بريطانيا تؤكد دعمها لكردستان للتغلب على أزمته الاقتصادية

بارزاني: الإقليم معرض للخطر في ظل ازدياد خطر «داعش»

وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أثناء المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أربيل أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أثناء المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أربيل أمس (أ.ف.ب)
TT

بريطانيا تؤكد دعمها لكردستان للتغلب على أزمته الاقتصادية

وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أثناء المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أربيل أمس (أ.ف.ب)
وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أثناء المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في أربيل أمس (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية البريطاني، فليب هاموند، أمس (الخميس)، أن لندن ستدعم إقليم كردستان العراق، للتغلب على أزمته الاقتصادية الناجمة عن تراجع أسعار النفط الخام، مثلما دعمته في محاربة تنظيم داعش.
وأشار هاموند إلى أن مواجهة الأزمة الاقتصادية لا تقل أهمية عن محاربة «داعش»، مؤكدًا، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، عُقد في أربيل عقب اجتماع لهما: «سنساعدكم في مواجهة الأزمة الاقتصادية، كما دعمناكم في الحرب ضد تنظيم داعش».
إلى ذلك أكد رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، أن الإقليم سيبقى معرضًا لخطر الإرهاب في ظل تصاعد «داعش» ووجوده في مدينة الموصل، موضحًا: «ما دام بقي (داعش) في الموصل فهناك تهديد جدي على إقليم كردستان»، مبينًا: «البيشمركة ستشارك في معركة الموصل، وقبل البدء في المعركة يجب الاتفاق على كيفية إدارة المدينة أولاً بعد تحريرها».
إلى ذلك اختتم، أمس، ملتقى السليمانية الدولي الرابع الذي تنظمه الجامعة الأميركية في إقليم كردستان بعد أن ناقش المشاركون فيه خلال اليومين الماضيين كثيرا من القضايا السياسية والاقتصادية الحساسة على مستوى العراق وإقليم كردستان، أبرزها الحرب ضد «داعش»، والأزمة الاقتصادية التي يشهدها الإقليم والعراق والعلاقات بين الجانبين، ومستقبل العراق في مرحلة ما بعد «داعش».
وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، ضرورة حل المشكلات الداخلية بالحوارِ والتفاهم وإيجاد آلية للانتصار على «داعش» والإرهاب معا، مشيرا إلى أن الأوضاع السياسية الداخلية لإقليم كردستان انتقلت من الوحدة السياسية الفريدة إلى أوضاع سيئة، أدت إلى أحداث كثيرة أصابت شعب كردستان ومؤسساته.
وتابع بارزاني أن حكومة الإقليم قدمت كل الخطوات القانونيةِ لانتخاب رئيس جديد لإقليم كردستان في الموعد المحدَّد، إلا أن المفوَّضيةَ العليا المستقلةَ للانتخابات في الإقليم أعلنت أنها لا تستطيع إجراء الانتخابات في هذا الوقت، ليمدد مجلس شورى إقليم كردستان فترة رئاسة الإقليم.
وأضاف أنه تم تقديم مقترح سلطات رئاسة إقليم كردستان، للحفاظ على الوحدة السياسية في هذا الوقت الحساس، إلا أنه كانت هناك محاولة لكسر إرادة رئيس إقليم كردستان بحسب وصفه، وذلك بمحاولة فرض الإرادة على الإقليم، مع زيادة تعقيد الأوضاع في البرلمان، بدلا من حلها، ليكون البرلمان مركزا للاستفزاز في هذا الوضع الحساس.
وأشار بارزاني إلى الإصلاحات التي بدأت في الإقليم، وتتفاعل بمساندة من المواطنين من أجل الإصلاح، مما يشكل دافعا مهما ومساندا للحكومة في كردستان.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».