بعد يومين من الهجمات على بروكسل اتجه المستثمرون إلى ملاذات آمنة، أهمها الدولار، وانخفضت مؤشرات البورصات العالمية خلال تعاملات أمس.
حيث ارتفع مؤشر الدولار لليوم الخامس على التوالي مقابل سلة العملات الرئيسية، ليحقق أكبر مكاسب في ما يقرب من عام، على الرغم من تحفظ صناع القرار في البنك المركزي الأميركي خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في منتصف الشهر الحالي، ويرجح المستثمرون إمكانية رفع سعر الفائدة مرتين فقط خلال العام الحالي، الأمر الذي عزز الثقة في أن تتكيف السياسة النقدية في البنوك المركزية الكبرى نسبيا مع سياسة الفيدرالي الأميركي.
وانضم جيمس بولارد رئيس بنك سانت لويس الاحتياطي الاتحادي أول من أمس الأربعاء إلى مسؤولين من البنك المركزي الأميركي، يتوقعون احتمال رفع أسعار الفائدة الشهر القادم في أعقاب تصريحات مماثلة تنبئ برفع أسعار الفائدة من واضعي سياسات آخرين في الولايات المتحدة في وقت سابق هذا الأسبوع.
وارتفع مؤشر الدولار لأعلى مستوياته في ثمانية أيام عند 96.36 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية أمس، مسجلا مكاسب لليوم الخامس، ومحققا أطول موجة صعود منذ أوائل أبريل (نيسان) 2015، وصعد الدولار نحو 1.3 في المائة منذ بداية الأسبوع في ثاني أفضل أداء له خلال أربعة أشهر.
وسجل اليورو أقل مستوياته في ثمانية أيام عند 1.1144 دولار، بعدما تراجع 0.9 في المائة منذ بداية الأسبوع مع تضرر المعنويات بفعل هجمات بروكسل التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي.
وبحلول الثانية بتوقيت غرينتش ارتفع مؤشر الدولار بنحو 0.22 في المائة، ليصل إلى 96.26 نقطة، في الوقت ذاته شهد الإسترليني جلسة متقلبة لينخفض أمام الدولار بنحو 0.03 في المائة ليصل إلى سعر 1.4113 دولار، بعد ما موصل إلى أدنى مستوى منذ عام 1985، ليقلص بعضا من خسائره، متأثرا بقلة ثقة المستثمرين في حسم التصويت المنتظر على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) المقبل.
ووفقا للوحدة الاقتصادية في الإيكونوميست فتتوقع أن يشهد الجنيه الإسترليني تقلبات في السعر الفوري، وأن يرتفع معدل التقلب لعائد الأوراق المالية المنتظر خلال الثلاثة أشهر القادمة.
ورجحت الوحدة في تقريرها أمس أن ينخفض الجنيه إلى 1.15 دولار بحلول نهاية العام في حال الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وستصبح الأوضاع «فوضوية» داخل المملكة المتحدة، بحسب التقرير. كما انخفض الجنيه الإسترليني أمام اليورو إلى أدنى مستوى منذ 15 شهرا بنسبة 0.3 في المائة إلى 1.2584 يورو في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت غرينتش، وبحلول الساعة الثانية بتوقيت غرينتش ليرتفع بنحو 0.17 في المائة مقلصا الخسائر الصباحية ليبلغ الإسترليني مستوى 1.2647 يورو.
ودفعت مخاوف خروج بريطانيا المستثمرين بالابتعاد عن الاستثمار في العملة البريطانية وحماية استثماراتهم القديمة بتحري نقاط البيع جيدا.
ووفقا لتوقعات المستثمرين فإن السوق الأميركية ستتأثر بقوة الدولار أمس، حيث فتحت بورصة وول ستريت جلستها على انخفاض قبيل عطلة عيد القيامة، الأمر الذي أضاف الضغوط على السلع الأولية.
وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 0.31 في المائة، بما يوازي 53.9 نقطة، ليصل إلى 17448.69 نقطة، وفقد مؤشر ستاندر آند بورز 500 الأوسع نطاقا 7.56 نقطة، أو 0.37 في المائة ليبلغ مستوى 2029.15 نقطة، كما انخفض مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بنحو 0.51 في المائة، أي 24.32 نقطة ليحقق 47744.54 نقطة.
وانخفض مؤشر يورو ستوكس 50 بنحو 1.69 في المائة أي بما يوازي 51.28 نقطة ليحقق 2991.14، كما فقد مؤشر يورو فرست 300 بنحو 18.58 نقطة بنسبة 1.39 ليحقق 1318.12 نقطة.
أما في أوروبا فقد انخفض المؤشر البريطاني فوتسي ليصل إلى 6108.45 نقطة بنحو 1.46 في المائة ليخسر أكثر من 90 نقطة في يوم واحد.
كما فقد مؤشر كاك 40 الفرنسي 91.91 نقطة، بنحو 2.08 في المائة ليحقق 4332.07 نقطة، ووصل مؤشر داكس الألماني إلى مستوى 9866.42 نقطة منخفضا بنحو 156.52 نقطة أي 1.56 في المائة.
ويدعم ارتفاع مؤشر الدولار احتمالات ارتفاع تكاليف الاقتراض بالولايات المتحدة، مما يشجع على موجات جني الأرباح في قطاع السلع الأولية.
وفيما يخص السلع انخفض سعر برميل خام برنت بنحو 39.74 دولار بنسبة 0.73 في المائة، بعد انخفاضه بأكثر من 3 في المائة يوم الأربعاء الماضي، عندما ظهرت بيانات ارتفاع المخزونات الأميركية إلى مستوى قياسي للأسبوع السادس على التوالي.
وهبطت أسعار الذهب إلى أدنى مستوى في نحو شهر أمس، ليتجه المعدن الأصفر نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع انتعاش الدولار بفعل آمال بزيادة وتيرة رفع أسعار الفائدة الأميركية أكثر مما كان متوقعا في السابق. وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 1212.20 دولار للأونصة في التعاملات المبكرة مسجلا أدنى مستوى منذ 26 فبراير (شباط) الماضي، قبل أن يقلص بعض خسائره ويصل إلى 1214.2 دولار للأونصة بانخفاض 0.87 في المائة بحلول الساعة الثانية عصرا بتوقيت غرينتش، وانخفض الذهب 0.5 في المائة في العقود الأميركية إلى 1217.8 دولار للأونصة.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى صعدت الفضة 0.6 في المائة إلى 15.28 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 0.2 في المائة إلى 951.6 دولار للأوقية في حين ارتفع البلاديوم 0.1 في المائة إلى580.25 دولار للأوقية.
الدولار ملاذ آمن في وقت الإرهاب
حقق أكبر مكاسب في ما يقرب من عام
الدولار ملاذ آمن في وقت الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة