الحزن والقلق يحيطان بمواجهة هولندا وفرنسا اليوم

إنجلترا تترقب اختبارًا صعبًا مع أبطال العالم غدًا وغوتزه يتطلع لانطلاقة مع ألمانيا

لاعبو هولندا خلال التدريبات استعدادًا لمواجهة فرنسا و غوتزه يأمل في العودة للتألق عبر بوابة منتخب ألمانيا (رويترز)
لاعبو هولندا خلال التدريبات استعدادًا لمواجهة فرنسا و غوتزه يأمل في العودة للتألق عبر بوابة منتخب ألمانيا (رويترز)
TT

الحزن والقلق يحيطان بمواجهة هولندا وفرنسا اليوم

لاعبو هولندا خلال التدريبات استعدادًا لمواجهة فرنسا و غوتزه يأمل في العودة للتألق عبر بوابة منتخب ألمانيا (رويترز)
لاعبو هولندا خلال التدريبات استعدادًا لمواجهة فرنسا و غوتزه يأمل في العودة للتألق عبر بوابة منتخب ألمانيا (رويترز)

تبرز مواجهة هولندا مع فرنسا الودية الدولية اليوم في أمستردام من بين 6 مباريات أخرى إثر تأثر الأولى بوفاة نجم الطواحين الأسطوري يوهان كرويف أمس، والثانية باعتداءات بروكسل الإرهابية التي تعد امتدادًا لما تعرضت له باريس قبل شهور قليلة.
ويتضمن برنامج مباريات اليوم لقاء قويا بين البرتغال وبلغاريا، واختبارات تجمع بين آيرلندا وسويسرا وسلوفاكيا ولاتفيا، ولكسمبورغ مع البوسنة والهرسك، وأرمينيا مع روسيا البيضاء.
وتأتي مباراة هولندا وفرنسا في الواجهة بعد أن دارت أخبار حول احتمال إلغائها بعد أحداث بروكسل، لكن داني بليند مدرب هولندا أكد أمس أنه لم يفكر أبدا في إلغاء اللقاء رغم المخاوف الأمنية بعد التفجيرات التي شهدتها العاصمة البلجيكية.
واتصل الاتحاد الهولندي لكرة القدم بمسؤولين أمنيين لكن تقرر في النهاية أنه لا يوجد ما يدعو لإلغاء المباراة. وقال بليند: «يوجد دائما تهديد لكن لا يوجد أي سبب لتأجيل المواجهة، كما لم يخطرنا أي لاعب بعدم رغبته في اللعب».
ونقلت مباراة ودية كانت مقررة بين بلجيكا والبرتغال من بروكسل إلى ليريا عقب الهجمات.
وفي العام الماضي ألغيت مباراة ودية بين ألمانيا وهولندا في هانوفر عقب تهديد أمني بعد أيام فقط من هجمات باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) التي قتل فيها 130 شخصا.
وسلطت أحداث باريس وبروكسل الأضواء بشكل كبير على أهمية الدور الأمني في بطولة يورو 2016 التي تقام بتسع مدن فرنسية في الفترة ما بين العاشر من يونيو (حزيران) والعاشر من يوليو (تموز). وتعهد وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بإجراءات أمنية مشددة ستشمل ساحات تجمع المشجعين.
وقال وزير الرياضة الفرنسي تييري بريلارد: «التهديدات الإرهابية لم تغب عن أذهاننا منذ البداية.. وقد اتخذنا أعلى درجات الاحتياطات الأمنية لتأمين يورو 2016».
وأوضح بريلارد أن كل منتخب مشارك في البطولة سيجرى تأمينه بمجموعة من أكفأ الضباط، مؤكدا عدم وجود نية لإلغاء أو تأجيل البطولة التي ستشكل صمودا في وجه «هؤلاء الجبناء». وخرج رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بتعليق مشابه، حيث اعتبر الأحداث الكبرى ذات الجماهيرية الواسعة بمثابة دعامة تعزز الديمقراطية «وأفضل رد على الفكر الدموي».
