داني ألفيس: الشهرة قتلت شعوري بالسعادة.. والمال جلب لي التعاسة

مدافع الفريق الكتالوني يؤكد أن الغالبية تكرهه في برشلونة وتتصيد له الأخطاء

ألفيس يحتفل بالفوز بكأس بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
ألفيس يحتفل بالفوز بكأس بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

داني ألفيس: الشهرة قتلت شعوري بالسعادة.. والمال جلب لي التعاسة

ألفيس يحتفل بالفوز بكأس بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)
ألفيس يحتفل بالفوز بكأس بطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي («الشرق الأوسط»)

خلال مقابلة معه، تحدث الظهير الأيمن البرازيلي لفريق برشلونة، دانييل ألفيس، بصراحة عن المال، والانتقادات التي طالت أسلوبه في الدفاع، وسر عشقه للغناء وكراهيته للعالم الذي نحيا به اليوم.
عاد ألفيس بظهره إلى الوراء، وبدت ومضة في عينيه أثناء قوله: «أتمنى لو أنني قدمت مستوى أفضل من ذلك». في الواقع، لا أدري عن أي «مستوى أفضل» يتحدث ألفيس، الذي شارك في عدد مباريات بدوري الدرجة الأولى الإسباني (لا ليغا) يفوق أي لاعب أجنبي آخر على الإطلاق، وساعد في تسجيل قرابة 100 هدف، ما يضعه في مرتبة متقدمة عن أي لاعب آخر ما عدا ليونيل ميسي على مدار العقد الأخير في إسبانيا. كما حظي بالتصويت لضمه لمنتخب «فيفبرو» (النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين) خمس مرات، وفاز بعدد هائل من البطولات لدرجة أنه أصبح عاجزًا عن إحصائها. أيضًا، فاز ألفيس بخمس بطولات دوري، وأربعة بطولات كأس، وثلاثة بطولات للكأس الأوروبي، وثلاثة بطولات كأس العالم للأندية، وبطولتين للدوري الأوروبي.
كان السؤال الأول لألفيس «من هو أفضل ظهير أيمن بالعالم؟»، وكانت الإجابة: كافو (الظهير الأيمن البرازيلي الشهير). أما السؤال الثاني فكان عن عدد البطولات التي نالها ألفيس، وهنا توقف قليلاً ثم أجاب: «عشرين أو ربما ثلاثين؟». والآن، حان الوقت للانتقال للحديث عن الدفاع - وهناك أمر واحد يعرفه الجميع عن ألفيس، وهو ميله للهجوم. الواضح أن هناك أمرًا مميزًا بخصوص ألفيس، قد يكون أسلوبه في اللعب، أو أسلوبه في اختيار ملابسه. اليوم، كان يرتدي سروالاً فضفاضًا وقميصًا أسود وسترة مربوطة حول خاصرته. أو ربما السر يكمن في شخصيته ذاتها، ربما في افتقاره إلى المنطق، أو حبه للغناء، أو صراحته، لكن تبقى الحقيقة أن هناك شيئًا ما في هذا اللاعب يجذب إليه المعجبون - والمنتقدون أيضًا. ربما كان أسلوب حديثه. في الحقيقة يتحدث ألفيس بأسلوب يشبه لحد كبير أسلوبه في اللعب، فهو سريع وصريح وفوضوي ويبدو كما لو أنه في كل مكان في ذات اللحظة! ومع ذلك، يبقى هناك منطق قائم وراء حديثه يدور حول فكرة الالتزام والجدية. وعند إمعان النظر فيما يقول، يتضح أنه يولي عمله اهتمامًا حقيقيًا.
