حكومة طرابلس ترفع حالة التأهب.. وانتشار مفاجئ لميليشيات مسلحة في العاصمة

مفتي ليبيا المعزول يحرض الشباب على القتال ضد الجيش في بنغازي

صورة تعود إلى فبراير الماضي لمسلح من ميليشيات {فجر ليبيا} في صبراتة (أ.ف.ب)
صورة تعود إلى فبراير الماضي لمسلح من ميليشيات {فجر ليبيا} في صبراتة (أ.ف.ب)
TT

حكومة طرابلس ترفع حالة التأهب.. وانتشار مفاجئ لميليشيات مسلحة في العاصمة

صورة تعود إلى فبراير الماضي لمسلح من ميليشيات {فجر ليبيا} في صبراتة (أ.ف.ب)
صورة تعود إلى فبراير الماضي لمسلح من ميليشيات {فجر ليبيا} في صبراتة (أ.ف.ب)

تحولت العاصمة الليبية طرابلس أمس إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، وذلك بعد انتشار مفاجئ لكتائب وميليشيات مسلحة إثر إعلان رئيس حكومة الإنقاذ الوطني خليفة الغويل، التي تدير العاصمة «حالة الطوارئ القصوى»، فيما بدا أنه بمثابة استعداد لمنع محاولة حكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة، والتي يترأسها رجل الأعمال الطرابلسي فائز السراج، من دخول المدينة. فيما نفت سلطات طرابلس ما تردد عن وصول مسؤولين في حكومة السراج من تونس على متن طائرة خاصة، إلى قرية النخيل العربي بجنزور غرب العاصمة.
وأعلنت حكومة طرابلس حالة الطوارئ القصوى، وقالت في بيان أصدرته إن مجلس وزرائها سيكون في حالة انعقاد دائم. كما كلفت وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى جهاز المخابرات، وجهاز المباحث العامة وكتائب الثوار، باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية للحفاظ على استقرار البلاد، وذلك من خلال تكثيف الدوريات والاستباقات الأمنية للحفاظ على المرافق السيادية.
وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة كانت مساء أمس شبه اعتيادية وسط طرابلس، فيما التزمت حكومة السراج الصمت، ولم تعلق على هذه التطورات. واستند الغويل في إعلان «حالة الطوارئ» إلى دعوة مماثلة صادرة مطلع هذا العام عن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق، غير المعترف به دوليا في طرابلس، والذي يدعم الحكومة فيها.
ولا يتضمن الإعلان الدستوري الليبي الصادر عام 2011 تعريفا واضحا لحالة الطوارئ، لكن القانون رقم 22 الخاص بإعلان «التعبئة»، والذي استند الغويل إليه أيضا، كما جاء في البيان الحكومي، يشير إلى أنه يترتب على إعلان «التعبئة العامة» في البلاد «تسخير كافة الموارد البشرية والمادية لخدمة المجهود الحربي». وتأتي هذه الخطوة القاضية برفع مستوى التأهب الأمني بعد إعلان السراج أن حكومته، المدعومة من الأمم المتحدة، ستنتقل إلى العاصمة للعمل منها «خلال أيام»، رغم رفض حكومة الغويل تسليمها السلطة.
وتسيطر القوات الموالية لحكومة طرابلس، والمنضوية ضمن تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى «فجر ليبيا»، على معظم المناطق الواقعة في غرب ليبيا، وبينها العاصمة منذ أكثر من عام ونصف. وترفض هذه الحكومة تسليم السلطة إلى حكومة السراج المنبثقة عن اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة، وقعه نهاية العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب نواب في البرلمان المعترف به دوليا في شرق ليبيا، والبرلمان الموازي في طرابلس، لكن بصفتهم الشخصية.
وعاود أمس الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المقال من منصبه، شن هجوم حاد على الجيش الوطني الموالي للسلطات الشرعية في شرق البلاد، والذي يقوده الفريق خليفة حفتر، حيث أفتى بوجوب قتال الجيش الليبي، الذي يخوض معارك عنيفة منذ العام الماضي ضد الجماعات المتطرفة في بنغازي بشرق البلاد، ووصف الجيش بأنه الفئة الباغية، على حد زعمه.
وفي تحريض واضح للشباب على دعم الإرهابيين، زعم الغرياني أيضا في حديث لمحطة تلفزيونية، موالية لجماعة الإخوان المسلمين في طرابلس، أن هذا الأمر لا يشترط فيه الحصول على إذن ولي الأمر أو الأهل، وحث كل القادرين على التوجه لما سماه بالجهاد في بنغازي للقتال ضمن الجماعات المتطرفة، التي ما زلت تتحصن بالمدينة، والتي أطلق الجيش الليبي فيها عملية حق الشهيد نهاية الشهر الماضي، بهدف تحريرها من قبضة المتطرفين، الذين بسطوا هيمنتهم عليها منذ نحو خمس سنوات.



غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
TT

غيابات القمة العربية «الطارئة»... هل تؤثر على مخرجاتها؟

الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)
الصورة التذكارية لقادة الدول العربية في قمة المنامة الأخيرة (بنا)

أثار إعلان زعيمي الجزائر وتونس غيابهما عن حضور القمة العربية الطارئة في القاهرة، الثلاثاء، حول غزة والقضية الفلسطينية، تساؤلات حول مستوى مشاركات الدول العربية في القمة وتأثير ذلك على مخرجاتها، بينما أكد مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» أن بلاده «وجهت الدعوة لجميع زعماء الدول العربية الأعضاء في الجامعة، وكان هناك حرص على مشاركة الجميع للتشاور واتخاذ موقف بشأن هذه القضية المصيرية في تلك اللحظة الحرجة بالمنطقة».

ومساء الأحد، أفادت وكالة الأنباء الجزائرية بأن رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، قرر عدم المشاركة في القمة العربية الطارئة التي تستضيفها مصر يوم 4 مارس (آذار)، لبحث تطورات القضية الفلسطينية.

وبحسب ما نقلته الوكالة عن مصدر، «كلف تبون وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الأفريقية أحمد عطاف، لتمثيل الجزائر»، وأرجعت القرار إلى «اختلالات ونقائص شابت المسار التحضيري للقمة»، ومنها «احتكار مجموعة محدودة من الدول العربية إعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية»، وفق تقرير وكالة الأنباء الجزائرية.

والاثنين، قبل ساعات من انعقاد القمة، أعلنت الرئاسة التونسية أن الرئيس التونسي قيس سعيد، كلف وزير الخارجية، محمد علي النفطي، بترؤس الوفد التونسي المشارك في القمة الطارئة.

وحسب الرئاسة التونسية، فإن تونس «ستجدد موقفها الثابت والداعم للحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة ذات السيادة على كامل أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف».

من جانبه، قال المصدر المصري المطلع إنه «لا يمكن اعتبار موقف الجزائر وتونس غياباً عن المشاركة في القمة، لأن إيفاد ممثل لرئيس الدولة وبتكليف منه يعدُّ مشاركة رسمية للدولة، وهذا هو الهدف، أن تكون هناك مواقف ومشاركة رسمية من الدول».

ونوه المصدر بأن «هناك عدداً من الدول سواء في هذه القمة أو قمم سابقة درج على إرسال ممثلين للرؤساء والملوك، ولم يقلل هذا من مشاركة تلك الدول، لأن الممثلين يعبرون عن مواقف دولهم، مثلهم مثل الرؤساء، حتى إن كان ممثل الرئيس يغيب عن بعض الاجتماعات التي تعقد على مستوى الزعماء، لكن في النهاية يتم عرض ما تم الاتفاق عليه على الجلسة الختامية للقمة لاتخاذ موقف جماعي بشأنه من كل الوفود المشاركة».

وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي مع نظيره التونسي محمد علي النفطي الذي سيمثل بلاده في القمة بالقاهرة الاثنين (إ.ب.أ)

وحول ما ساقته الجزائر من أسباب لغياب رئيسها عن القمة، أوضح المصدر أن «القاهرة من اللحظة الأولى حرصت على إطلاع الجميع على خطة إعادة الإعمار التي أعدتها لقطاع غزة، لأن هذه هي النقطة الرئيسية والهدف من وراء تلك القمة، ومن المصلحة أن يكون هناك موقف موحد واتفاق حولها، ولم يكن هناك تجاهل أو إقصاء لأحد، فضلاً عن أن هذه قضية كل العرب ولا يمكن تصور أن دولة أو عدة دول يمكن أن تمنع دول أعضاء من أن يكون لها دور في القضية».

وشدد المصدر على أنه «ليس هناك قلق من مستوى التمثيل في القمة، لأن الاجتماع يحيط به الزخم المطلوب منذ الإعلان عنه، فضلاً عن كون الدول التي تأكدت مشاركتها سواء عبر زعمائها أو ممثلين لها هي من الدول الفاعلة والمشتبكة مع القضية، التي لا تنتظر من أحد أن يحدد لها دورها الطبيعي والمطلوب».

يأتي ذلك بينما بدأ قادة عرب، الاثنين، التوجه إلى القاهرة للمشاركة في القمة، حيث أفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية (واع)، بأن الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد غادر البلاد متوجهاً إلى مصر للمشاركة بالقمة العربية.

وفي البحرين، أعلن الديوان الملكي أن الملك حمد بن عيسى آل خليفة، رئيس الدورة الحالية للقمة العربية، سيغادر المملكة الاثنين، متوجهاً إلى مصر. وأضاف الديوان أن الملك سيرأس وفد البحرين المشارك في القمة، لبحث تطورات القضية الفلسطينية، كما سيرأس أعمال القمة، بحسب وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا).

كما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) أن ممثل أمير البلاد مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد صباح خالد الحمد الصباح «يغادر أرض الوطن، الثلاثاء، متوجهاً إلى مصر لترؤس وفد الكويت في القمة العربية غير العادية».

ويرى مندوب مصر السابق لدى الأمم المتحدة، السفير معتز أحمدين، أن «المشاركة في القمم الدولية تكون بمن تحدده الدول ممثلاً لها، فإن حضر الرئيس فهذا جيد، وإن كان رئيس الحكومة فهذا جيد أيضاً، وإن كان وزير فهذا معقول، وإن لم يكن وكان المندوب الدائم أو سفير الدولة في بلد القمة فهذا لا ينقص من تمثيلها».

أحمدين أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه «حتى غياب تمثيل الدولة تماماً بالقمة، فهذا لا يعطل صدور القرارات، لأن القرارات تصدر بالإجماع، والغياب يعني أن الدولة تنازلت عن صوتها، لكن إن شاركت بأي مستوى من التمثيل وسجلت موقفها، فهذا هو الأفضل في الدبلوماسية».

وبحسب جدول أعمال القمة الطارئة المرسل من المندوبية الدائمة لمصر إلى أمانة الجامعة العربية، يبدأ استقبال رؤساء الوفود المشاركة، الثلاثاء في الثالثة عصراً بتوقيت القاهرة، وتنطلق أعمال الجلسة الافتتاحية في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار الرمضاني المقامة على شرف الوفود المشاركة، ويتم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وتنتهي أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي والقرارات التي تم الاتفاق عليها.