وسيرتدي منتخبا هولندا وفرنسا شارات سوداء خلال مباراة اليوم وستقف جميع الفرق دقيقة حدادا على ضحايا تفجيرات بروكسل قبل صافرة انطلاق المباريات.
وبالنسبة لمنتخب هولندا فإنه سيستغل مباراة اليوم ضمن استعداداته لمشوار تصفيات كأس العالم 2018 في سبتمبر (أيلول) المقبل بعدما أخفق في التأهل إلى بطولة أوروبا في فرنسا صيف هذا العام. ويقول بليند: «يتعين علينا الاستفادة من المباريات الاستعدادية التي سنخوضها خلال الأشهر المقبلة لتطوير الفريق ولكي نستعد حتى نبدأ حملتنا بشكل إيجابي».
وردا على سؤال عن وجود خطط مستقبلية لاستبعاد لاعبين مثل روبن فان بيرسي ونايغل دي يونج قال بليند إنه لا توجد نقطة نهاية لمشوارهما الدولي. وتابع: «لا يستطيع أحد أن يتوقع ما الذي يمكن أن يحدث. إذا عاد دي يونغ إلى أوروبا فإنه لا يزال أمامه فرصة لكن انتقاله إلى الولايات المتحدة لن يساعده».
وانضم دي يونغ البالغ من العمر 31 عاما والذي لعب 80 مباراة دولية مع هولندا إلى لوس أنجليس غالاكسي من ميلان الإيطالي. لكن بالطبع سيتغلف اللقاء بأجواء حزن على وفاة أسطورة الكرة الهولندية كرويف.
وستلعب هولندا مع إنجلترا وديا يوم الثلاثاء المقبل أيضا.
من جهة أخرى وقبل مباراة منتخبه مع سويسرا الودية اليوم أعرب مارتن أونيل مدرب آيرلندا أنه لا يعارض فكرة إقامة مباريات بطولة أوروبا لكرة القدم 2016 في فرنسا من دون جمهور في حال قرر مسؤولو الأمن بالدولة المضيفة اللجوء لهذا الخيار.
وأكد الاتحاد الأوروبي للعبة التزامه بتأمين البطولة التي ستقام في يونيو ويوليو المقبلين في أعقاب تفجيرات بروكسل التي قتل بسببها 31 شخصا على الأقل.
وقال الاتحاد إنه سيواصل مراقبة مستوى المخاطر التي تحيط بتنظيم البطولة. ومع ذلك اعترف أونيل مدرب ليستر سيتي وأستون فيلا السابق بأنه سيوافق على إقامة البطولة من دون جماهير لأسباب أمنية.
وقال أونيل لوسائل إعلام بريطانية: «هناك حديث عن إقامة المباريات من دون جماهير لكن سلامة الناس أمر بالغ الأهمية وأي شيء يتم الاتفاق عليه سنؤيده. لو كان ذلك الخيار الوحيد وإذا أردنا أن تقام البطولة فقد يتعين علينا الموافقة على هذا الخيار».
وقال أونيل أيضا إن الجماهير قد تجد صعوبات في التفاعل مع منتخباتها نظرا للتدابير والإجراءات الأمنية.
وأضاف المدرب البالغ من العمر 64 عاما: «لو كانت الإجراءات الأمنية مشددة كما هو متوقع أن تكون ربما سيتعين على اللاعبين عدم الابتعاد عن مقار إقامتهم (عندما لا يكون هناك مباريات)».
وستفتتح آيرلندا مبارياتها بالبطولة بمواجهة السويد في باريس يوم 13 يونيو المقبل ثم تلتقي بلجيكا وإيطاليا ضمن المجموعة الخامسة.
على جانب آخر تستعد إنجلترا لمواجهة ألمانيا في لقاء قمة يوم السبت.
وسافر لاعبو منتخب إنجلترا إلى برلين اليوم استعدادا للمواجهة النارية مع أبطال العالم، وسط طموح كبير من الفريق الإنجليزي للخروج بنتيجة جيدة تعزز من نتائجه التي حققها بالتصفيات الأوروبية دون التعرض لأي هزيمة.
