خدعوك فقالوا.. الدوري الأميركي بطولة للتقاعد

هناك لاعبون فشلوا في الدوري الإنجليزي وعندما انضموا إليه تألقوا

المواجهات بين فريقي لوس أنجليس غالاكسي ودي سي يونايتد دائما ما تثبت قوة الدوري الأميركي (أ.ف.ب)
المواجهات بين فريقي لوس أنجليس غالاكسي ودي سي يونايتد دائما ما تثبت قوة الدوري الأميركي (أ.ف.ب)
TT

خدعوك فقالوا.. الدوري الأميركي بطولة للتقاعد

المواجهات بين فريقي لوس أنجليس غالاكسي ودي سي يونايتد دائما ما تثبت قوة الدوري الأميركي (أ.ف.ب)
المواجهات بين فريقي لوس أنجليس غالاكسي ودي سي يونايتد دائما ما تثبت قوة الدوري الأميركي (أ.ف.ب)

في يناير (كانون الثاني)، وخلال فترة توقف دوري كرة القدم الأميركي للمحترفين «إم إل إس»، أجرى ليام ريدغويل (لاعب إنجليزي محترف بفريق بورتلاند تيمبرز بدوري المحترفين الأميركي لكرة القدم ويحمل شارة قائده) مقابلة مع صحيفة الإندبندنت، وقال إن الطقس والسفر هما أكبر التحديات التي تواجه الدوري الأميركي، حيث تعتبر جودة كرة القدم «مشابهة لدوري الدرجة الأولى الإنجليزي (تشامبيونشيب)».
قال ريدغويل: «لديك مثل هذا المزيج، حيث تلعب ضد نيويورك سيتي وضد بيرلو، وفيا ولامبارد، كما ستواجه فريقا آخر لا يملك كل هؤلاء اللاعبين المشهورين، وتلعب مباراة مختلفة». تذكرت تصريحات ريدغويل مؤخرا، عندما نشرت شبكة «إي إس بي إن» استطلاعها السنوي للاعبين. طرحت «إي إس بي إن» على 123 لاعبا في الدوري الأميركي - حُجبت أسماؤهم - سلسلة من الأسئلة عن الدوري، وعن الأجور، وجدول المباريات وما إلى ذلك، وختمت بسؤال مستفز لكنهأنجليس شيق: أي مركز يمكن لأفضل فريق في الدوري الأميركي أن يصل إليه إذا لعب في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) هذا الموسم؟
كانت النتائج متوقعة ومفاجئة في آن معا. لم يعبر أي من اللاعبين الـ123 عن اعتقاده بأن أفضل فريق في الدوري الأميركي سيكون ضمن الأربعة الكبار في البريميرليغ. لكن 17 في المائة من اللاعبين قالوا إنهم سينهون الموسم في المراكز الخامس والثامن، وقال 50 في المائة بين العاشر والـ14، و33 في المائة بين الـ15 والأخير. ومن خلال هذا يمكننا أن نقول: إن ثلثي لاعبي الدوري الأميركي الحالي يعتقدون بأن أفضل فريق في الولايات المتحدة يمكن أن يحتل أحد المراكز بين الخامس والـ14 في البريميرليغ. وأبدى اثنان من اللاعبين تفسيرهما لذلك. جاءت إجابة اللاعب «أ» منسجمة مع الغالبية: «المركز السادس: سيخوض اللاعبون هذا الدوري ويستكشفونه. أعتقد أن اللاعبين في هذا الدوري (الأميركي) أفضل بكثير من المستوى الذي يتم تصنيفهم فيه». لكن اللاعب «ب»، من ناحية أخرى، كان أكثر تشاؤما؛ حيث كان كالمارق وسط من قالوا نعم. قال ساخرا: «سيهبط. سيهبط أفضل فريق في الدوري الأميركي كل عام في البريميرليغ. وسيقاتل فريق من الدوري الأميركي مدجج بالنجوم من أجل البقاء في النصف الأسفل من الجدول». كان الغضب سريعا ومتوقعا على شبكات التواصل الاجتماعي - رغم أنه تجدر الإشارة إلى أن الكثير من منتقدي الدوري الأميركي في أوروبا يجب أن يكونوا شاهدوا الكثير من مبارياته في بث مباشر.
وهنا نقطتان جديرتان بالملاحظة: أن المستجيبين للاستطلاع كانوا لاعبين حاليين بالدوري الأميركي للمحترفين. ورغم ستار السرية، إلا أنه من العار أن تقلل من شأن البطولة التي تلعب فيها. كما أن احتمال أن يفترض 100 في المائة من المستجيبين أن أفضل فريق في الدوري سينهي الموسم في قاع الجدول الإنجليزي يبدو بلا معنى. وفضلا عن هذا، فإن قسما كبيرا من اللاعبين المستطلعين لم يسبق لهم اللعب في أوروبا. ليس لديهم أي تجربة مباشرة تتعلق بكرة القدم الأوروبية. وعلى خلاف ريدغويل، فإن تصوراتهم تأتي من التلفزيون أو الرحلات إلى إنجلترا لمشاهدة مباراة في البريميرليغ. كذلك قد تأتي الأرقام المبالغ فيها من السذاجة أكثر من الغرور.
وما يمكننا أن نقوله هو: «إن أفضل فريق في الدوري الأميركي هو فريق يقدم أداء مقبولا وفي سبيله للتحسن. سباستيان جيوفاني لاعب تورنتو هو أفضل لاعب في المسابقة، وهو نجم حقيقي - وكان أحدث قدوم النجم الإيطالي وهو في أفضل مستوياته للعب في أميركا الشمالية انقلابا حقيقيا في الدوري. وهو من دون شك سيقدم أداء جيدا مع ستوك، ويمكن أن يجعل إيفرتون فريقا أقوى، لا خلاف على هذا. من الواضح أن دروغبا وجيرارد ولامبارد وكاكا وبيرلو، لم يعودوا في أفضل حالاتهم، لكنهم كانوا نجوما حقيقيين؛ بل لم يكد يمر عام منذ كان بيرلو يلعب نهائي دوري الأبطال الأوروبي.
يعتبر دييغو فاليري وإغناسيو بياتي من اللاعبين الأرجنتينيين المهرة الذين يستحقون ارتداء القميص رقم 10، ولهما تاريخ مميز في أميركا الجنوبية، قدم مايكل برادلي أداء جيدا في الدوري الإيطالي «سيري إيه» والدوري الألماني «البوندسليغا». ويواصل روبي كين التألق مع لوس أنجليس غالاكسي. ولم يقدم جيوفاني دوس سانتوس الكثير مع السبيرز، لكنه وجد نفسه في إسبانيا، ويعتبر فابيان كاستيلو لاعبا واعدا يحمل خبرة دولية مع منتخب كولومبيا. كما وكان كلينت ديمبسي مؤثرا مع فولهام. كل هؤلاء اللاعبين لن يجدوا صعوبة في أن يلعبوا في البريميرليغ.
ومن ناحية أخرى، مني ألتيدور بفشل كارثي في ساندرلاند لكنه يسجل كثيرا وبارتياح مع تورنتو. سجل برادلي رايت - فيليبس أهدافا قليلة في الدرجتين الثانية والثالثة في إنجلترا، ثم انتقل إلى الدوري الأميركي وأصبح نجما. كذلك كانت لحظات تألق كي كمارا قليلة مع نورويتش وميدلزبره؛ لكنه الآن صاحب الرقم 9 الأبرز في الدوري الأميركي. ورحل غايلز بارنز وتايرون ميرز عن أندية إنجليزية غير مرموقة ليصبحا نجمي شباك في هيوستن وسياتل.
