حماس: شرطان قبل بدء أي مفاوضات حول الأسرى

طالبت بإطلاق سراح «أسرى شاليط».. وفصل الملف عن أي ملفات أخرى

عناصر من قوات الاحتلال الاسرائيلي يقومون بتدريبات في منطقة جنوبية (رويترز)
عناصر من قوات الاحتلال الاسرائيلي يقومون بتدريبات في منطقة جنوبية (رويترز)
TT
20

حماس: شرطان قبل بدء أي مفاوضات حول الأسرى

عناصر من قوات الاحتلال الاسرائيلي يقومون بتدريبات في منطقة جنوبية (رويترز)
عناصر من قوات الاحتلال الاسرائيلي يقومون بتدريبات في منطقة جنوبية (رويترز)

نفت مصادر في حركة حماس، أن تكون المفاوضات حول تبادل أسرى مع إسرائيل، قد انطلقت بصورة عملية. غير أنها أكدت وجود وساطات تقوم بها جهات خارجية من أجل فحص إمكانية إتمام صفقة.
وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن حماس وضعت شرطين أولين لجميع الوسطاء:
الأول، أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار السابقة، المعروفة في إسرائيل بصفقة «شاليط»، والتي تمت في العام 2011 قبل إطلاق أي مفاوضات.
والثاني أن تكون مفاوضات الأسرى منفصلة عن أي ملف آخر.
وجاءت هذه التوضيحات، ردا على تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال فيها إنه يتابع شخصيًا مسألة الجنود الذين أسرتهم حماس خلال الحرب الأخيرة صيف 2014، وإن هناك جهودا مضنية تجري بهذا الشأن، إذ تعقد اللقاءات حول الأمر كل بضعة أيام. مضيفا أنه أبلغ بتطور مهم في القضية، لكنه رفض إعطاء أي تفاصيل. وقال إن الأمر لن ينجح إلا إذ كان بعيدًا عن الأضواء. ولا تكون هذه القضية هي الوحيدة الجاري دفعها قدمًا بهذه الطريقة «عبر القنوات السرية»، لكنها بالتأكيد أولى هذه القضايا.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو حول جنوده في غزة. وكان قد طلب قبل شهرين، تدخلا مباشرا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لإعادة جثث جنوده في قطاع غزة، مبلغا إياها في لقاء في برلين، أن حماس تحتفظ بجثث اثنين من الجنود الإسرائيليين هما، شاؤول أورون وهدار غولدن.
كما عرض نتنياهو في مفاوضات وقف النار في القاهرة نهاية عام 2014، الإفراج عن 25 فلسطينيا اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب، إضافة إلى 18 جثة لفلسطينيين، مقابل تسلم جثتي الجنديين في غزة، لكن حماس رفضت ذلك بشكل قاطع، وطلبت فصل المفاوضات، ولم توافق إسرائيل آنذاك.
وكانت إسرائيل أعلنت أثناء حرب 2014، فقدانها جنديين، أحدهما في حي الشجاعية، والثاني في رفح، ثم أعلنت بعد تحقيقات داخلية، مقتلهم، وقالت إن حماس تحتفظ بجثثهم.
ولم تعط حماس أي معلومات حول ما إذا كانت تحتفظ بالجنديين أحياء أم جثثا. لكنها لمحت أكثر من مرة إلى وجود جنود أحياء لديها.
وخلال الشهور القليلة الماضية، سربت حماس أنه يوجد أسرى إسرائيليون أحياء لديها. وجاء ذلك فيما كانت الحركة تنشر يافطات كبيرة في غزة، تتعهد فيها بتنفيذ صفقة «وفاء الأحرار 2»، في إشارة إلى صفقة وفاء الأحرار الأولى، وهو الاسم الذي أطلقته الحركة على صفقة شاليط التي انتهت بتبادل الجندي جلعاد شاليط، بأكثر من ألف أسير فلسطيني كانوا في السجون الإسرائيلية، في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
ونشرت حماس ملصقات ضخمة يظهر فيها مقاتلون ملثمون من القسام في مهمات مختلفة، وإلى جانبهم صورة للجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، وإطار آخر وضع في داخله علامة استفهام، في إشارة إلى وجود الجندي الثاني لدى القسام، وقد يكون حيا.
ولاحقا قالت الحركة خلال استعراض عسكري كبير، إن على نتنياهو أن يتفقد عدد جنوده. وأبرزت صندوقا أسود في إشارة إلى امتلاكها أشياء غير التي أعلنت عنها إسرائيل.
ورجحت مصادر في حماس أن يكون نتنياهو قد تحدث عن الإثيوبي الإسرائيلي الذي ضيع طريقه إلى غزة وليس جنوده، إذ إن الحركة لم تسرب أي معلومات عنهم.



بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
TT
20

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)

وسَّعت الولايات المتحدة من بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين مع انقضاء أسبوع على بدء ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة في شمال اليمن، لتشمل إلى جانب مخابئ القادة ومراكز القيادة والسيطرة، مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ومع تحديد الإدارة الأميركية هدفها بمنع استهداف الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، دون الخوض في الصراع الداخلي اليمني، بات من المؤكد أنها سوف تستهدف قيادات ومراكز سيطرة، ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ولهذا امتدت الضربات من استهداف مخابئ قادة الصف الأول للحوثيين ومراكز القيادة والسيطرة، إلى المناطق التي تضم المخازن السرية للأسلحة، والتي تتمركز في محافظتي صنعاء وصعدة، وإلى مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر، وتوسَّعت رقعة الاستهداف لتشمل معظم المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.

مواقع تخزين الأسلحة في طليعة الأهداف الأميركية (إعلام محلي)
مواقع تخزين الأسلحة في طليعة الأهداف الأميركية (إعلام محلي)

ولأن الحوثيين عادة ما يقومون بنقل الأسلحة من المخازن المعروفة إلى مواقع جديدة، خصوصاً في محافظتي صعدة والحديدة، فقد تركزت الضربات الأميركية خلال الأيام الماضية على هاتين المحافظتين، مع استمرار استهداف مواقع مختارة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، ولكنها توسَّعت لتشمل نحو 7 محافظات، حوَّلها الحوثيون إلى مواقع لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات أو تخزين الأسلحة بعيداً عن أعين السكان حتى لا يتم الإبلاغ عنها واستهدافها.

صعدة وصنعاء

تظهر الضربات، خلال الأسبوع الماضي، أن محافظة صعدة تحتل الأولوية في بنك الأهداف الأميركية، حيث استُهدفت بأكثر من 30 غارة حتى الآن، لأنها تحتل أهميةً خاصةً قد تعادل أهمية صنعاء، بوصفها مركز ولادة حركة الحوثيين، وهي اليوم معقلهم الرئيسي، وفيها يعيش عبد الملك الحوثي منذ ولادته، ويدير مناطق سيطرته من أحد الكهوف الجبلية، ولم يُعرف عنه ظهوره في أي تجمعات أو أماكن خارجها، وينحدر منها جل قيادات الصف الأول للجماعة والجناح العسكري والأمني.

وإلى جانب ذلك، توفر الطبيعة الجبلية للمحافظة مأوى مناسباً لقيادة الجماعة، وزاد من أهميتها وجود كهوف طبيعية تمت تهيئتها لتكون مواقع للاختباء وقيادة العمليات في أثناء الحرب بين الجمهوريين والملكيين في ستينات القرن الماضي. وقد استحدث الحوثيون مزيداً من هذه الكهوف بمساعدة خبراء إيرانيين، حيث تم استحداث خنادق إضافية في الجبال وتحتها؛ لتخزين الأسلحة وإدارة العمليات القتالية وإخفاء قادتهم، خصوصاً الجناح العسكري والمخابراتي، ولهذا فرَّ إليها أغلب القيادات من صنعاء؛ للاحتماء من الضربات الأميركية.

مخابئ قادة الحوثيين في طليعة أهداف الولايات المتحدة (إعلام محلي)
مخابئ قادة الحوثيين في طليعة أهداف الولايات المتحدة (إعلام محلي)

أما العاصمة المختطفة صنعاء فاحتلت المرتبة الثانية في عدد الغارات التي استهدفتها، وتكمن أهميتها إلى جانب كونها عاصمة البلاد، في وجود المقرات الرئيسية لقيادة الجيش والاتصالات وأكبر المطارات، وثاني أهم قاعدة عسكرية جوية ومركز المخابرات.

كما أنها مقر لمجلس حكم الحوثيين لمناطق سيطرتهم، ويوجد بها قادة الصف الأول للجماعة، ومن بينهم المرشحون لخلافة عبد الملك الحوثي، مثل أخيه عبد الخالق، الذي عُين قائداً لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة السابقة، ومحمد علي الحوثي، عضو مجلس الحكم، الذي يتزعم أحد أجنحة الجماعة.

كذلك يوجد في المدينة عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية في الحكومة التي لا يعترف بها أحد، وهو أيضاً عم عبد الملك، إلى جانب أنه يتزعم أحد الأجنحة التي تنافس بقوة على النفوذ والأموال، حيث يتحكم الرجل بقوات الشرطة والأمن المركزي، ويشرف على جهاز مخابرات مستقل تم إنشاؤه مؤخراً وأُطلق عليه جهاز استخبارات الشرطة، وعُين على رأسه علي حسن الحوثي النجل الأكبر لمؤسس الجماعة.

الحديدة وحجة

كما تركزت الغارات على محافظة الحديدة ذات الأهمية الاستراتيجية، ويوجد بها ثاني أكبر مواني اليمن، وهي الآن المنفذ البحري الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وتعد أهم مصدر لجمع الأموال، سواء من عائدات دخول البضائع للسكان في تلك المناطق، الذين يقدر عددهم بنحو 60 في المائة من سكان البلاد، أو من خلال الضرائب التي تتم جبايتها من كبار التجار وأهم المصانع التي توجد في هذه المحافظة.

وإلى جانب ذلك، يوجد في المحافظة ميناء الصليف وميناء رأس عيسى النفطي، ومقر قيادة القوات البحرية وقوات خفر السواحل والكلية البحرية، كما تضم مواني صغيرة مثل ميناء اللحية وميناء الحيمة، ويستخدم الحوثيون معظم هذه المواني لتهريب الأسلحة وتدريب مقاتلين من الصومال وإثيوبيا.

أحد مواقع الحوثيين المستهدفة في محافظة الجوف (إعلام محلي)
أحد مواقع الحوثيين المستهدفة في محافظة الجوف (إعلام محلي)

وتأتي محافظة حجة في المرتبة الثالثة من الأهمية لأسباب مرتبطة بموقعها، حيث تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى أعلى المرتفعات الجبلية، كما أنها مخزون بشري للمقاتلين الحوثيين، حيث تطل المحافظة على البحر عبر ميناء ميدي الخاضع حالياً للقوات الحكومية، كما أن مرتفعاتها الجبلية المطلة على البحر حوَّلتها إلى مركز للمراقبة واستهداف السفن.

ولا يقتصر بنك الأهداف الأميركية على المحافظات الرئيسية لأنشطة الحوثيين العسكرية، لكنه امتد إلى محافظات أخرى، مثل البيضاء جنوب شرق صنعاء، حيث يتم تخزين الصواريخ والطائرات المسيَّرة هناك، ويستغل الحوثيون المرتفعات الجبلية التي تطل على خليج عدن لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات على السفن.

وكذلك الأمر في محافظة الجوف المجاورة لمحافظة مأرب، حيث قامت الجماعة بنقل عدد من الصواريخ والطيران المسيَّر إلى هناك، كما تحشد قواتها بغرض مهاجمة منابع النفط والغاز الخاضعة للحكومة الشرعية.