كان اختيار نقطة بداية للحوار أمرًا محيرًا للغاية - فهل ينبغي أن نبدأ بحقيقة أن إجمالي الميداليات التي حصدها ألفيس 30 ميدالية، وهو عدد هائل يفوق ما حققه جميع أقرانه داخل برشلونة، ما عدا أندريس أنيستا، أم أنه قاد إشبيلية للفوز ببطولتي الدوري الأوروبي أم أنه على وشك تحقيق معجزة بالفوز بالدوري الإسباني الممتاز، أم مسألة أنه وغيرارد بيكيه كانا الإضافة الوحيدة لفريق عانى الفشل طيلة عامين، وجاء تأثيره على نجاح الفريق هائلاً. ورغم أن البعض يوعز نجاحه إلى استمراره لفترة طويلة في صفوف نادي بحجم برشلونة، ويجعلون من هذا سببًا للتشكيك في قيمته في حد ذاته، فإنه يرد على ذلك بأن استمراره مع برشلونة يعد نجاحًا في ذاته. وعن ذلك، قال: «ربما من السهل الفوز ببطولة مع برشلونة - ربما كان ذلك صحيحًا، لكن ليس هذا العدد الضخم، ولا يفسر ذلك نجاحي في بناء هذا التاريخ الطويل هنا».
الواضح أن ألفيس يعي جيدًا حجم الضغوط على عاتقه، فمع بداية كل موسم هناك فريق يرغب في أن يكون ذلك موسمه الأخير - ومع ذلك، لا يزال ألفيس ماضيًا بعد 8 سنوات من انضمامه لبرشلونة. يذكر أنه في العام الماضي، بدا بالفعل أن وقت رحيله قد حان، مع تراجع لياقته البدنية. إلا أنه نجح في استعادة مستواه المتألق بحلول مايو (أيار). ومع ذلك، فإنه لم يجدد تعاقده مع برشلونة، في الوقت الذي أصبح معروفًا للجميع أن مفاوضاته مع برشلونة انهارت.
وتعرض اللاعب لانتقادات بأنه لا يعبأ بناديه، وأنه أناني وغير محترف في تعامله، بينما ناضل القليل كي يضمنوا بقاءه مع النادي، منهم مدربه وأقرانه بالفريق. وقد قال ميسي عنه: «من الصعب إيجاد آخر مثله»، وخلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا، بدا وكأن ألفيس يشدو بالفعل أغنية «حان وقت الرحيل. وداعًا»، إلا أنه بعد أسبوعين، بعد انتهاء الموسم، جدد برشلونة تعاقده.
ورغم أن هذه الخطوة تبدو وكأن مسؤولي النادي اتخذوها رغمًا عنهم، فإنهم فعلوا ذلك لسبب وجيه، وهو باختصار أن ميسي على حق. ورغم أنهم ظلوا طيلة الموسم متشككين حيال ألفيس، فقد نجح اللاعب في إنهاء الموسم حاملاً ثلاث ميداليات جديدة.
واعترف ألفيس بأنه: «لو كنت لأختار أي الميداليات تحمل قيمة أكبر بالنسبة لي، فهي تلك التي حصلت عليها العام الماضي لأن كثيرًا من الشكوك أحاطت بي آنذاك. وكثرت التساؤلات حول ما إذا كنت قد انتهيت، وما إذا كان ينبغي أن يتخلص برشلونة مني..»، واستطرد قائلاً: «لا أقول إن هذه الشكوك قضت علي، لكنها ضايقتني لأنني أحب عملي. إنني أحيا من أجل كرة القدم، ومن أجل فريقي وأقراني. ولو أن كل همي هو نفسي فقط، فإن حياتي إذن بلا قيمة. لا أحب الحديث عن نفسي طيلة الوقت.. لأكتشف في النهاية أننا كفريق لم نفز بشيء. تلك ستكون كارثة».
في الواقع، حملت هذه الإجابة وراءها معنى عميقًا للغاية، فرغم أن ألفيس قد يبدو ظاهريًا شخصًا متهورًا وأحمق، فإنه بالتأكيد ليس كذلك. على صعيد معاونة زملائه في إحراز أهداف، يبلي ألفيس بلاءً حسنًا. وقد سجل رقمًا قياسيًا في وقت سابق من هذا الموسم بلمسه الكرة لعدد مرات أكثر عن أي لاعب آخر. ومع ذلك، يتعرض ألفيس لانتقادات تتهمه بالعجز عن القيام بواجبات دفاعية على حساب حبه للهجوم ومراوغة لاعبي الخصم بهدف الاستحواذ على الكرة لأكبر فترة ممكنة دون فقدها في النهاية. عن هذا، يجيب ألفيس: «ما معنى (دفاع)؟ هل يعني ذلك عدم إقدام اللاعب قط على المناورة بالكرة أو الهجوم؟ بهذه الصورة، ستصبح كرة القدم لعبة مملة للغاية، أليس كذلك؟ يمكنك الاستعداد للدفاع، لكنك تفاجأ بالخصم يدخل في مناورة بالكرة معك.. هل تعتقد أنك اللاعب الوحيد السريع؟ إذا (دافعت) بهذه الصورة، فهذا يعني أنك لا تهاجم. وإذا (هاجمت) فإنك لا تدافع؟ ما الفكرة التي تدور حولها كرة القدم؟ إنها الفوز. والفوز يحتاج لأن تسجل أهدافًا أكثر. والفائز في كرة القدم ليس مجرد الفريق الذي يقدم أداء دفاعيًا رائعًا. لو أنك دافعت جيدًا ولم تسجل أهداف، فهذا لا قيمة له».
الملاحظ أن فلسفته تتوافق جيدًا مع فلسفة برشلونة. كما نجح اللاعب في فرضها على إشبيلية خلال الفترة التي قضاها هناك. ولا يزال ألفيس يتذكر الأيام الأولى له في إشبيلية عندما حاول المدرب خواكين كاباروس دفعه للالتزام بالأداء الدفاعي المحض، قبل أن يذعن في النهاية لفكرة أن ألفيس يقدم أداء أفضل لدى تحركه بحرية. وقال: «أتذكر قول المدرب لي: الظهير لا ينبغي وجوده فيما بعد خط منتصف الملعب؟»، وحينها سألت: (ولمَ لا؟) إن كرة القدم تدور حول دفاع - هجوم، دفاع - هجوم.. أو هجوم - دفاع، هجوم - دفاع. كرة القدم لا تعترف بالحدود ولا القواعد الجامدة. وبدل كاباروس مركزي إلى خط الوسط حتى أدرك نهاية الأمر أنه رغم إمكانياتي الدفاعية، فإنني قادر على القيام بالأمرين معًا».
وقال: «إذا فعلت مثلما يفعل الباقون، فأنت مجرد واحد يشبه الباقين. بعد ذلك، انتقلت إلى برشلونة. وعندما يقدم النادي على ضم لاعب إليه، فإن هذا يعني أنه يدرك سماته ونقاط ضعفه. والبعض يتهمونني بأنني عاجز عن اللعب الدفاعي، لكن الحقيقة أننا نتفحص الأمور دومًا بشكل مفرط تحت المجهر، بحثًا عن أخطاء نتصيدها. في الواقع، إذا كان كلوديو برافو نال جائزة لكونه حارس المرمى الذي اقتحم شباكه أقل عدد من الأهداف، فإن جزءًا من الفضل وراء هذا يعود إلي. ورغم أن دوري هناك قد يكون صغيرًا، لكن يبقى لي دور في ذلك الإنجاز. إن عدم دخول أهداف في شباكنا يعني أننا جميعًا قمنا بعمل رائع».
خلال حديثه، كثيرًا ما عاود ألفيس الحديث مرة بعد أخرى عن فكرة المجهر والانتقادات. وأضاف ألفيس: «اكتب قائمة باللاعبين الذين كانوا هنا والفترة التي قضوها في صفوف النادي، إنه أمر سهل». واستطرد ألفيس: «اللاعبون يأتون ويرحلون. ولا يعني ذلك أن مستواهم رديء، وإنما هم بارعون، لكن داخل برشلونة لا يكفي أن تكون بارعًا. ومع كل تلك العيوب التي يراها آخرون في، فإنني اللاعب الأجنبي صاحب أكبر عدد مشاركات بالمباريات في تاريخ برشلونة، ولا يسبقني سوى ميسي. وأعتقد أنه نظرًا لمشاركاتي الضخمة تلك، فإنه من المستحيل أن أكون مليئًا بالعيوب فحسب، لا بد وأن هناك بعض الخصال الجيدة أيضًا لدي. إلا أنني أعلم أن الناس لا يتحدثون عن تلك السمات الجيدة، وأعلم أن الغالبية لا تحبني».
كانت تلك عبارة صادمة، لما تعكس من شعور دفين بالألم داخل ألفيس. وهنا، سألته: «الغالبية؟ هل تعني ذلك حقًا؟»، وأجاب مستطردًا: «حسنًا، ربما ليست الغالبية، لكن عدد هائل بالتأكيد»، وأضاف: «انظر ماذا كان رد فعلك. الجميع على استعداد لسماع أشياء لطيفة، لكن ماذا عن الأشياء السيئة؟ أما أنا فدائمًا أجد نفسي تحت المجهر، لكنهم ينسون أن المجهر يضخم الخصال الجيدة أيضًا»، وقال: «أعتقد أنني يومًا ما سأنظر إلى الماضي، وأقول لنفسي: لقد كنت مختلفًا حقًا في لعبي لكرة القدم، الناس يعتقدون أنني مجنون، وأنني أقول أشياءً لا معنى من ورائها، وأن كل كلامي جنون وبلا منطق، لكن هذا ليس صحيحًا، فأنا أفكر جيدًا فيما أقوله. وعندما يترتب على أقوالي تداعيات، أكون مستعدًا لها. وأمضي في سبيلي فحسب».
رغم هذا، لا يبدو أن ألفيس «يمضي في سبيله فحسب»، مثلما قال، وإنما يبدو أن الانتقادات تؤثر فيه بشدة. ولدى سؤاله عن ذلك، أجاب معترفًا: «نعم. لا يمكنك تجاهل الانتقادات فحسب. وليس الأمر كما يظنه الناس أنني لا أهتم بما يقال عني. لا، إطلاقًا. إنني أحاول تحسين أدائي، ومع أن الناس لا يصدقونني، لكن هذه هي الحقيقة. إنني أستغل النقد في ذلك.. لو أن الناس يثنون علي فحسب، لكنت انتهيت. ورغم أن بعض الانتقادات تثير ضحكي، فإنني أضعها في اعتباري في الوقت ذاته. وأحيانًا أشعر أن بعض الانتقادات لا معنى وراءها، لكن تأتي لحظة يصبح عندها من المؤكد أن الانتقادات تحمل أمرًا مهمًا يجب أن يدفعك لإعادة التفكير».
وأضاف: «الحقيقة الباقية أنني لن أغير فلسفتي قط، لأن هذا سيخلق داخلي شعور بالمرارة. إذا عشت حياتك تبعًا لما يمليه عليك آخرون، فإن تلك لن تكون حياتك أنت. إنني أستمتع بحياتي وأكثر ما يسعدني فيها أنني لا أسبب الألم لأحد. أعلم أن الناس قد يشعرون بالضيق أحيانًا مني، لكنني لا أتعمد أبدًا جرح أي إنسان. هذا أمر لا أتعمده مطلقًا. ولا أحمل بداخلي أي نية سيئة من وراء شيء أقوله، وإنما أرغب فحسب في دفع الناس للتفكير».
