الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب

توجيهات للمساجد بمواكبة جهود الجيش في مواجهة «داعش» و«القاعدة»

الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب
TT

الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب

الجزائر: الحكومة تدعو الأئمة إلى توعية المواطنين بمخاطر الإرهاب

يخصص أئمة آلاف المساجد في الجزائر خطبة غد الجمعة الدينية الأسبوعية لتناول خطر الإرهاب، وتهديدات تنظيمي «داعش» و«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وضرورة أن يعي سكان البلد هذا التحدي الذي يواجه جيش البلاد وأجهزته الأمنية. وستنفذ هذه الحملة، بناء على توجيهات من الحكومة التي تخشى من وقوع عمل إرهابي استعراضي في العاصمة.
وتلقى الأئمة أوامر من وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، بخصوص هذه الحملة الدينية التي تحمل طابعًا سياسيًا، جاء فيها بأنهم «مطالبون بتخصيص فقرات من خطبة يوم الجمعة ينادون فيها دون تهويل المواطنين إلى إدراك ما يحيط بوطننا من مخاطر، ويحدق به من أهوال، وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية، وتمكين حب الوطن من قلوب بناتهم وأبنائهم، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والطائفية الهدامة المفرقة للصفوف، وكذا دعوة المواطنين إلى الالتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة».
وجاء في توجيهات الوزير أيضًا دعوة إلى «بث رسائل واضحة وقوية، يرفعون من خلالها معنويات قوات جيشنا الوطني الشعبي المغوار، وكل أسلاك الأمن الساهرة على الاستقرار والطمأنينة، وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله، ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء».
وأشار عيسى إلى أن الحملة «تأتي استجابة لنداء رئيس الجمهورية بمناسبة عيد النصر، الذي دعا فيه إلى الوحدة واليقظة والتجند حفاظًا على سلامة بلادنا، وهي مجاورة للكثير من الأزمات المشتعلة. وقد استوقف الرئيس في ندائه الشعب الجزائري للوحدة واليقظة، للصمود من أجل أمن وسلامة أمام الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة.. أمواج تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمنًا دمويًا، بعدما دفعنا نحن عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية، التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا»، في إشارة إلى رسالة وجهها بوتفليقة إلى الجزائريين بمناسبة مرور 54 سنة على تاريخ وقف إطلاق النار (19 مارس/ آذار 1962)، الذي كان إيذانا بانتهاء حرب التحرير مع الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962).
وعبر الرئيس في هذه الرسالة عن رفضه لتجارب التغيير التي جرت في بلدان مجاورة، دون أن يسمي أحدًا منها، حيث يعتبرها مرادفًا للفوضى والاضطراب، ولهذا دعا الجزائريين إلى الابتعاد عنها. لكن المعارضة تقول إن موقف السلطات المعادي لتغيير الأنظمة في بعض البلدان، وخصوصًا تونس، يعكس رغبة في رفض توسيع هوامش الديمقراطية والحريات.
يشار إلى أن بوتفليقة يخاطب مواطني بلده عن طريق الرسائل المنشورة بوكالة الأنباء الرسمية، وأحيانًا يقرأها وزراؤه ومستشاروه، وذلك منذ ثلاث سنوات بسبب إصابته بجلطة دماغية أفقدته التحكم في بعض حواسه ومنها النطق. وصرح وزير الشؤون الدينية لصحافيين بأن المساجد «مدعوة لترافق المواقف البطولية التي يسطرها الأشاوس في الجيش الوطني الشعبي، ولتدعيم قواتنا الأمنية الأبية التي لا تدخر جهدًا لحماية الوطن».
وتأتي حملة التوعية الدينية في ظروف حرجة يمر بها الجيش ومختلف القوات الأمنية، وخصوصًا في جنوب البلاد، حيث يصارع الجنود يوميًا متطرفين يحاولون التسلل من الحدود الليبية، ومن مالي أيضًا. كما تعرضت محطة غازية بالمنيعة (700 كلم جنوب العاصمة) الجمعة الماضي لقذائف صاروخية، أطلقها متشددون ينتمون لـ«القاعدة» لم تخلف أية خسائر. غير أن الاعتداء دفع شركتي «بريتش بتروليوم» البريطانية، و«شتاتويل» النرويجية، اللتين تملكان استثمارات في المنشأة الغازية، إلى سحب فنييها العاملين هناك، وعد ذلك ضربة للاقتصاد الجزائري.
وقتل الجيش الجزائري الاثنين الماضي 6 مسلحين بمنطقة الوادي، قرب الحدود مع تونس، وأعلن عن حجز كمية كبيرة من الذخيرة والسلاح الحربي، ولذلك تتخوف السلطات كثيرًا من هجوم إرهابي استعراضي بالعاصمة، التي ظلت بمنأى عن الأعمال المسلحة منذ 2007، عندما ضرب مسلحون مبنى الأمم المتحدة وقصر الحكومة، مخلفين نحو 100 قتيل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.