ربما كانت هناك بعض المباريات الفظيعة في الدوري الأميركي، لا شك في هذا. عانى شيكاغو وفيلاديلفيا بشدة في الموسم الماضي، وكانت مشاهدتهم بمثابة محاكمة. لكن هنا تواجه أندية الدوري الأميركي تحديات غير موجودة بالنسبة إلى الأندية في المملكة المتحدة. هنالك السفر لمسافات طويلة على سبيل المثال: لا يستطيع فريق سان جوزيه إيرثكويكس أن يستقل الحافلة على الطريق لخوض مباراة في وقت الظهيرة. عليهم أن يسافروا جوا إلى كل مكان - ويقيد الدوري الأميركي عدد الرحلات الجوية لكل فريق، من أجل منع الأندية الغنية من الحصول على ميزة غير عادلة. وبعيدا عن مباريات كديربي نيويورك، فإن الفرق لا تحظى بمؤازرة جماهيرها خارج ملعبها - فالرحلات التي يقطعها المشجعون طويلة جدا. وعندما يسجل فريق خارج أرضه في استاد مليء بالجمهور، يمكنك أن تسمع رنة الدبوس.
وكما يمكن أن تتوقع من دوري عمره لا يجاوز الـ20 عاما، يبرز فارق القدرات بين أفضل اللاعبين والبقية؛ من النادر أن تجد فريقا واحدا مكتظا بـ11 نجما من أصحاب الأسماء الكبيرة. يعتبر غالاكسي الأقرب إلى هذه النوعية من الفرق المتخمة بالنجوم، وقد يكون أشلي كول ونيجيل دي يونغ، وجيل فان دام وجيوفاني وكين وجيرارد وجياسي زاردس، شيئا أقرب إلى أفضل فريق في دوري المحترفين الأميركي - نظريا على الأقل - رغم أن فريقا مكونا من أفضل لاعبي الدوري الأميركي، قد يؤدي بشكل أفضل من ناد بمفرده. ورغم هذا، فإن بورتلاند وكولومبوس - وهما فريقان من دون لاعبين نجوم - وصلا إلى النهائي العام الماضي. ويبدو أن التنظيم والعمل الشاق وروح الفريق تعني الكثير.
وإحقاقا للحق، قال جيرارد إنه كان «مذهولا» بجودة الدوري الأميركي عندما وصل قادما من ليفربول العام الماضي. قال في أغسطس (آب): «أعتقد أن المستوى كان جيدا جدا. والمستوى أقوى بكثير مما كانت آراء الناس توحي به من قبل». صحيح أن جيرارد لن يهين أصحاب عمله الجدد، لكنه حذر من التقليل من شأن الدوري الأميركي، بوصفه بطولة للتقاعد. وأوضح: «يتحدث كثير من الناس عن الدوري الأميركي، وعن المستوى، لكن كثيرا منهم مخطئون في رأيي». وقال: «عندما تأتي إلى هنا وتختبر الدوري بنفسك، سترى مدى قوته ومدى جاهزية واحترافية اللاعبين».
إذن، كيف سيكون أداء أفضل فريق في الـ«إم إل إس» إذا ما لعب في البريميرليغ؟ هذا سؤال تستحيل الإجابة عليه تقريبا. المركز السادس تقييم مرتفع جدا، لكن من الممكن أن يؤدي الفريق بما فيه الكفاية ليبقى. ومن أجل المناقشة، دعنا نقول إن لوس أنجليس غالاكسي - بما يملك من لاعبين يتمتعون بخبرة اللعب الأوروبي - هو أفضل فريق مؤهل للبقاء في البريميرليغ. هل يستطيع روبي كين وجيوفاني اختراق دفاعات ساندرلاند وآستون فيلا؟ هل يستطيع جيرارد ودي يونغ فرض سيطرتهما على وسط الملعب ضد نوريتش وبورنموث وبالاس؟ المؤكد أن شيكاغو، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الـ20، يمكن أن ينهار. لكن غالاكسي - أو فريق يعمل أفراده معا كوحدة واحدة مثل إف سي دالاس أو كولومبوس كرو - يمكن أن يكون لديه ما يؤهله لأن ينجو من الهبوط.. البقاء ليس إلا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».