احتدمت المعارك العنيفة في جبهة الضباب، غرب مدينة تعز ثالث كبرى المدن اليمنية، بين الميليشيات الانقلابية وقوات الشرعية في تعز بمساندة قوات التحالف، وتقدمت المقاومة في المنطقة وتمكنت من السيطرة على السجن المركزي، وأفشلت محاولات الميليشيات التسلل إلى مواقع المقاومة في السجن المركزي والمنشآت وشارع الثلاثين، وأجبرتهم على الفرار بعد معارك عنيفة سقط على أثرها قتلى وجرحى من الجانبين.
وعاودت الميليشيات الانقلابية فرض حصارها على مدينة تعز من المنفذ الجنوبي الغربي بعد سيطرتها على أجزاء من الضباب، مما جعلها تقطع جميع الطرق الواصلة إلى مدينة تعز على القادمين من مدينة عدن الجنوبية وكذلك من مدينة التربة ومن مناطق الحجرية، من الوصول إلى المدينة ومنطقة بيرباشا وحتى الوصول إلى منفذ الدحي الذي فتحت قوات الشرعية الحصار عنه قبل أيام، ويبعد عن النقطة الجديدة التي استحدثتها الميليشيات بنحو عشرة كيلومترات.
ومنذ أمس، أصبح الأهالي ينقلون المواد الغذائية والضرورية إلى وسط المدينة وعلى ظهور الحمير عبر الطرق الوعرة.
ودفعت الميليشيات بتعزيزات كبيرة إلى محافظة تعز، وذلك بعد تقدم قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وبعد إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بأنه وجه بإرسال لواء عسكري لدعم قوات الشرعية، لتكمل بذلك تحرير المحافظة من الميليشيات الانقلابية.
وبينما سقط العشرات من الميليشيات الانقلابية بين قتيل وجريح، أعلنت المقاومة الشعبية أسر ما لا يقل عن ثمانين مسلحا من الميليشيات كانوا خلايا نائمة في المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة، ومنها في جبل حبشي ومدينة التربة، بالإضافة إلى أسر قيادي حوثي وهو ضابط كبير في الحرس الجمهوري، فضلت عدم ذكر اسمه سوى أنه يدعى «ص غ غ»، وأنه من منطقة أنس التابعة لمحافظة ذمار، الواقعة على بعد نحو 130 كيلومترا جنوب صنعاء، وذلك في كمين محكم من قبل المقاومة الشعبية في منطقة الزاهر شمال شرقي مدينة تعز.
وأكد المسؤول الإعلامي بالمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية في تعز، رشاد الشرعي، أن «هناك تقدما في الجبهة الشرقية، وطيران التحالف العربي يقوم بغارات مركزة ومكثفة في شرق المدينة، وحاولت الميليشيا مرارا اختراق الجبهة هناك والتقدم إلى وسط المدينة أو استعادة ما فقدته من مواقع سابقة إلا أنها فشلت».
ومن جانبه، ثمن الرئيس عبد ربه منصور هادي ما يقدمه أبناء تعز. وأكد أن «نصر الحالمة تعز على الميليشيا قادم لا محالة، وستنتصر تعز وأبناؤها على كل المؤامرات والمشاريع الضيقة، والمصالح الشخصية».
في المقابل، تفاوتت آراء الأهالي في محافظة تعز، حول الوضع الراهن الذي ستشهده المحافظة خلال الأيام المقبلة، خصوصا بعدما قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أبلغه بقبول الحوثيين تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم «2216». بالإضافة إلى ما قاله المبعوث الأممي لليمن إن المفاوضات الجديدة في النصف الثاني من الشهر المقبل تهدف إلى التوصل إلى اتفاقية مكثفة من النزاع واستئناف الحوار السياسي الشامل، استنًادا إلى القرار الأممي «2216»، وبأن هذه المفاوضات ستكون مباشرة وجها لوجه بين الطرفين، فمنهم من يرى بأنه سيكون هناك تصعيد، وعدد قليل من يرى غير ذلك.
ويقول الناشط الحقوقي درهم الصلاحي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «سيكون هناك تصعيد خلال الأيام القادمة، خصوصا مع اشتداد المواجهات العنيفة في مختلف جبهات تعز.. لكن الميليشيات الانقلابية ستستثمر كل اتفاق وكل تهدئة، ليرتبوا صفوفهم وينقضوا على ما تبقى.. المبشرات العكسية لهذا الاتفاق ازدياد الإمدادات للميليشيات الانقلابية لتدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة في تعز، ومحاولتهم بشتى السبل استرداد ما تمكنت المقاومة من تحريره».
ويقول المحلل السياسي الدكتور فيصل علي، لـ«الشرق الأوسط»: «يلعب صانعو السياسات أدوارا مهمة وقت الحروب، وتعد مكملة لعمل الجيوش، والسياسي الذي يلعبها صحيحا يؤدي دورا أكبر من فعل الجيش»، ولذا «لا بد لكل عمل عسكري من عمل سياسي مساوٍ له في الجهد موازٍ له في الاتجاه، وبأن الاتفاقيات والمفاوضات والتسويات وقت الحرب كلها جهود تستخدمها القوى السياسية والحكومات لفرض رأي المنتصر على المهزوم تكميلا لعمل الجيش والمحاربين في الميدان».
وعلى الصعيد الميداني، سقط العشرات من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح بين قتيل وجريح، جراء المواجهات مع قوات الشرعية في مختلف الجبهات، وجراء غارات التحالف على مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق مختلفة من مدينة تعز وأطراف المدينة. وأفاد شهود عيان، لـ«الشرق الأوسط»، بأن غارات طيران التحالف استهدفت مواقع وتجمعات الميليشيات في مناطق عدة من بينها تجمعات في مفرق شرعب والربيعي، غرب المدينة، وغارات دمرت دبابة للميليشيا في شارع الستين شمال مدينة تعز، وتجمعات أخرى في منطقة حذران بالقرب من اللواء 35 غرب مدينة تعز، وغارات على معسكر جبل العلا بالحوبان شرق المدينة.
احتدام المعارك في الضباب.. والمقاومة تأسر 80 مسلحًا بينهم قيادي كبير
ناشط حقوقي: الميليشيات ستستثمر الاتفاق الجديد للدفع بتعزيزات عسكرية في تعز
احتدام المعارك في الضباب.. والمقاومة تأسر 80 مسلحًا بينهم قيادي كبير
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة