد الذي ينتهي، ولا يمكن البدء بآخر، قبل الحصول على تمويل جديد.
في «مخيم الزعتري» للاجئين السوريين، أقيم مؤتمر في 21 و22 من الشهر الماضي، جمع متطوعين (معلمين) سوريين، إضافة إلى خبراء في التعليم، بهدف تتويج ثلاثة أشهر من التدريب. بعض المتدربين تحولوا هم أنفسهم إلى مدربين لزملائهم، وهذه هي إحدى الغايات الرئيسية. مواضيع كثيرة ومثيرة تطرق إليها المؤتمر، وتحدث حولها خبراء متخصصون في مجالهم، منها «كيف تعلم تلاميذك دون أي إمكانات؟»، أو «كيف تدرّس باستخدام الصوت فقط؟».
المتحدثون الأجانب في المؤتمر حاولوا تقديم حلول متقشفة، لوضع إنساني صعب، حيث غالبًا ما تنقطع الكهرباء، ويغيب الإنترنت، وبالتالي على الأستاذ أن يبقى يؤدي مهمته، حتى لو افتقد الدفاتر والكتب.
أمر يحاول الخبراء شرحه بكثير من التفاؤل والمرح. لكن ردود الفعل من المعلمين، أو الأهالي، لا تكون دائمًا على القدر ذاته من الطرافة، حين وزع أحد المدربين صورة عليها مخطط لمدينة، يفترض أن تعطى للأطفال في الصف، تم تعيين مواقع رئيسية، لفندق، ومسبح، وقصر، ومبان أخرى من المفترض أنها موجودة في المدن. جرى التدريب، حول كيف يمكن لأستاذ في مخيم الزعتري أن يشرح لتلامذته ما لم تره عينهم وهم سجناء مخيمهم المقفر، الذي بالكاد أصبح فيه منازل أشبه بالأكواخ الحديدية. يتحدث أحد المدرسين عن والدة غاضبة كانت تسأل: «كيف تجرؤون عن الحديث مع ابني عن مسبح في الصورة، وأنا لا أجد ماء لأغسل له وجهه؟».
حقًا تبدو سبل تطويع المناهج الآتية من بريطانيا صعبة أحيانًا، حين يتوجب أن تتوافق وظروف عيش مأساوية للاجئين، تقول أم ترفض الإفصاح عن اسمها: «نحن متعبون وأولادنا مضطربون، ولا أعتقد أن المسائل التعليمية، مهما كانت أهميتها هي من أولوياتنا».
إحدى المعلمات السوريات التي تلقت تدريبًا وتحولت هي نفسها إلى مدربة تقول: «هذه المناهج الحديثة تصطدم بعوائق كثيرة. غالبية النازحين إلى الزعتري هم من بيئات ريفية وتقليدية جدًا. بعض الأهالي لا يتقبلون طريقتنا الجديدة في التعليم. حتى إن بعض الأطفال يهزأون ولا يتقبلون ما نقدمه لهم في الصف».
المشكلات كثيرة ومركبة.. وبحسب أنّا سيرل، مديرة برامج تعليم اللغة الإنجليزية الآتية من لندن، خصيصًا لرؤية ما يجري على الأرض في الأردن، فإن «المجلس الثقافي البريطاني» يرى أن تطوير أسلوب تعليم اللغة الإنجليزية، هو «مطلب من العائلات، لأنهم يرون فيه تأمينًا لمستقبل أولادهم، ونافذة تفتح لهم أفقًا مستقبلية، لإكمال تعليمهم». كما أن سيرل تعتبر أن «إحدى الحاجات الرئيسية لسكان مخيم الزعتري هي التكلم بالإنجليزية، كي يتمكنوا من التواصل مع موظفي الهيئات والمنظمات الدولية الموجودين في المخيم، الذين هم على تماس يومي معهم».
لكن كلامًا آخر تسمعه من خبيرة في التعليم جاءت للمشاركة في المؤتمر، وهي بسيش كينت، التي تقول: «أنا ضد تعليم الأطفال الصغار اللغة الإنجليزية قبل أن يكتسبوا لغتهم الأم. فقد أثبتت دراسة أجريت حديثًا أن الاستعجال في تعليم الأطفال لغة أجنبية قبل امتلاكهم لغتهم، يؤدي إلى هبوط في المستوى اللغوي بعد فترة ما».
وتضيف كينت: «نصحتُ المجلس الثقافي البريطاني، بأن لا يشدد على تعليم الإنجليزية في سن مبكرة، فهذا أمر غير إيجابي، لذلك استبدلوا بعبارة تعليم الإنجليزية عبارة (تعليم اللغة)، وأعتقد أن هؤلاء الأطفال سيتقنون الإنجليزية بشكل أفضل إن تحسنت علاقتهم بالعربية وامتلكوا المفاهيم المتعلقة بها». وهكذا يفتح موضوع تحديث تعليم الإنجليزية الباب على سؤال شديد الحساسية، وهو: ألا يمكن أن تكون اللغات الأجنبية في مدارسنا بوضع أفضل لو جعلنا أطفالنا يتمكنون من العربية أولاً ويكتسبون ثقة كافية بأنفسهم واعتزازا بانتمائهم؟



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.