تيم هاوارد.. الحارس الذي هنأه أوباما

تراجع مستواه مؤخرًا لا يمحو تاريخه الرائع مع إيفرتون

أيام هاوارد باتت معدودة في إيفرتون («الشرق الأوسط»)  -  الجماهير طالبت بتغيير اسم «مطار ريغان» إلى مطار هاوارد («الشرق الأوسط»)
أيام هاوارد باتت معدودة في إيفرتون («الشرق الأوسط») - الجماهير طالبت بتغيير اسم «مطار ريغان» إلى مطار هاوارد («الشرق الأوسط»)
TT

تيم هاوارد.. الحارس الذي هنأه أوباما

أيام هاوارد باتت معدودة في إيفرتون («الشرق الأوسط»)  -  الجماهير طالبت بتغيير اسم «مطار ريغان» إلى مطار هاوارد («الشرق الأوسط»)
أيام هاوارد باتت معدودة في إيفرتون («الشرق الأوسط») - الجماهير طالبت بتغيير اسم «مطار ريغان» إلى مطار هاوارد («الشرق الأوسط»)

قلة قليلة من لاعبي كرة القدم الأميركيين هم من تلقوا مكالمة هاتفية من رئيس البلاد، لكن أداء تيم هاوارد في مباراة فريقه أمام بلجيكا في الدور الثاني من بطولة كأس العالم التي جرت منذ عامين جعلته، مع زميله كلينت ديمبسي، يكسب جمهورا عريضا من ضمنه باراك أوباما. كانت حماسة هاوارد في المكالمة الهاتفية واضحة ومذهلة: «أهلا سيدي الرئيس»، قالها مصحوبة بضحكات هستيرية عالية بينما كان يوجه إليه الرئيس التهنئة. كان زميله ديمبسي أكثر تماسكا، لكن إحساس الاثنين بالفخر كان ظاهرا.
ولعدة أيام خلال شهر يوليو (تموز) من ذلك العام، جعلت الـ15 تصويبة التي تصدى لها، حسب إحصاء «فيفا»، من الحارس الأميركي بطلا قوميا. خسر الفرق الأميركي بنتيجية 2 - 1، وكانت مهمة هاوارد سهلة نظرا لرعونة مهاجمي بلجيكا في إنهاء الهجمات، وكان هاوارد محور الحديث حتى على مواقع الإنترنت. وقعت جماهير الكرة في الولايات المتحدة في حب الحارس للدرجة التي جعلتهم يطالبون بتغيير اسم «مطار ريغان» بواشنطن إلى مطار هاوارد، وقالوا إن يديه بداخل القفازات هي من تحمي الولايات المتحدة. حتى وزير الدفاع الحقيقي تشاك هيغل أعجبته تعليقات الجماهير.
شهدت ظهيرة ذلك اليوم في مدينة سلفادور البرازيلية قمة النجاح للحارس الذي قضى معظم مسيرته في أوروبا الذي بلغ الآن 37 عاما وعلى وشك العودة للدوري الأميركي الذي بدأ مسيرته من خلاله منذ سنوات طويلة. من المقرر أن ينضم هاوارد لفريق كلورادو رابيدز الصيف المقبل بمقتضى عقد مدته ثلاث سنوات ونصف مقابل 3 ملايين دولار سنويا. وكان بعض الأخبار تسربت في يناير (كانون الثاني) الماضي عن اهتمام كلورادو بضم الحارس، وجاء إعلان صحيفة «صنداي» ليؤكد أحد أسوأ الأسرار. ولو عدنا إلى الخلف، فقد كانت مسابقة كأس العالم أفضل وقت لهاوارد كي يغادر إيفرتون ويعود إلى الدوري الأميركي الذي شهد بدايته باعتباره ناشئا صاحب ابتسامة حمقاء وشعر مجنون، لكنه اختار البقاء في الدوري الإنجليزي، وللأسف تراجع مستواه.
قد يكون أدرك متأخرا أنه استمر بالفريق لمدة أطول مما ينبغي، فقد تراجع أداء فريقه إيفرتون بشكل دراماتيكي بعد عام 2014، وبات واضحا أن الحماس الذي صاحب أداءه غاب منذ ذلك الحين، كما اتضح من الخلاف المتزايد بين الحارس وقسما من مشجعي الفريق. كان أداؤه دون المستوى في موسم 2014 - 2015. وبعد عدد من الأخطاء مثل سقوط الكرة من بين يديه في مباراة الآرسنال والتسبب في ضربة جزاء أو اثنتين في مباريات بعدها، قرر المدرب روبرتو مارتينيز في النهاية الدفع بالحارس الإسباني جويل روبيلز ليصبح الحارس الأول. لم يلعب هاوارد منذ هزيمة فريقه على ملعبه أمام سوانزي بنتيجة 1 - 2، تسبب خلالها في احتساب ضربة جزاء على فريقه، وأدرك بعدها أن أيامه باتت معدودة في الدوري الإنجليزي الممتاز.
سوف يترك هاوارد إيفرتون ومعه دعم من عدد من زملائه، حيث وصف تيم كاهيل الحارس الأميركي بـ«الحارس العظيم»، واعتبره زميله فيل نيفيل «أحد أفضل حراس كرة القدم على الإطلاق». المدرب ديفيد مويز، المعروف بعدم تفريطه في اللاعبين أصحاب الخبرة، اعتبره الحارس الأول لسبع مواسم، وكان حريصا على امتداح تأثير الحارس على زملائه خارج الملعب وداخله على حد سواء. «يؤدي عمله ويؤدي واجبه بضمير حي»، بحسب مويز عام 2012، وأضاف: «هاوارد ساعدنا في كثير من المباريات، ويعد جزءا أساسيا في عملنا، ويعد صوتا مؤثرا في غرفة الملابس أيضا».
