ميانمار: هتين كياو يصبح أول رئيس غير مرتبط بالجيش

سو كي تتولى حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة الجديدة

ميانمار: هتين كياو يصبح أول رئيس غير مرتبط بالجيش
TT

ميانمار: هتين كياو يصبح أول رئيس غير مرتبط بالجيش

ميانمار: هتين كياو يصبح أول رئيس غير مرتبط بالجيش

أدى رئيس ميانمار الجديد هتين كياو القسم الدستوري أمام البرلمان أمس، ليصبح بذلك أول رئيس غير مرتبط بالجيش، وذلك منذ 50 عاما بعد أن وصل حزب «الرابطة القومية من أجل الديمقراطية»، الذي تتزعمه أونج سان سو كي إلى السلطة في أعقاب الفوز الكاسح، الذي حققه في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
واختارت سو كي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، هتين كياو، صديقها المقرب ومحل ثقتها، لقيادة حكومة ميانمار لأن الدستور الذي صاغه المجلس العسكري السابق يمنعها من تولي رئاسة البلاد.
وفي خطاب مقتضب أمام البرلمان، أكد هتين كياو على موقف سو كي بشأن أهمية تغيير دستور 2008، الذي يرسخ وضع الجيش القوي في السياسة، ودعا إلى المصالحة الوطنية. وخلال ذلك بدا التأثر العاطفي واضحا على نواب حزب «الرابطة القومية من أجل الديمقراطية»، نظرا لحجم الإنجاز الذي تحقق بعد عقود من الكفاح، سجن خلالها كثير منهم، مثل سو كي نفسها التي وضعت رهن الإقامة الجبرية.
وقالت ثيري يادانا، وهي نائبة تنتمي لحزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية: «لم أستطع النوم الليلة الماضية، ذلك أن خطاب رئيسنا يو هتين كياو أمر جديد لم نسمعه أبدا من قبل في بلادنا.. حيث تعهد بالعمل من أجل بلادنا، مع احترام زعيمتنا أونج سان سو كي. وهذه خطوة كبيرة».
وستحدد العلاقات بين القوات المسلحة وسو كي نجاح أبرز انفصال لميانمار عن الحكم العسكري، منذ أن استولى الجيش على السلطة في 1962.
وقال هتين كياو بمناسبة اعتلائه السلطة: «ستنفذ حكومتنا الجديدة المصالحة الوطنية، وستعمل على إحلال السلام في البلاد، وسيمهد بزوغ دستور جديد الطريق إلى اتحاد ديمقراطي، ويحسن مستوى معيشة الناس»، وتابع موضحا: «علينا العمل على صياغة دستور ملائم لبلادنا، ومتوافق أيضا مع المعايير الديمقراطية».
وشهدت الفترة التي سبقت انتخابات نوفمبر الماضي، توترا كبيرا عندما كان حزب «الرابطة القومية من أجل الديمقراطية» يستعد لتولي السلطة، فيما كانت تريد سو كي إبعاد الجيش عن السياسة. لكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى دعم الجيش للقيام بذلك.
وتسيّر القوات المسلحة ثلاث وزارات، وتسيطر على ربع مقاعد البرلمان، وهو ما يكفل لها الاعتراض على أي تعديلات دستورية، وربما تقليص نطاق إصلاحات سو كي.
من جهتها، أدت أون سان سو كي أمس اليمين الدستورية لتولى منصب وزيرة الخارجية، بينما أدى صديقها هتين كياو اليمين الدستورية رئيسا للبلاد، وذلك في الوقت الذي تتولى فيه أول حكومة مدنية مقاليد السلطة منذ أكثر من خمسة عقود.
وبجانب وزارة الخارجية، سوف تتولى سو كي أيضا وزارة التعليم، كما سوف تتولى منصب وزيرة مكتب الرئيس ووزيرة الطاقة الكهربائية والطاقة.
وقال هتين كياو أمام البرلمان: «أريد أن أؤكد أن حكومتنا سوف تعطي الأولوية للمصالحة الوطنية والسلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وإقرار دستور يضمن الديمقراطية والاتحادية في البلاد».
وكانت ميانمار خاضعة لحكم عسكري، أو حكم يهيمن العسكريون عليه منذ انقلاب عام 1962، وبعد الانتخابات التي أجريت في نوفمبر الماضي، وصلت الحكومة الجديدة إلى السلطة، لتصبح أول انتخابات حرة منذ عام 1990.
وقد أدت سو كي اليمين الدستورية بجانب 17 آخرين من الوزراء، وأعضاء المحكمة الدستورية، وأعضاء اتحاد لجنة الانتخابات. وقد أدى نائبان للرئيس، أحدهما مرشح من جانب الجيش، القسم أيضا.



تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

تشييع وزير اللاجئين الأفغاني غداة مقتله في هجوم انتحاري

سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
سيارات همفي تابعة لـ«طالبان» متوقفة أثناء مراسم جنازة خليل الرحمن حقاني جنوب كابل 12 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

شارك آلاف الأفغان، الخميس، في تشييع وزير اللاجئين خليل الرحمن حقاني، غداة مقتله في هجوم انتحاري استهدفه في كابل وتبنّاه تنظيم «داعش»، وفق ما أفاد صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية».

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة بينما يحضر الناس جنازة خليل الرحمن حقاني بمقاطعة غردا راوا في أفغانستان 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وقتل حقاني، الأربعاء، في مقر وزارته، حين فجّر انتحاري نفسه في أول عملية من نوعها تستهدف وزيراً منذ عودة حركة «طالبان» إلى السلطة عام 2021.

وشارك آلاف الرجال، يحمل عدد منهم أسلحة، في تشييعه بقرية شرنة، مسقط رأسه في منطقة جبلية بولاية باكتيا إلى جنوب العاصمة الأفغانية.

وجرى نشر قوات أمنية كثيرة في المنطقة، في ظل مشاركة عدد من مسؤولي «طالبان» في التشييع، وبينهم رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، فصيح الدين فطرت، والمساعد السياسي في مكتب رئيس الوزراء، مولوي عبد الكبير، وفق فريق من صحافيي «وكالة الصحافة الفرنسية» في الموقع.

وقال هدية الله (22 عاماً) أحد سكان ولاية باكتيا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طالباً عدم كشف اسمه كاملاً: «إنها خسارة كبيرة لنا، للنظام وللأمة».

من جانبه ندّد بستان (53 عاماً) بقوله: «هجوم جبان».

أشخاص يحضرون جنازة خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في نظام «طالبان» غير المعترف به دولياً العضو البارز في شبكة «حقاني» (إ.ب.أ)

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم، إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان، إلا أن الفرع المحلي لتنظيم «داعش - ولاية خراسان» لا يزال ينشط في البلاد، وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان»، وكذلك أقلية الهزارة الشيعية.

وخليل الرحمن حقاني، الذي كان خاضعاً لعقوبات أميركية وأممية، هو عمّ وزير الداخلية، واسع النفوذ سراج الدين حقاني. وهو شقيق جلال الدين حقاني، المؤسس الراحل لشبكة «حقاني»، التي تنسب إليها أعنف هجمات شهدتها أفغانستان خلال الفترة الممتدة ما بين سقوط حكم «طالبان»، إبان الغزو الأميركي عام 2001، وعودة الحركة إلى الحكم في 2021.