ومضى ألفيس في حديثه من دون توقف، قائلاً: «لذلك، عندما وصفت الصحافة بالقمامة، على سبيل المثال، فعلت هذا لأنني رأيتها تدمر كرة القدم.. وبعد ذلك خرجت إلى العلن لأشرح وجهة نظري بشكل أفضل، لأنني أعي تمامًا أن هناك أشخاصًا جيدين في تلك المهنة، ومن غير العدل التعميم في إصدار الأحكام. ومع ذلك، ليس بوسعي منع الناس من الظن أنني شخص أحمق أو أنني قلت هذا فقط كي أثير غضب الجميع، لكن هذا ليس صحيح. إنني أقدم على فعل أشياء من هذا القبيل لرغبتي في دفع الناس لإدراك الضرر الواقع والتفكير في الأمر».
بالنسبة لألفيس، يتجاوز الأمر كرة القدم، ففي سؤاله حول ما إذا كان يرى أنه يقوم بدور اجتماعي، سارع بالرد: «نعم. عندما أتحدث عن الحماس والسعادة والمرح، فإن هذا ينطبق كذلك على الحياة كلل. أحاول أن أجعل الناس يمضون قدمًا، وآمل في أن يصبح حديثي المتفائل معديًا لآخرين. لا ينبغي أن يشعر المرء بالمرارة، فالعالم مكان مرير بما يكفي بالفعل، وهو مكان مدمر لذاته بما يكفي. لذا أود في توصيل طاقة إيجابية للناس»، وأضاف: «رغم أنه ليس بإمكاني الغناء، فأنا أغني. وهناك مقولة شائعة بمعنى أن المرء يمكن أن يتخلص من مشكلاته بالغناء»، واستطرد قائلا: «يظن الناس أن الحياة التي أعيشها، ومسألة أنني أتقاضى أجرًا جيدًا هي السبب وراء كوني كذلك، لكن هذا اعتقاد خاطئ. لقد كنت أكثر سعادة عندما كنت أعيش في الريف مع والدي عما أشعر به الآن. لماذا؟ لأنني لم أكن أدري مدى رداءة هذا العالم».
وقال: «الناس يتحدثون عن الأشخاص المشهورين والآخرين العاديين. (عادي)؟ ألا يمكن أن نكون كلنا (عاديين)؟ بمعنى أنني ألعب كرة القدم وأنت صحافي وآخر مصور، لكن نبقى كلنا بشرًا. ومع ذلك، فإنه على أرض الواقع نجد تصنيفات لا نهاية لها، ما بين مشهور وعادي وغني وفقير.. بالنسبة لي لا يعني الغنى امتلاك أموال طائلة، وإنما الغنى الحقيقي أن تملك في رأسك الكثير من الأفكار والقيم». جدير بالذكر أن ألفيس كان قد رد في وقت سابق على التصريحات الأخيرة التي أطلقها غريمه كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد في حلقة جديدة من مسلسل الخلافات بين الطرفين. وغرد ألفيس عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» واضعا 29 وجهًا تعبيريًا ساخرًا إضافة إلى صورة تحمل 29 بطولة، حققها خلال مسيرته في رد منه على رونالدو. وكان كريستيانو رونالدو قد أطلق تصريحات ساخنة، حين قال إنه من الطبيعي أن يتحدث كل من داني ألفيس وجيرارد بيكيه عنه، لأن ذلك يمنحهما الشهرة ويتصدران عناوين الصحف في اليوم التالي.
وسبق لألفيس أن تحدث بلهجة ساخرة عقب فوز ليونيل ميسي نجم برشلونة بالكرة الذهبية، حيث قال إنه يخشى ذكر من يستحق المركز الثاني، حتى لا يبكي البعض، في إشارة منه إلى أن نيمار هو ثاني أفضل لاعب، ثم يأتي رونالدو في المركز الثالث. وجاءت التغريدة كرد بأنه لا يحتاج إلى الشهرة، وأن إنجازاته تعبر عن حجمه الحقيقي سواء التي حققها مع المنتخب البرازيلي، أو إشبيلية، أو برشلونة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».