* بات من المرجح أن يُمنع فيلم ما في أي مكان لأي سبب كان. والحديث هنا ليس عن دول لديها مؤسساتها التي ترقب كل ما يطير على الأثير من نصوص أو كل ما يتم نشره من الكتب أو صنعه من الأفلام، بل تلك التي طالما عُرفت بحمايتها لحقوق التعبير.
* هناك ضجة مثارة في مهرجان «ترايبيكا» الحالي حول فيلم تسجيلي عنوانه Vaxxed: From Cover - Up to Catastrophe لباحث اسمه أندرو وايكفيلد. فالفيلم يبحث في تأثير العقاقير المضادة للجراثيم التي دائمًا ما لعبت دورها ضد أمراض مايكروبية. حسب المراجع فإن الجسم الطبي أكد دائمًا أهميتها ولو أن بعضه حذّر منها.
* فجأة يطل هذا الفيلم البريطاني مؤكدًا أن خطورة الفاكسين هي أكثر من فوائده بالنسبة لبعض الحالات و- تحديدًا - لحالة التوحد عند الأطفال. روبرت دينيرو، أحد مؤسسي هذا المهرجان، متزوّج من سيدة أفرو - أميركية وأنجبا ولدا لديه هذه الحالة ودينيرو دفع هذا الفيلم للاشتراك في الدورة الحالية من مهرجانه وقال في إصدار أنها المرّة الأولى منذ إنشاء هذا المهرجان قبل 15 سنة، يتدخل لفرض فيلم على برنامج المهرجان.
* بعد أيام من ذلك الإعلان تم نقض القرار بإصدار دينيرو قرارا آخر سحب بموجبه الفيلم من البرمجة. في معرض حديثه عن ذلك قال: «في الأصل كان غرضي عرض فيلم يثير نقاشًا حول الموضوع، لكن بعد مراجعة الفيلم مع فريق عمل المهرجان ومع المجتمع العلمي وجدنا أن الفيلم لا يضيف شيئا أو يعزز النقاش الذي كنت آمله».
* في الفيلم تأكيد على أن العلاقة بين «الفاكسين» وبين حالات التوحد موجودة وهو ما يرفضه المجتمع العلمي/ مؤكدًا أن العقار وتركيبته الكيماوية لا يؤثران مطلقًا على الأطفال أو الأولاد، وبالتالي ليست هناك علاقة بين العقار وبين حالات التوحد أو أي حالة أخرى.
* لكن بعض المصادر البديلة للإعلام السائد تقول إن جمعيات الأطباء والصيادلة في العالم الغربي هي التي احتجت على عرض ترايبيكا للفيلم فتم سحبه. إذا كان هذا حقيقيا فإن رقابة غير رسمية أطلت بـ«رقبتها» وأوعزت بسحب الفيلم ممارسة دورًا من المفترض، في العالم الغربي على الأقل، أنه غير ممارس.
* ربما كان دينيرو على حق في عرض الفيلم، أو كان على حق في سحب الفيلم. الناقد السينمائي لا يستطيع أن يكون طبيبًا. وفي المعمعة لم يذكر أحدًا ما إذا كان الفيلم جيدًا أو رديئًا كون نوعية الفيلم الفنية هي كل ما يجب أن يدخل في مثل هذه الاعتبارات.
المشهد: رقابة وعقاقير
المشهد: رقابة وعقاقير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة