نوبو.. أطباقه تقلد ولكنه يبقى السباق

مغناطيس النجوم والذواقة

طبق سلطعون البحر مع الكمأة  -  يفتح اللاونج أبوابه لغاية الساعة الثانية صباحا  -  تشكيلة من السوشي
طبق سلطعون البحر مع الكمأة - يفتح اللاونج أبوابه لغاية الساعة الثانية صباحا - تشكيلة من السوشي
TT

نوبو.. أطباقه تقلد ولكنه يبقى السباق

طبق سلطعون البحر مع الكمأة  -  يفتح اللاونج أبوابه لغاية الساعة الثانية صباحا  -  تشكيلة من السوشي
طبق سلطعون البحر مع الكمأة - يفتح اللاونج أبوابه لغاية الساعة الثانية صباحا - تشكيلة من السوشي

أشهر أطباقه سمك القد الأسود Black cod ويمكن القول بأنه تم تقليد هذا الطبق بقدر ما تم تقليد فستان «غالاكسي» للمصمم الفرنسي العالمي رولان موريه، والسبب هو أن هذا النوع من السمك المتواجد بوفرة في اليابان يقال: إنه من أسوأ أنواع السمك من حيث النكهة، ولكن الطاهي الياباني نوبوييكا ماتسوهيسا الاسم اللامع الذي يقف وراء نوبو كان له الفضل في تحسين مذاق هذا السمك من خلال خلطة سحرية وتتبيلة ينقع فيها السمك لمدة طويلة، حاول كثيرون في مطاعم بيروفية ويابانية تقليدها ولكن يبقى مذاق القد الأسود في نوبو هو الأفضل.
يوجد بلندن فرعان لنوبو الأول داخل فندق ميتروبوليتان في بارك لاين افتتح عام 1997 وحصل على نجمة ميشلان بعد عام فقط من افتتاحه، ويتميز بمدخل جانبي مستقل، والفرع الثاني في شارع باركلي في منطقة مايفير أيضا، ويمتد على طابقين، افتتح عام 2005 وحاز على نجمة ميشلان بعد خمسة أشهر من افتتاحه، ومنذ افتتاح المطعم أصبح هذا المكان أشبه بمغناطيس النجوم والمشاهير البريطانيين والعالميين، فنادرا ما تذهب إلى مطعم نوبو ولا ترى أحد النجوم.
وهناك عدة أسباب تقف وراء نجاح المطعم المستمر وجذب المشاهير، من بينها شراكة الشيف نوبو مع النجم الهوليوودي روبرت دينيرو، ونوعية المنتج والخدمة والجو العام.
نوبو هو أول مطعم يمزج ما بين المطبخين الياباني والبيروفي في أوروبا، ونجح في المطبخ الذي يطلق عليه اسم «فيوجن» Fusion ونجح أيضا بمزج الطعام الياباني والسيفيتشي، ومن أشهر أطباقه «يلو تايل» Yellotail sashimi with Jalapeno وبحسب نقاد الطعام في بريطانيا فهذا الطبق يستحق أن يوضع على لائحة ما يجب أن يأكله الشخص قبل أن يموت.
ومن الأسباب الأخرى التي تجعل نوبو مميزا في لندن والعالم، الديكور الأنيق والمريح الذي صممه المهندس ديفد كولينز، وفرع شارع باركلي أكثر أناقة لذا تجد النجوم فيه أكثر من الفرع الأول وهو يتسع لمائتي شخص مع «لاونج» في الطابق السفلي يفتح أبوابه لغاية الساعة الثانية صباحا، بالإضافة إلى بار لتناول السوشي مباشرة من المطبخ يتسع لـ12 شخصا، المقاعد مريحة تتمكن منها أن ترى المطبخ المفتوح وتشاهد الطهاة وهم يقومون بتحضير الطعام أمامك.
ماذا تأكل؟
كما ذكرنا، طبق سمك القد الأسود هو الأهم في نوبو، فمذاقه رائع، يتفتت لحم السمك الأبيض وكأنه رقائق تذوب بالفم مع نكهات غريبة لا يعرفها سرها إلا نوبو والطهاة في مطبخه، ولكن كل ما نعرفه هو أن الصلصة تضم الميزو.
ومن الأطباق الأخرى «تمبورا الجمبري» Baby Tiger Prawn Tempura و«تاكوس مع سلطعون البحر» Tacos with lobster ومن السلطات اللذيذة سلطة التونا وسلطعون البحر مع صلصة حامضة على طريقة السيفيتشي المتبعة في المطبخ البيروفي.
ولا يمكن أن ننسى أطباق السوشي والساشيمي، البعض يعتقد بأن السمك النيئ هو نفسه في أي مطعم ياباني ولكن في الواقع يختلف المذاق من مكان إلى آخر بحسب تغير النوعية وجودتها، فالأسماك النيئة يجب أن تكون طازجة وإلا فقد تكون مضرة للصحة ويكون مذاقها غير جيد.
ويتميز نوبو أيضا بأطباق الحلوى ومن أشهرها وألذها «البينتو بوكس» والكيك بالشوكولاته الذائبة وآيس كريم الشاي الأخضر.
يشار إلى أن نوبو يضم حاليا أكثر من 30 مطعما حول العالم وسيفتتح فندقا يحمل اسمه في منطقة شورديتك في شرق لندن على نمط الفندق الذي افتتح أخيرا في مدينة لاس فيغاس. www.noburestaurants.com



«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن
TT

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

«عناب براسري» منافس قوي على ساحة الأكل اللبناني بلندن

عندما يأتي الكلام عن تقييم مطعم لبناني بالنسبة لي يختلف الأمر بحكم نشأتي وأصولي. المطابخ الغربية مبنية على الابتكار والتحريف، وتقييمها يعتمد على ذائقة الشخص، أما أطباق بلاد الشام فلا تعتمد على الابتكار على قدر الالتزام بقواعد متَّبعة، وإنني لست ضد الابتكار من ناحية طريقة التقديم وإضافة اللمسات الخاصة تارة، وإضافة مكون مختلف تارة أخرى شرط احترام تاريخ الطبق وأصله.

