فرق دوري المحترفين تسابق الزمن لإصلاح مشكلاتها الفنية في فترة التوقف

الجعيثن والسلطان أجمعا على تقارب مستويات أندية المقدمة

من ديربي الهلال والنصر الأخير ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي («الشرق الأوسط»)
من ديربي الهلال والنصر الأخير ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

فرق دوري المحترفين تسابق الزمن لإصلاح مشكلاتها الفنية في فترة التوقف

من ديربي الهلال والنصر الأخير ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي («الشرق الأوسط»)
من ديربي الهلال والنصر الأخير ضمن منافسات دوري المحترفين السعودي («الشرق الأوسط»)

في الوقت الذي تسابق فرق دوري المحترفين السعودي الزمن لاستغلال فترة التوقف الحالية بسبب مشاركة المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية، وتسعى جاهدة لاستعادة نجومها المصابين، تنتظر الجماهير السعودية استئناف البطولة على أحر من الجمر في ظل منافسة محتدمة بين فرق المقدمة على اللقب.
وحصلت «الشرق الأوسط» على آراء مدربين وطنيين حول ما تبقى من منافسات البطولة، إذ رشح المدرب الوطني بندر الجعيثن فرق الأهلي والهلال والاتحاد للمنافسة بقوة على لقب دوري المحترفين السعودي، وذلك بسبب التقارب الكبير بينهما في النقاط.
وقال الجعيثن لـ«الشرق الأوسط»: حلاوة الدوري تكمن في تقارب النقاط وقوة الفرق المنافسة وهذا ما شاهدناه مع نهاية الجولة 20 من الدوري السعودي للمحترفين حيث يتصدر الأهلي بفارق نقطة عن ملاحقيه الهلال و5 نقاط عن الاتحاد مع تبقي 6 جولات ستكون في قمة الإثارة والمتعة ولو رجعنا إلى الجولة الأخيرة نجد أن الأهلي لم يستفد من خسارة الهلال أمام التعاون ومن ثم الاتحاد بعد تعرضه للخسارة من فريق نجران.
وتابع: المباريات المقبلة للفرق الثلاثة الهلال والأهلي والاتحاد ستختلف تماما عما سبق من حيث طريقة اللعب والتكتيك بالنسبة للمدربين، وقد تكون هنالك أمور واضحة في كيفية التعامل مع كل مباراة، فالأهلي يتصدر المسابقة 45 نقطة مع مزاحمة الهلال 44 نقطة والاتحاد 40 نقطة وهذا يعطي مؤشرا أن المهمة ستكون صعبة لكل فريق وتحت ضغط كبير بحكم التقارب النقطي، وأعتقد أن مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة كانت نقطة التحول في مسابقة الدوري السعودي، حيث شاهدنا هبوطا واضحا في مستوى بعض لاعبي الهلال، خصوصا الأجانب فالبرازيلي إدواردو لم يكن حاضرا واللاعب ألميدا لم يجد حلولا في اختراق الدفاع الاتحادي، أيضا لم يكن هنالك تقيد في تطبيق تكيتك المدرب وهذا بلا شك تسبب في تشكيل ضغط عال نتج عنه صعوبة كبيرة للاعبين في نقل الكرات التي كان لها الفريق الاتحادي في المرصاد حيث نجح في التصدي لها.
وأضاف: أصبحت المباريات المقبلة بمثابة مباريات الكؤوس فالفرق التي تتنافس على اللقب ستقابل فرقا كبيرة وبالتالي ستكون صعبة وتحتاج إلى تكتيك وطريقة لعب مختلفة، وأصبحت الكرة في مرمى المدربين فكل مدرب سيعمل على إيجاد الطريقة المناسبة والمثلى من أجل إبقاء فريقه في المنافسة وحصد النقاط حتى نهاية المشوار، والحقيقة هذا التقارب سيجعل المرحلة المقبلة في أشدها وشراستها وهذا من صالح المنافسة، وسيكون ديربي الغربية بين الأهلي والاتحاد هو الأقوى والأصعب، ففي حال فوز الاتحاد وتعثر الهلال ستختلط الأوراق مجددا وقد يدخل التعاون منافسا رابعا في حال فوزه.
وواصل: ومع كل ذلك أرشح الفريق الهلالي لخطف لقب الدوري السعودي بحكم المستويات التي قدمها في بداية الموسم، وكذلك تمرسه وخبرة الفريق في التعامل مع المباريات الكبيرة، وأعتقد أن نشوة حصوله على كأس ولي العهد كان لها دور كبير ومؤثر في تراجع مستوياته.
فيما قال المحلل الفني تركي السلطان إن المنافسة متاحة للجميع، فالفرق الثلاثة الهلال والأهلي ومن بعدهم الاتحاد الأكثر حظوظا في اقتناص لقب الدوري وكذلك ربما هناك بصيص أمل في دخول التعاون كطرف رابع بحكم أن الاتحاد كان بعيدا وبفارق 10 نقاط عن الهلال والأهلي واستطاع تقليص الفارق إلى 5 نقاط وهذا منح المسابقة منافسة قوية، وبالتالي المرحلة المقبلة ستشهد تنافسا كبيرا بين الفرق الثلاثة، ولديهم الاستعداد والتحضير لمواصلة المنافسة «ولكن من وجهة نظري يظل الاتحاد هو أكثرهم ضغوطا بعد فقدانه 3 نقاط مهمة من مباراته الأخيرة أمام الوحدة التي قد تعيد الفريق إلى الوراء».
وقال السلطان إن الهلال لديه مجموعة من اللاعبين على دكة الاحتياط كبدلاء، وهذا خيار ممتاز لكل مدرب وكذلك الأهلي لن يقل عنه فهو الآخر يملك قوة ضاربة في دكة الاحتياط في حين يفتقد فريق الاتحاد هذه الميزة، وستشكل على الإدارة الاتحادية والجهاز الفني ضغطا متواصلا حتى موعد مباراته المرتقبة أمام منافسه الأهلي وهذه المباراة هي التي ستحدد مصير الاتحاد في الاستمرار في دائرة المنافسة أو الخروج منها، وأعتقد أن الفريق لم يواجه أي مشكلة في بداية الموسم في عملية الصراع والمحافظة على الصدارة أو ضغوطات على لاعبيه، وبالتالي ستمنحه أريحية في كيفية التحضير والتعامل مع مباراة الديربي.
وتابع: الجولات المقبلة ستشهد تنافسا قويا خصوصا وأن فرق المؤخرة أو الفرق التي ترتيبها في الوسط ارتفع أداؤها بشكل كبير، وحققت نتائج مميزة، فنجد فريق نجران يهزم الأهلي ويتقدم على الشباب بهدفين، وكذلك القادسية يتعادل مع الاتحاد والوحدة يفوز عليه، وبالتالي لا يمكن أن نقول إن هناك مباريات سهلة، فجميع المباريات ستكون بمثابة مباريات الكؤوس ولا بد على كل فريق أن يحصد النقاط الثلاث فأي إخفاق لأي فريق سيبعده عن المنافسة على اللقب، أيضا لا بد من إعطاء التعاون حقه حيث قدم مستويات ونتائج مميزة ونجح بالوصول إلى المركز الرابع بجدارة 38 نقطة وهو قادر على مواصلة حصد النقاط لأن لديه الإمكانيات والعناصر وهو وجاهز فنيا.
وشدد السلطان على أن الفترة الحالية تشهد توقفا للدوري وهي مهمة لجميع المدربين لالتقاط الأنفاس ومتابعة اللاعبين المصابين وتحضيرهم خصوصا الذين لهم تأثير على الفريق، والأهم من ذلك كيفية التعامل مع المباريات والتحضير لها من خلال اختيار التشكيلة المناسبة وتحفيز اللاعبين، خصوصا أن المرحلة المقبلة لا تقبل الأخطاء وتحتاج إلى تطبيق التكتيك وطريقة اللعب التي تحقق للفريق النقاط الثلاث، ومن وجهي نظري من الصعب أن نحدد اسم الفريق الذي سيحقق لقب الدوري من هذه اللحظة، فهنالك 6 جولات مجموع نقاطها 18 نقطة، وجميع الفرق الثلاثة لديها الحظوظ نفسها والفرص لتحقيق اللقب بحكم أن الفروقات بسيطة، ولكن لن يخرج من هذه الفرق وسيكون للمدرب دور كبير في كيفية نجاحه من خلال التعامل مع كل مباراة، ولكن إذا أردنا تحديد الفرق من خلال توزيع النسب أرى أن الهلال ومن ثم الأهلي ثم الاتحاد بناء على النتائج والمستويات والمعطيات التي قدمها كل فريق.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».