لا يمكن الاستخفاف بالأرقام التي حققها، شارك في 400 مباراة مع فريق إيفرتون، ولا يفوقه في عدد مشاركات الحراس سوى تيد ساغار، وغوردن ويست، ونيفيل ساوثهول، وكلهم فازوا ببطولات. كانت أفضل سنواته في الفريق في ظل مدربه مويز الذي راوح ترتيب الفريق فيه حول المركز السادس، واستطاع إعادة بناء نفسه بملعب غودسون، ليحصل على كثير من الثناء قبل أن يهبط مستواه في 2014. وقبل أن ينتقل إلى إيفرتون على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد عام 2007 بعد الأداء المخيب مع يونايتد الذي وصل إلى أدنى مستوى في 2014 في مباراة أمام فريق بورتو في دوري أبطال أوروبا. في الدقيقة الأخيرة وبينما كان فريق مانشستر يستعد للتسلل لربع النهائي بقاعدة فارق الأهداف خارج الملعب، أخطأ هاوارد في التصدي للضربة الحرة التي سددها مكارثي ليصعد المدرب كاستينا بفريق بورتو لتسلم الكأس. وكثيرون يتذكرون مشهد مدرب بورتو الشاب دمث الخلق وهو يجري فخرا بشكل هستيري على امتداد خط التماس بملعب أولد ترافورد عندما سجل فريقه هدف التعادل؟ لا يجب كذلك تجاهل الدور غير المقصود الذي لعبه هاوارد في ظهور جوزيه مورينهو مدرب بورتو في ذلك الوقت.
فالجانب الذي ينقص هاوارد هو حصد الميداليات، فسيرته الذاتية رائعة وتحوي كثيرا من الألقاب في بطولات الكونكاكاف والدوري الأميركي، بيد أنه على مدار عشر سنوات في إيفرتون لم يستطع الوصول إلى المباراة النهائية سوى مرة واحدة. حمل كأس الاتحاد ودرع الدوري مع فريق مانشستر يونايتد، لكن كان عليه أن يحصد مزيدا من الميداليات. قد يجسد هاوارد حال فريق إيفرتون تحت قيادة مويز وحاليا مارتينيز المعجب بأدائه وكفاءته، إلا أنه ما زال بعيدا عن أن يصبح من ضمن النخبة. ففي المرات القليلة التي كان فيها فريق إيفرتون قريبا من حصد ميداليات في السنوات الأخيرة، نادرا ما شاهدنا أداء مقبولا. ولنأخذ كأس الاتحاد 2009 مثالا، فشل هاوارد في التصدي لتسديدة فرانك لامبارد من بعد 25 ياردة، وفاز تشيلسي باللقب.
قد يكون ما تغير الآن حال حراسة المرمي مقارنة بالفترة التي شهدت بداية هاوارد حارسا. فلقامته التي تبلغ ست أقدام وثلاث بوصات، ووزن يتخطى 200 رطل، يتمتع هاوارد بعضلات ذراع وصدر مذهلة، وكانت صورته دوما على غلاف مجلات اللياقة الخاصة بالرجال، بيد أنه بات يبدو غريبا وسط حراس المرمي اليوم ذوي الأجساد النحيلة والرشيقة. لنقارن الحارس الأميركي مع لاعب مثل حارس مانشستر يونايتد دي خيا، أو حارس توتنهام للوريس أو حارس تشيلسي كورتيوس، الذين يعدون أفضل ثلاثة حراس في الدوري الممتاز في الوقت الحالي. فجميعهم يتمتعون بمرونة وليونة في الحركة، وهي الميزات التي فقدها الحارس الأميركي مع تقدمه في السن.
هو بالتأكيد حارس من الطراز القديم، يشعر براحة في الوجود داخل منطقة الست ياردات، يكتفي بدفاع فريقه من العمق ويشعر بالسعادة لوجود أكثر من قلب دفاع طويل القامة أمامه، ليبعد الكرة عن مرماه. بيد أن حارس المرمي المعاصر يجب أن يلعب ظهيرا متأخرا، وأفضل مثال على ذلك نجده في الحارس مانويل نوير، الذي يلعب بقدميه في حين أن هاوارد لا يجيد استخدام قدميه، الأمر الذي جعل جمهوره يتذمر من أدائه ويتراجع عن مؤازرته بدرجة كبيرة.
لكن لنكن منصفين، فبأدائه إضافة إلى الحارسين الأميركيين براد فريديل وكيسي كيلر، أصبحت صورة حراسة مرمى الولايات المتحدة إيجابية للغاية. قد تكون الولايات المتحدة تعاني من نقص كفاءات في بعض المراكز، لكن في حراسة المرمي، يتمتع الحراس الأميركيون بالصلابة، وهي الميزة التي يمتلكها هاوارد بالفعل. فخلال عشر سنوات قضاها في الدوري الإنجليزي الممتاز تضمنت حراسة مرمى فريقه خلال 210 مباراة متتالية، و106 مباريات مع المنتخب الأميركي حتى الآن، بالإضافة إلى هدف سجله بمساعدة الريح في مرمي فريق بولتون. على هاوارد أن يرضي ويسعد بما حققه، وإذا راق له فريق كلورادو فبالتأكيد سوف نراه في رابع مشاركة له بكأس عالم في روسيا. ومن يدري، فقد يتلقى مكالمة ثانية من أوباما.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».