التبولة على أصولها (الشرق الاوسط)

زيارتي هذه المرة كانت لمطعم لبناني جديد في لندن اسمه «عناب براسري (Annab Brasserie)» فتح أبوابه في شارع فولهام بلندن متحدياً الغلاء والظروف الاقتصادية العاصفة بالمدينة، ومعتمداً على التوفيق من الله والخبرة والطاهي الجيد والخبرة الطويلة.

استقبلنا بشير بعقليني الذي يتشارك ملكية المشروع مع جلنارة نصرالدين، وبدا متحمساً لزيارتي. ألقيت نظرة على لائحة الطعام، ولكن بشير تولى المهمة، وسهَّلها عليَّ قائلاً: «خلّي الطلبية عليّ»، وأدركت حينها أنني على موعد مع مائدة غنية لا تقتصر على طبقين أو ثلاثة فقط. كان ظني في محله، الرائحة سبقت منظر الأطباق وهي تتراص على الطاولة مكوِّنة لوحة فنية ملونة مؤلَّفة من مازة لبنانية حقيقية من حيث الألوان والرائحة.

مازة لبنانية غنية بالنكهة (الشرق الاوسط)

برأيي بوصفي لبنانية، التبولة في المطعم اللبناني تكون بين العلامات التي تساعدك على معرفة ما إذا كان المطعم جيداً وسخياً أم لا، لأن هذا الطبق على الرغم من بساطته فإنه يجب أن يعتمد على كمية غنية من الطماطم واللون المائل إلى الأحمر؛ لأن بعض المطاعم تتقشف، وتقلل من كمية الطماطم بهدف التوفير، فتكون التبولة خضراء باهتة اللون؛ لأنها فقيرة من حيث الليمون وزيت الزيتون جيد النوعية.

بقلاوة بالآيس كريم (الشرق الاوسط)

جربنا الفتوش والمقبلات الأخرى مثل الحمص والباباغنوج والباذنجان المشوي مع الطماطم ورقاقات الجبن والشنكليش والنقانق مع دبس الرمان والمحمرة وورق العنب والروبيان «الجمبري» المشوي مع الكزبرة والثوم والليمون، ويمكنني الجزم بأن النكهة تشعرك كأنك في أحد مطاعم لبنان الشهيرة، ولا ينقص أي منها أي شيء مثل الليمون أو الملح، وهذا ما يعلل النسبة الإيجابية العالية (4.9) من أصل (5) على محرك البحث غوغل بحسب الزبائن الذين زاروا المطعم.

الروبيان المشوي مع الارز (الشرق الاوسط)

الطاهي الرئيسي في «عناب براسري» هو الطاهي المعروف بديع الأسمر الذي يملك في جعبته خبرة تزيد على 40 عاماً، حيث عمل في كثير من المطاعم الشهيرة، وتولى منصب الطاهي الرئيسي في مطعم «برج الحمام» بلبنان.

يشتهر المطعم أيضاً بطبق المشاوي، وكان لا بد من تجربته. الميزة كانت في نوعية اللحم المستخدم وتتبيلة الدجاج، أما اللحم الأحمر فهو من نوع «فيليه الظهر»، وهذا ما يجعل القطع المربعة الصغيرة تذوب في الفم، وتعطيها نكهة إضافية خالية من الدهن.

المطعم مقسَّم إلى 3 أقسام؛ لأنه طولي الشكل، وجميع الأثاث تم استيراده من لبنان، فهو بسيط ومريح وأنيق في الوقت نفسه، وهو يضم كلمة «براسري»، والديكور يوحي بديكورات البراسري الفرنسية التي يغلب عليها استخدام الخشب والأرائك المريحة.

زبائن المطعم خليط من العرب والأجانب الذين يقطنون في منطقة فولهام والمناطق القريبة منها مثل شارع كينغز رود الراقي ومنطقة تشيلسي.

حمص باللحمة (الشرق الاوسط)

في نهاية العشاء كان لا بد من ترك مساحة ليكون «ختامه حلوى»، فاخترنا الكنافة على الطريقة اللبنانية، والبقلاوة المحشوة بالآيس كريم، والمهلبية بالفستق الحلبي مع كأس من النعناع الطازج.

المطاعم اللبنانية في لندن متنوعة وكثيرة، بعضها دخيل على مشهد الطعام بشكل عام، والبعض الآخر يستحق الوجود والظهور والمنافسة على ساحة الطعام، وأعتقد أن «عناب» هو واحد من الفائزين؛ لأنه بالفعل من بين النخبة التي قل نظيرها من حيث المذاق والسخاء والنكهة وروعة المكان، ويستحق الزيارة.