قوات الشرعية تقترب من تحرير شبوة.. وتسيطر على مناطق استراتيجية بمأرب والجوف

استعادت مديريتي عين وعسيلان من قبضة ميليشيات الحوثي وصالح.. وتتجه نحو بيحان

يمنيون يصطفون بجانب أسطوانات غاز فارغة في انتظار إمدادات جديدة بمحطة وقود في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الانقلاب (أ.ف.ب)
يمنيون يصطفون بجانب أسطوانات غاز فارغة في انتظار إمدادات جديدة بمحطة وقود في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الانقلاب (أ.ف.ب)
TT

قوات الشرعية تقترب من تحرير شبوة.. وتسيطر على مناطق استراتيجية بمأرب والجوف

يمنيون يصطفون بجانب أسطوانات غاز فارغة في انتظار إمدادات جديدة بمحطة وقود في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الانقلاب (أ.ف.ب)
يمنيون يصطفون بجانب أسطوانات غاز فارغة في انتظار إمدادات جديدة بمحطة وقود في صنعاء التي تقع تحت سيطرة الانقلاب (أ.ف.ب)

سيطرت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، أمس، على مناطق واسعة في محافظات مأرب والجوف وشبوة، بعد أن خاضت مواجهات عنيفة مع الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، طوال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بإسناد جوي مكثف من طيران التحالف، حيث طهرت المقاومة في مأرب مديرية حريب بالكامل.
وفي الجوف، انطلقت عملية عسكرية واسعة لتطهير مديريتي المتون والمصلوب، وهي العملية العسكرية التي أسفرت عن تحرير أجزاء من هاتين المديرتين القريبتين من الحدود السعودية، وقاد العملية المحافظ اللواء حسين العجي العواضي، وقائد المنطقة العسكرية السادسة اللواء أمين الوائلي، وقائد لواء النصر العميد الشيخ أمين العكيمي.
إلى ذلك، شنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية بإسناد من التحالف العربي هجوما واسعا على ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، في جبهات مناطق بيحان بمحافظة شبوة، أمس، أدى إلى تحرير مديريتي عين وعسيلان النفطية من قبضة الميليشيات بالكامل.
وأكد قائد «اللواء 19 مشاة»، العميد ركن مسفر الحارثي لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الجيش والمقاومة تمكنت أمس من اجتياز الخطوط الأمامية لمواقع الميليشيات التابعة للحوثي والمخلوع صالح، مؤكدا سيطرة القوات الموالية للشرعية على مديرية عسيلان كاملة، واستمرار تقدم هذه القوات ناحية ما تبقي من مواقع في منطقة النقوب. وأشار إلى أن الساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة ونهائية لما تبقى من سيطرة فلول الميليشيات المسلحة على بعض المواقع، لافتا إلى أن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على أهم المواقع والتحصينات الرئيسة لتلك القوات التابعة للحوثي وصالح، ومنها جبل بن عقيل الاستراتيجي الذي بات تحت سيطرة الجيش والمقاومة.
وقال قائد «الكتيبة الأولى مشاة»، العقيد سيف الدقمي لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة الجنوبية سيتوجهون عقب معركة تحرير وتطهير مديرية عسيلان كاملة، ناحية مديرية بيحان المتاخمة لمحافظة البيضاء شمال عتق. وكشف عن دخول قوات «اللواء 26 مدعم» والمسنود من قبل قوات التحالف مديرية عين المتاخمة لمديرية حريب في محافظة مأرب، موضحا أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على مديرية عين وبشكل كامل، وفق المعلومات الواردة إليه من الجبهة.
ولفت قائد الكتيبة إلى أن تحرير عسيلان من فلول الميليشيات المسلحة التابعة للمخلوع والحوثي، سيمنح قوات الجيش الوطني والمقاومة فرصة كبيرة للتحرك نحو مديرية بيحان آخر المديريات في شبوة، والسيطرة عليها، بالتنسيق مع قوات «اللواء 26 مدعم» والمقاومة التي هي الآن في مديرية عين.
