يخصص أئمة آلاف المساجد في الجزائر خطبة غد الجمعة الدينية الأسبوعية لتناول خطر الإرهاب، وتهديدات تنظيمي «داعش» و«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وضرورة أن يعي سكان البلد هذا التحدي الذي يواجه جيش البلاد وأجهزته الأمنية. وستنفذ هذه الحملة، بناء على توجيهات من الحكومة التي تخشى من وقوع عمل إرهابي استعراضي في العاصمة.
وتلقى الأئمة أوامر من وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، بخصوص هذه الحملة الدينية التي تحمل طابعًا سياسيًا، جاء فيها بأنهم «مطالبون بتخصيص فقرات من خطبة يوم الجمعة ينادون فيها دون تهويل المواطنين إلى إدراك ما يحيط بوطننا من مخاطر، ويحدق به من أهوال، وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية، وتمكين حب الوطن من قلوب بناتهم وأبنائهم، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والطائفية الهدامة المفرقة للصفوف، وكذا دعوة المواطنين إلى الالتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة».
وجاء في توجيهات الوزير أيضًا دعوة إلى «بث رسائل واضحة وقوية، يرفعون من خلالها معنويات قوات جيشنا الوطني الشعبي المغوار، وكل أسلاك الأمن الساهرة على الاستقرار والطمأنينة، وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله، ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء».
وأشار عيسى إلى أن الحملة «تأتي استجابة لنداء رئيس الجمهورية بمناسبة عيد النصر، الذي دعا فيه إلى الوحدة واليقظة والتجند حفاظًا على سلامة بلادنا، وهي مجاورة للكثير من الأزمات المشتعلة. وقد استوقف الرئيس في ندائه الشعب الجزائري للوحدة واليقظة، للصمود من أجل أمن وسلامة أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة.. أمواج تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمنًا دمويًا، بعدما دفعنا نحن عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية، التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا»، في إشارة إلى رسالة وجهها بوتفليقة إلى الجزائريين بمناسبة مرور 54 سنة على تاريخ وقف إطلاق النار (19 مارس/ آذار 1962)، الذي كان إيذانا بانتهاء حرب التحرير مع الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962).
وعبر الرئيس في هذه الرسالة عن رفضه لتجارب التغيير التي جرت في بلدان مجاورة، دون أن يسمي أحدًا منها، حيث يعتبرها مرادفًا للفوضى والاضطراب، ولهذا دعا الجزائريين إلى الابتعاد عنها. لكن المعارضة تقول إن موقف السلطات المعادي لتغيير الأنظمة في بعض البلدان، وخصوصًا تونس، يعكس رغبة في رفض توسيع هوامش الديمقراطية والحريات.
يشار إلى أن بوتفليقة يخاطب مواطني بلده عن طريق الرسائل المنشورة بوكالة الأنباء الرسمية، وأحيانًا يقرأها وزراؤه ومستشاروه، وذلك منذ ثلاث سنوات بسبب إصابته بجلطة دماغية أفقدته التحكم في بعض حواسه ومنها النطق. وصرح وزير الشؤون الدينية لصحافيين بأن المساجد «مدعوة لترافق المواقف البطولية التي يسطرها الأشاوس في الجيش الوطني الشعبي، ولتدعيم قواتنا الأمنية الأبية التي لا تدخر جهدًا لحماية الوطن».
وتأتي حملة التوعية الدينية في ظروف حرجة يمر بها الجيش ومختلف القوات الأمنية، وخصوصًا في جنوب البلاد، حيث يصارع الجنود يوميًا متطرفين يحاولون التسلل من الحدود الليبية، ومن مالي أيضًا. كما تعرضت محطة غازية بالمنيعة (700 كلم جنوب العاصمة) الجمعة الماضي لقذائف صاروخية، أطلقها متشددون ينتمون لـ«القاعدة» لم تخلف أية خسائر. غير أن الاعتداء دفع شركتي «بريتش بتروليوم» البريطانية، و«شتاتويل» النرويجية، اللتين تملكان استثمارات في المنشأة الغازية، إلى سحب فنييها العاملين هناك، وعد ذلك ضربة للاقتصاد الجزائري.
وقتل الجيش الجزائري الاثنين الماضي 6 مسلحين بمنطقة الوادي، قرب الحدود مع تونس، وأعلن عن حجز كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح الحربي، ولذلك تتخوف السلطات كثيرًا من هجوم إرهابي استعراضي بالعاصمة، التي ظلت بمنأى عن الأعمال المسلحة منذ 2007، عندما ضرب مسلحون مبنى الأمم المتحدة وقصر الحكومة، مخلفين نحو 100 قتيل.
الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب
توجيهات للمساجد بمواكبة جهود الجيش في مواجهة «داعش» و«القاعدة»
الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة