السعودية تسقط إيران «رياضيًا» بـ«قرار آسيوي»

عيد: هزمناهم بثقلنا الحضاري والفكري.. وأنديتنا مخيرة بين ملاعب قطر أو الإمارات

فريق الهلال الأكثر تعرضا للمضايقات في الملاعب الإيرانية («الشرق الأوسط»)
فريق الهلال الأكثر تعرضا للمضايقات في الملاعب الإيرانية («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تسقط إيران «رياضيًا» بـ«قرار آسيوي»

فريق الهلال الأكثر تعرضا للمضايقات في الملاعب الإيرانية («الشرق الأوسط»)
فريق الهلال الأكثر تعرضا للمضايقات في الملاعب الإيرانية («الشرق الأوسط»)

بعد هزيمتها سياسيا، وجهت السعودية ضربة قاصمة أخرى لإيران ولكن هذه المرة على الساحة الرياضية، بإعلان الاتحاد الآسيوي «رسميا» نقل مواجهات الفرق السعودية مع نظيرتها الإيرانية إلى ملاعب محايدة في النسخة الحالية لدوري الأبطال الآسيوي.
وحدد الاتحاد القاري الذي يرأسه الشيخ سلمان بن إبراهيم مهلة حتى يوم 25 مارس (آذار) الجاري للاتحادين السعودي والإيراني من أجل تقديم تفاصيل حول الملاعب المقترحة للمباريات القادمة في البطولة الحالية.
وكان حساب «الشرق الأوسط الرياضي» على موقع «تويتر» نشر يوم أمس بحسب مصادر خاصة أن الأندية السعودية حددت ملعب نادي الغرافة في قطر وملعب سحيم بن حمد بنادي قطر في العاصمة الدوحة، إضافة إلى ملعب النادي الأهلي بدبي الذي سيكون مكانا لمباراة فريق النصر مع نظيره ذوب آهن الإيراني وذلك بحسب طلبه.
كما تشير المصادر الخاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأندية الإيرانية ستقوم بتحديد العاصمة العمانية مسقط أو مدينة دبي الإماراتية كمكان لإقامة مبارياتها أمام الأندية السعودية.
وبدأت قصة رفض الأندية السعودية اللعب في إيران مباشرة بعد نشوب الأزمة الدبلوماسية وقطع السعودية علاقاتها مع إيران وطلبها لممثلي البعثة الدبلوماسية الإيرانية في السفارة والقنصلية مغادرة البلاد احتجاجا على الاعتداء الغاشم على السفارة والقنصلية السعوديتين والذي اعتبرته السعودية انتهاكا صريحا للمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأدى قطع العلاقات السعودية مع إيران إلى إيقاف رحلات الطيران بين البلدين ومنع السعوديين من السفر إليها وهو الأمر الذي قاد الأندية السعودية المشاركة بتقديم طلب عاجل عن طريق اتحاد كرة القدم السعودي إلى نظيره الاتحاد القاري يتضمن المطالبة بنقل المباريات إلى أرض محايدة.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي قررت لجنة المسابقات في اتحاد كرة القدم الآسيوي في اجتماعها الذي تم عقده في العاصمة القطرية الدوحة على هامش بطولة آسيا للمنتخبات (تحت 23 عاما) نقل المباريات إلى ملاعب محايدة في حالة عدم عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السعودية وإيران بحلول 15 مارس الحالي.
وكخطوة مؤقتة قامت لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي بتغيير ترتيب مواعيد المباريات التي تجمع بين الأندية السعودية والإيرانية لتقام في آخر جولتين من المنافسة مما يسمح للاتحاد القاري بعمل تقييم مستقل للوضع السياسي والأمني في البلدين.
وأوقعت قرعة النسخة الحالية لبطولة دوري أبطال آسيا فريق الاتحاد مع نظيره فريق سباهان أصفهان الإيراني بالمجموعة الأولى، في حين ضمت المجموعة الثانية التي يحضر فيها فريق النصر السعودي فريق ذوب آهن الإيراني، فيما يحضر فريق تركتور تبريز سازي الإيراني في المجموعة الثالثة إلى جوار فريق الهلال السعودي، في حين تخلو المجموعة الرابعة التي يحضر فيها فريق الأهلي من أي فريق إيراني.
وبعث الاتحاد الآسيوي يوم أمس رسالة موجهة إلى الاتحادين السعودي والإيراني قال فيها: من المؤسف للاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملاحظة أنه حتى إعداد هذه الخطابات، فإن الحكومة السعودية لم ترفع الحظر على سفر مواطنيها إلى إيران، حيث إن حظر السفر لا يتضمن أي استثناء لفرق كرة القدم، مضيفا: كذلك لم يحصل أي تطور ملحوظ في العلاقات بين البلدين المعنيين، وهو الأمر الذي كان العنصر الأهم بحسب قرار لجنة الانضباط يوم 25 يناير الماضي.
وأوضح الاتحاد الآسيوي في خطابه الموجه للاتحادين السعودي والإيراني: من أجل ضمان تفهم عميق لوضع الأمن والسلامة في العلاقات بين السعودية وإيران، فقد قام الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بعدة خطوات تتوافق مع طلب لجنة المسابقات وهي مشاركة المركز الدولي للأمن الرياضي بعمل تقييم مستقل وتقييم للوضع الأمني في كلا البلدين بالنيابة عن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وواصل الاتحاد الآسيوي ذكر الخطوات التي قام بها قبل إصدار قراره النهائي: حضر أعضاء لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وراقبوا مباريات الأندية الإيرانية على أرضها أمام الأندية الإماراتية يومي 23 و24 فبراير (شباط) الماضي، كما تم تكليف المنسقين الأمنيين ومديري المسابقات في الاتحاد الآسيوي لمتابعة مباريات الأندية الإيرانية على أرضها لضمان أن كافة الترتيبات الأمنية متوافرة لتنظيم المباريات بسلاسة.
وأضاف الاتحاد القاري في خطابه: تم تكليف مراقبي المباريات في مباريات الأندية الإيرانية أمام الأندية الإماراتية بإعداد تقارير إضافية حول الترتيبات الأمنية التي أعدها الاتحاد الإيراني لكرة القدم والأندية المعنية، كما أشار الاتحاد الآسيوي إلى أنه تم الطلب من الاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم بتقديم تقرير شامل بحلول يوم 9 مارس الحالي من المؤسسات الحكومية المعنية حول العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وحدد الاتحاد الآسيوي في ختام خطابه الموجه للاتحاد السعودي والإيراني مهلة حتى يوم 25 مارس الجاري من أجل تقديم تفاصيل حول الملاعب المحايدة المقترحة للمباريات المتبقية من أجل ذلك بصورة رسمية.
الجدير بالذكر أن الجولة الخامسة في دور المجموعات بدوري أبطال آسيا ستقام يومي 19 و20 أبريل (نيسان) القادم في حين ستقام مباريات الجولة السادسة والأخيرة من هذا الدور يومي 3 و4 مايو (أيار) المقبل وهي الجولتان اللتان ستشهدان إقامة مباريات الأندية السعودية مع نظيرتها الإيرانية على ملاعب محايدة.
واعترض الاتحاد الإيراني لكرة القدم سريعا على قرار الاتحاد الآسيوي وأصدر بيانا عبر وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.
وقال البيان: سيرسل الاتحاد الإيراني لكرة القدم خطابا إلى الاتحاد الآسيوي لإبداء اعتراضه.. «أقحمت السعودية أمرا سياسيا في كرة القدم وهو ما يتعارض مع لوائح الاتحاد الآسيوي والفيفا».
وأضاف: إيران تستضيف مباريات الأندية الإماراتية في أفضل ظروف ممكنة وفي ظروف آمنة تماما. إيران تعرف كدولة آمنة في آسيا والعالم ولذلك سنرد على هذا الأمر.
وأبلغ مسؤول في سباهان بطل الدوري الإيراني «رويترز» الشهر الماضي أن إيران ربما تسحب أنديتها من البطولة إذا منعت من استضافة مبارياتها ضد الأندية السعودية على أرضها.
وقرر الاتحاد الآسيوي الشهر الماضي تأجيل ست مواجهات سعودية - إيرانية في دور المجموعات من أجل إتاحة المزيد من الوقت لتقييم مستقل لأمور السلامة والأمن بعدما اشتكت أربعة أندية سعودية من أن اللعب في إيران غير آمن.
وقال رسول خوروش مدير كرة القدم في سباهان إن الأندية الإيرانية الثلاثة في دوري الأبطال تعتقد أن السعوديين «يبحثون عن أعذار» ويرغبون في نقل المباريات لملاعب محايدة لأسباب سياسية.
وقال الهلال بطل آسيا مرتين - وهو واحد من أربعة أندية سعودية تشارك في دور المجموعات بدوري الأبطال - إنه واجه مشاكل في اللعب في إيران خلال السنوات السابقة وانهيار العلاقات الدبلوماسية سيجعل الأمور أكثر خطورة هذا الموسم.
ونقلت مباراة للسعودية في تصفيات كأس العالم من الأراضي الفلسطينية إلى الأردن العام الماضي بعد خلاف تدخل فيه الاتحاد الدولي (الفيفا) والاتحاد الآسيوي.
وقال الاتحاد الآسيوي إن أمام السعودية وإيران حتى 25 مارس من أجل توفير تفاصيل شاملة عن الملاعب المحايدة المقترحة.
من جهته، أكد أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أن «طلب نقل مباريات الأندية السعودية من إيران إلى أرض محايدة كان طلبا حتميا لا رجعة فيه، خصوصا أن المنافسات الكروية قد تشتد إلى أبعد مدى من التنافس والندية».
وقال في تصريح صحافي عقب القرار النهائي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بتحديد الملاعب المحايدة للأندية السعودية والإيرانية: «لدينا خلفية كاملة عن بعض المباريات التي أقيمت على الأراضي الإيرانية والتي تسببت في الكثير من الإشكاليات على أنديتنا ومنتخباتنا، وبالتالي حرصنا على اللعب في أرض محايدة لنتجنب كل ذلك حفاظا على الروح الرياضية».
وتابع: «القضية اليوم أصبحت قضية وطن بأكمله يطلب حق تأمين لاعبيه في الأندية والمنتخبات وحق اللعب على أراض محايدة والتي نعتبرها أراضينا»، مشيرا إلى أن «الرياضة سمو وأخلاقيات، والمملكة العربية السعودية تتبع هذا المنهج دائما سواء في رياضتها أو في علاقاتها مع الآخرين، لكن الوضع الذي توجد عليه المنطقة الآن يستوجب أن يكون هناك إلمام تام بكافة التفاصيل الأمنية التي لا تخفى على الجميع».
وثمن عيد «الدعم الكبير الذي قدمته حكومة خادم الحرمين الشريفين للاتحاد طوال الفترات الماضية، وكذلك دعم القيادة الرياضية ممثلة بالرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبد الله بن مساعد»، لافتا إلى أنه «كانت هنالك تحركات كبيرة على أعلى نطاق في الاتحاد الآسيوي وفي الاتحادات الخليجية، ولكون المملكة لها ثقل حضاري وفكري متميز، استفدنا من هذا البعد وحين ناقشنا هذا الأمر ناقشناه بموضوعية ودون تردد وخلصنا إلى أنه لا يمكن اللعب في إيران».
وأشار عيد إلى أن «الدعم الذي وجده الاتحاد السعودي من الاتحاد الآسيوي عبر مختلف لجانه يؤكد صواب القرار الذي اتخذناه في حقنا باللعب على أرض يعمها السلام ونستطيع من خلالها أن نمارس رياضة كرة القدم بكل أريحية وأمان، وأتوجه هنا بالشكر لكل من ساهم معنا في بذل الجهود، وعلى رأسهم القيادة الرياضية والإخوة أعضاء مجلس الإدارة وأجهزة الإعلام - وأخص بالذكر الإعلام النزيه - الذي وقف وما زال يقف مع الاتحاد السعودي كثيرا خلال هذه المرحلة وخلال المراحل السابقة».
وأضاف: «نحن حلقة واحدة، لا توجد ردود أفعال ولكن هناك مطلب اتفقنا عليه في الاتحاد السعودي وكذلك الأندية، دائما وأبدا نحن في خدمة الأندية وأي اتحاد لا بد أن يقف مع أنديته وقفة صادقة، وحين جاءنا الطلب من الأندية لم نتردد لحظة واحدة أن نلبي هذا الطلب بالذهاب إلى مقر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ونطالب بحقوق هذه الأندية إيمانا بواجبنا الوطني».
ولفت إلى «الجهود الكبيرة التي بذلها الأمين العام للاتحاد الأستاذ أحمد الخميس الذي وقف بكل وضوح مع القرار وعمل على تسخير كافة الجهود وكان منفذا لكل القرارات التي طلبت من الاتحاد أو الأندية كما هو الحال مع أعضاء مجلس الإدارة الذين أعلنوا وقوفهم الكامل مع مطالب الاتحاد والأندية السعودية»، ونوه إلى «العلاقة المميزة التي يمتلكها الاتحاد والتواصل الجيد مع الاتحاد الآسيوي ولجانه المختلفة، وهو ما يؤكد المكانة الكبيرة التي تحتلها المملكة اليوم على كافة الأصعدة المختلفة وما وجود 9 سعوديين في لجان الاتحاد الآسيوي من أصل 11 مقعدا إلا مؤشر قوي على ذلك، فالمملكة رائدة في كافة المجالات ونعمل في الاتحاد على تأسيس قاعدة سليمة لقادم الأيام سترى النور خلال مراحل متقدمة».
وحول اللعب في دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة الشقيقتين، قال: «نملك علاقات أخوية مع كافة الأسرة الرياضية في قطر الشقيقة، وكذلك مع أشقائنا في الإمارات، ولمسنا الترحيب الكبير من قبلهم لاستضافة أنديتنا خلال المنافسات القادمة، ونحن قمنا بتخيير الأندية بتحديد الملاعب الملائمة لها ووقع الاختيار على قطر والإمارات مقدما شكره وامتنانه لكل من وافق على الاستضافة في مملكة البحرين وسلطنة عمان».
وختم تصريحه بقوله: «حين نلعب في قطر كأننا نلعب في المملكة وكذلك الحال في الإمارات، ورياضة كرة القدم فروسية وحين تأتي هذه الفروسية لا بد أن تكتمل بالروح الرياضية العالية والمؤازرة الجماهيرية التي نتوقعها هناك من الأشقاء، فنحن شعب واحد إخوة وأشقاء نحمي حمى الخليج العربي الذي يحتل مكانا في قلوبنا ونسعى إلى تحقيق اتحاد خليجي عربي يخدم رياضتنا في كل المنطقة».
يذكر أنه وفي مطلع يناير الماضي، وتحديدا بعد إعلان السعودية نيتها نقل مباريات ممثليها في دوري أبطال آسيا أمام الفرق الإيرانية إلى ملاعب محايدة، قال الاتحاد الإيراني لكرة القدم إنه «يتوقع من الاتحاد الآسيوي للعبة عدم السماح بإقحام السياسة في كرة القدم»، وشدد على أن «إيران من أكثر الدول أمانا في المنطقة».
وأكد الاتحاد الإيراني لكرة القدم التزامه بـ«ضمان توفير الأمن والسلامة لجميع المنتخبات الوطنية والأندية المشاركة في البطولات الدولية المختلفة».
ولاقت هذه الإجابات من الجانب الإيراني استغراب الوفدين السعودي والإماراتي كون الأخيرين يملكان أدلة ومستندات فيها كل وسائل العنف والمضايقات التي تحدث في إيران على مسمع ومرأى الاتحاد الإيراني وأنديته ومنتخباته ودون أي حراك منهم وكذلك الحال من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الذي لا يحرك ساكنا لما يجري منذ سنوات.
وضغط السعوديون في اتجاه أن الواجب على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عدم مناقشة الموضوع من الناحية الأمنية باعتبار أن ما تعرضت له البعثات الدبلوماسية رغم الاتفاقيات الدولية أكبر دليل على أن من لم ينجح في حماية بعثات دبلوماسية لن يكون بإمكانه أن ينجح في حماية بعثات رياضية وفي ملاعب معرضة للاختراق والتجاوزات والمضايقات كما كان يحدث دائما في السابق.
وبالعودة إلى بيان لجنة المسابقات الآسيوية فقد أشارت إلى أنه «تقديرا من الاتحاد الآسيوي لأهمية الموقف فقد طلب من المركز الدولي للأمن الرياضي ICSS كهيئة مستقلة، تقييم الموقف وإن كانوا يعتبرونه «وضعا استثنائيا» وتقديم المشورة الممكنة للجنة المسابقات بالاعتماد على المعلومات المتاحة».
وأصر العضوان السعودي والإماراتي على طلب نقل المباريات للأندية والمنتخبات على أن تكون قطر هي البلد المحايد بالنسبة لهما وسط تحفظ إيراني في البداية خشية أن تتطور الأمور بالنسبة للإيرانيين لتطالب كافة الدول الآسيوية بعدم اللعب في إيران.
وقام المركز الدولي للأمن الرياضي بتقييم حالة الطلبين من خلال القيام بزيارات تفقدية للملاعب الإيرانية التي تعاني من مشاكل تحويلها إلى منابر سياسية وطائفية فضلا عن حالة العنف التي تجتاح ملاعبها إضافة إلى الشتائم والقذف والإهانات التي يرددها المشجعون الإيرانيون في ملاعبهم وحملهم صورا ولافتات فيها إهانة وصورا غير لائقة لرموز وقيادات دول الخليج فضلا عن المضايقات التي لا تنتهي بدءا بوصول الأندية الخليجية وسيما السعودية إلى مطارات إيران مرورا بمقر الإقامة والذهاب والعودة إلى الملاعب قبل مغادرة البلاد.
ويملك الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اتفاقية تم توقيعها في أبريل (نيسان) من عام 2015 الماضي مع المركز الدولي للأمن الرياضي حول الأمن والسلامة في كافة المسابقات التي يقيمها الاتحاد القاري، علما بأن هذا المركز سبق وأن قدم تقريرا حاسما حول استضافة أربيل العراقية للمباريات، وهو ما اضطر فيفا والاتحاد الآسيوي لإصدار قرار بعدم اللعب فيها لأسباب أمنية.
وبحسب إحصائية للإماراتي منصور عبد الله عضو الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصائيات كرة القدم فإن الأندية الخليجية لعبت 94 مباراة في دوري أبطال آسيا منذ انطلاقه عام 2003 في المدن الإيرانية، وشهدت 65 مباراة من أصل 94 أحداث شغب وفوضى أمنية ومضايقات ضد الأندية، بمعدل 69 في المائة من المباريات التي تقام في إيران.
وبحسب الرصد الدقيق للإماراتي منصور عبد الله فإن الأندية السعودية لعبت 35 مباراة في إيران وواجهت الكثير من المضايقات خلال 30 مباراة، مفصلا في نوعية المضايقات التي تواجهها الأندية السعودية في سوء الاستقبال في المطار وسوء الاستقبال في المرافق الرياضية وسوء التنقلات من وإلى المرافق التي توجد فيها الفرق السعودية، فضلا عن الاعتداء اللفظي من قبل الجمهور.
وشدد على أن هناك حضورا واضحا للعنصرية ضد العرب والتعدي على الدول الخليجية ورموزها واستخدام الملاعب والفنادق في إظهار التمييز الطائفي، فضلا عن استخدام العنف من خلال القنابل الصوتية والمفرقعات والتجمهر في المرافق التي لا يفترض أن يوجد فيها المشجعون الإيرانيون.
وبحسب الإحصائي الإماراتي فإن نادي الهلال هو الأكثر تعرضا للمضايقات في 7 مباريات مقابل 4 للأهلي وثلاث للاتحاد واثنتين للنصر والوحدة والعين الإماراتيين.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».