وبلغت إنجلترا النهائيات القارية برصيد كامل من الانتصارات وكانت الوحيدة التي تحقق هذا الإنجاز. لكن مواجهة ألمانيا ستكون، خلافا لمباراتي إسبانيا وفرنسا الوديتين في نوفمبر الماضي، حيث ستمنح المدرب روي هودجسون فكرة أوضح عما ينتظر منتخب «الأسود الثلاثة» في البطولة القارية.
ورشح مدرب منتخب ألمانيا يواكيم لوف منتخبي إنجلترا وإيطاليا للمنافسة على لقب كأس أوروبا 2016 وقال: «سنكون فكرة عما ينتظرنا في كأس أوروبا. الخصمان مثيران ومرشحان لإحراز اللقب الأوروبي».
وتابع: «المعركة لحجز المراكز في التشكيلة أصبحت جدية الآن. لا يزال هناك 8 أسابيع حتى نهاية الموسم. لقد اخترنا تشكيلة كبيرة كي نتحدث مع اللاعبين عما ينتظرنا. سنقوم بمراقبة مستوياتهم ولياقتهم البدنية».
وكانت التشكيلة الألمانية لمباراة إنجلترا تتضمن ثلاثة محترفين في الدوري الإنجليزي لكن خرج منهم قائد المنتخب باستيان شفاينشتايغر لاعب مانشستر يونايتد متأثرا بإصابة في ركبته.
لكن لوف ما زال يعتقد أن لاعبه «البالغ 31 عاما، قادر على اللحاق بنهائيات أوروبا» وقال: «لا يزال هناك وقت طويل نسبيا قبل بداية الدورة، مر بتجربة مماثلة عندما لم يخض أي حصة تمرينية كاملة مع المنتخب قبل كأس العالم 2014، إلا أنه تعافى وكان جاهزا للمباريات الهامة.. هو يعرف جسمه جيدا وما عليه القيام به. لا يزال طموحا وسيتابع كي يؤدي بشكل جيد».
وفي المعسكر الألماني يأمل ماريو غوتزه مهاجم بايرن ميونيخ والذي لا يشارك إلا نادرا مع فريقه منذ تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، أن تمثل مباراة إنجلترا غدا وإيطاليا الثلاثاء المقبل دفعة معنوية له قبل بطولة أوروبا.
ورغم غيابة عن التشكيلة الأساسية لبايرن لا يزال لوف مقتنعا تماما بأهمية غوتزه ويحرص دائما على استدعائه.
ويمثل التدريب واللعب مع المنتخب الألماني مصدر اطمئنان وارتياح كبيرين لغوتزه الفائز مع الفريق بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل، وإذا شارك في مباراتي إنجلترا وإيطاليا، سيرفع رصيده إلى 50 مباراة دولية مع المانشافت منذ أن شارك معه للمرة الأولى في 2010.
وقضى غوتزه معظم الوقت في قائمة الإصابات أو على مقاعد البدلاء منذ أن انتقل لبايرن في 2013 قادما من بوروسيا دورتموند، حيث شارك في 27 مباراة كاملة من بين 69 مباراة خاضها مع الفريق في الدوري الألماني (بوندسليجا).
ولم يكن غوتزه بالفعل على قدر التوقعات الكبيرة التي أحاطت به لدى انتقاله لبايرن بمقابل مالي ضخم بلغ 37 مليون يورو (41.5 مليون دولار).
وخلال الموسم الحالي، خاض غوتزه أربع مباريات فقط منذ بدايتها وحتى نهايتها من بين ثماني مباريات شارك بها مع الفريق.
ويرتبط غوتزه بعقد مع بايرن حتى 2017 ولكن الجدل يثار بشدة حاليا حول إمكانية رحيله في صيف هذا العام وأنه قد يعود لصفوف دورتموند.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».