تقدم كبير للجيش الوطني والمقاومة في الجوف.. وفرار جماعي للميليشيات

اجتماع مرتقب للحكومة لبحث تكثيف العمليات العسكرية ضد «الإرهاب»

تقدم كبير للجيش الوطني والمقاومة في الجوف.. وفرار جماعي للميليشيات
TT

تقدم كبير للجيش الوطني والمقاومة في الجوف.. وفرار جماعي للميليشيات

تقدم كبير للجيش الوطني والمقاومة في الجوف.. وفرار جماعي للميليشيات

تسارعت وتيرة التطورات الميدانية مع اقتراب تطبيق وقف إطلاق النار في العاشر من الشهر المقبل، وذهاب الأطراف اليمنية إلى جولة مفاوضات جديدة في دولة الكويت، في 18 من نفس الشهر، حيث تشهد جبهات القتال تصعيدا من الميليشيات، مقابل سيطرة ميدانية واضحة لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، المسنودة بقوات التحالف.
ومع التحضيرات الجارية لجولة المفاوضات المقبلة في دولة الكويت، بين الأطراف اليمنية برعاية الأمم المتحدة، تجري قيادة الشرعية في مقرها المؤقت بالعاصمة السعودية الرياض، مشاورات مكثفة بخصوص المرحلة المقبلة وتقييم الأوضاع السياسية والميدانية في ضوء تأكيد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد موافقة الحوثيين على تطبيق القرار الأممي 2216. وفي هذا السياق، وصل، أمس، نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح إلى العاصمة السعودية الرياض، وقالت مصادر رسمية إن بحاح سيتشاور مع الرئيس عبد ربه منصور هادي «حول» كثير من الملفات الاستراتيجية في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن نائب الرئيس، رئيس الوزراء سيرأس اجتماعا لمجلس الوزراء لمناقشة كثير من الملفات العاجلة، وأهمها إدارة العجلة الاقتصادية في المناطق المحررة ووضع موجهات للفرق الحكومية التي ستبدأ نزولها الميداني إلى المحافظات المحررة لممارسة مهامها من هناك لتطبيع الحياة، ومناقشة آلية تعزيز الأجهزة الأمنية في كل المحافظات مع قيادات التحالف، ودراسة تطوير العمليات العسكرية وتكثيفها للقضاء على الإرهاب في مختلف المحافظات.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثف بحاح زياراته الميدانية إلى مواقع ونقاط أمنية في عدن، كانت تعرضت لعمليات إرهابية، وأجرى مشاورات مكثفة مع مسؤولين أمنيين في عدن ولحج بخصوص التطورات الأمنية والمتعلقة بالحملة الأمنية والعسكرية المتواصلة ضد الجماعات المتطرفة، وقد تزامنت مغادرة بحاح عدن، مع انتشار قوات الشرطة والجيش وسيطرتهما الكاملة على مديرية المنصورة. ومن أبرز المحافظات التي تشهد تصعيدا ميدانيا متسارعا، محافظة الجوف. ففي سياق المعارك المحتدمة هناك منذ بضعة أيام، سيطرت قوات الشرعية على موقع الصفراء ومدينة براقش الأثرية و«بئر الهيب» بمديرية الغيل، ويعد موقع الصفراء، الذي بات تحت سيطرة قوات الشرعية، أحد أبرز المواقع الذي كانت الميليشيات تسيطر عليه منذ عام 2011، وهو موقع استراتيجي يتحكم في طرق رئيسية تربط العاصمة صنعاء بمحافظتي مأرب والجوف. كما تمكنت قوات الجيش الوطني من قطع خطوط إمداد الميليشيات الحوثية بين مديريتي الغيل بالجوف ومجزر بمأرب، بعد السيطرة على عدد من المناطق والجبال المجاورة، التي عثر فيها على مخازن أسلحة للميليشيات ولقوات المخلوع علي عبد الله صالح.
وكانت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبغطاء جوي من قوات التحالف، حررت، الأحد الماضي، مديرية المتون، وتمكنت من الوصول إلى منطقة تبعد نحو 3 كيلومترات عن مديرية أرحب، بشمال صنعاء، من اتجاه مديرية المصلوب في الجوف. وكان نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد محفوظ بحاح، اطلع على التطورات الميدانية في الجوف، من خلال اتصال هاتفي أجراه مع محافظ المحافظة، اللواء حسين العجي العواضي، وقدم بحاح، العزاء إلى المحافظ في مقتل اثنين من أقربائه ومرافقيه أثناء عملية تحرير مديرية المتون.
وفي سياق التصعيد، عادت محافظة مأرب إلى واجهة الأحداث، بعد فترة هدوء نسبية في الجبهات القريبة من محافظة صنعاء، فقد اندلعت معارك عنيفة في محيط جبل هيلان الاستراتيجي.
وقالت مصادر ميدانية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني والمقاومة سيطرت، أمس، على «التبة الحمراء» في الجبل، شمال غربي مأرب، وقد استمرت المواجهات إلى وقت متأخر من مساء أمس، وتحدثت المصادر المحلية عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الميليشيات في تلك المواجهات، في وقت صدمت الميليشيات من التقدم الكبير الذي تحقق للجيش الوطني في جبهة القتال في مديرية ميدي ومدينة حرض بمحافظة حجة في شمال غربي البلاد. وكعادتها كلما خسرت المزيد من المواقع وتعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، تبدأ الميليشيات في نشر الشائعات. حيث زعمت مقتل المئات من قوات الجيش في مواجهات حرض وميدي، رغم الصور التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أظهرت جثث العشرات من عناصر الميليشيات متناثرة في تلك المناطق.
على صعيد آخر، كشفت مشاركة الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية في معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري «ديمدكس 2016» ، عن انضمام قائد عسكري بارز إلى صفوف المؤيدين للشرعية. فقد ظهر إلى جانب الفريق الأحمر في المعرض، اللواء الركن راشد ناصر الجند، قائد القوات الجوية، الذي أقالته الميليشيات منتصف مارس (آذار) العام الماضي، من منصبه. وقد شارك اليمن بوفد رفيع المستوى في معرض ومؤتمر الدوحة تمثل في الأحمر وإلى جانبه رئيس هيئة الأركان وقائد القوات البحرية اللواء الركن عبد الله سالم النخعي، إلى جانب اللواء الجند، هذا ولم تعلن الحكومة اليمنية عن خطط لديها لشراء أسلحة بحرية متطورة من خلال المشاركة الرفيعة في المعرض.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.