وأشارت مصادر محلية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن معارك ضارية كانت قد اندلعت بين قوات الشرعية من جهة، وميليشيات الحوثي وصالح من جهة ثانية، أمس وأول من أمس، حققت فيها المقاومة والجيش الوطني تقدما كبيرة، وتمكنت من تحرير مدينتي عين وعسيلان بالكامل، في حين تتركز المعارك مع الميليشيات فقط في مديرية بيحان، ومن المحتمل تحرير بيحان خلال الساعات المقبلة لتكون محافظة شبوة هي خامس محافظة جنوبية يتم تحريرها كاملة.
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم المقاومة الشعبية الجنوبية علي شائف الحريري، لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات من المقاومة والجيش الوطني تخوض مواجهات في شبوة ضد جيوب الحوثي والمخلوع صالح في مديرية بيحان، مشيرًا إلى تمكنها من تحرير مديرية عسيلان ومديرية عين في محافظة شبوة، مؤكدًا أنه في الساعات المقبلة سيتم الإعلان عن طرد آخر عنصر من ميليشيات الحوثي من محافظة شبوة الجنوبية.
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني في عدن، قال الحريري «الشرق الأوسط»: «رجال الأمن والمقاومة قاموا خلال الأيام الماضية باعتقال وقتل عدد من العناصر الإرهابية التابعة لـ(قاعدة) المخلوع صالح»، موضحًا أن «عددا من القتلة المتورطين في أعمال اغتيالات حدثت مؤخرًا في عدن، وقعوا في قبضة القوات الأمنية، ويجري التحقيق معهم، وهناك معلومات عن عناصر أخرى قدمت لهم الدعم والتسهيل يجري تعقبها من قبل الأجهزة الأمنية، والوضع الأمني في عدن بشكل عام يسير بأحسن صورة، والعامة يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ولا صحة للتضخيم الذي تمارسه بعض الصحف التابعة للأحزاب».
إلى ذلك، التقى اللواء عيدروس الزبيدي، محافظ عدن رئيس اللجنة الأمنية، مساء أول من أمس، ممثلي منظمة «أطباء بلا حدود» العالمية، وهو اللقاء الذي يأتي ضمن تهيئة استئناف المنظمات والهيئات الدولية نشاطها في عدن بعد تتابع عمليات تطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة المؤقتة للبلاد.
المحافظ عيدروس الزبيدي أكد للوفد الزائر أن السلطة المحلية في عدن ستقدم كل التسهيلات للمنظمة، حاثًا فريق المنظمة على بذل مزيد من الجهود في الجوانب الإنسانية والطبية من خلال استمراره في نشاطه، كما طمأنهم بأن الوضع الأمني في عدن لم يعد كما كان في السابق، وأن الأوضاع مهيأة لأن تستأنف كل المنظمات نشاطها ودورها المطلوب في هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن الحملة الأمنية مستمرة في مهمتها لتأمين العاصمة عدن بالكامل.
أعضاء منظمة «أطباء بلا حدود» أشادوا بالجهود التي تبذلها قيادة السلطة المحلية، ممثلة في اللواء عيدروس الزبيدي، لاستعادة الوضع الطبيعي للعاصمة عدن، خصوصا ما يتعلق بالوضع الأمني الذي كان سببا في توقف نشاط كثير من المنظمات الدولية، كما أعرب فريق المنظمة للمحافظ عن استيائهم الكبير من الجريمة الشنيعة التي استهدفت دار المسنين في «الشيخ عثمان» الأسبوع الماضي.
يذكر أن منظمة «أطباء بلا حدود» تعد من أبرز المنظمات الدولية العاملة في المجال الطبي، وساهمت بشكل كبير في تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في العاصمة عدن ليس خلال فترة حرب مارس (آذار) 2015 فقط؛ بل منذ سنوات مضت، وأن لها بصمات ماثلة في معالجة جرحى الحراك الجنوبي السلمي، وجرحى الحرب على التنظيمات الإرهابية، والحالات الإنسانية الطارئة، ومقرها مدينة «الشيخ عثمان» بعدن.وتتواصل في مدينة عدن فعاليات أسبوع ذكرى مرور عام من حرب 2015 على عدن والجنوب، التي شنتها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح، حيث نظم طبق خيري، ومعرض صور، وعرض لأفلام وثائقية، في باحة المعلم التاريخي الشهير بمنارة عدن التاريخية في «كريتر».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.