الحكومة المغربية تصادق على قانون مكافحة العنف ضد النساء في اجتماعها المقبل

بعد تأجيله سنتين.. وإخفاق وزيرتين سابقتين في إخراجه للوجود

الحكومة المغربية تصادق على قانون مكافحة العنف ضد النساء في اجتماعها المقبل
TT

الحكومة المغربية تصادق على قانون مكافحة العنف ضد النساء في اجتماعها المقبل

الحكومة المغربية تصادق على قانون مكافحة العنف ضد النساء في اجتماعها المقبل

قررت الحكومة المغربية إدراج مشروع قانون محاربة العنف ضد النساء لمناقشته والمصادقة عليه خلال اجتماعها، الذي يعقد بعد غد الخميس برئاسة عبد الإله ابن كيران، وذلك بعد أزيد من سنتين من تأجيل هذا القانون الذي أثار الكثير من الجدل.
وكان المشروع قد عرض على الحكومة قبل سنتين، إلا أنها تحفظت عليه وشكلت لجنة برئاسة ابن كيران لمراجعته. وظلت المنظمات النسائية طوال الفترة الماضية تضغط على الحكومة للمطالبة بالإفراج عن القانون، واتهمتها بالتقاعس في حماية النساء.
وأقرت بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والتنمية الاجتماعية، التي أعدت وزارتها القانون بشراكة مع وزارة العدل، أن مشروع القانون «أخذ وقتا طويلا، ومر بمسار صعب، وظل بيد الحكومات المتعاقبة على مدى أزيد من 15 سنة، لتتمكن الحكومة الحالية من إخراجه إلى حيز الوجود».
ويتضمن مشروع القانون مجموعة من الإجراءات الزجرية ضد الرجال الذين يمارسون العنف ضد النساء بمختلف أشكاله، وعلى رأسهم الأزواج.
وأخفقت وزيرتان سابقتان هما ياسمينة بادو، المنتمية لحزب الاستقلال، ونزهة الصقلي، الوزيرة المنتمية لحزب التقدم والاشتراكية اليساري، في إخراج القانون حتى يجد طريقه نحو التنفيذ، على الرغم من أنهما أعدا قانونا مماثلا وجرى الترويج له إعلاميا على نطاق واسع.
ويعرف القانون العنف على أنه «كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس يترتب عليه ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي للمرأة».
ونص القانون على عقوبات مشددة ضد مرتكبي جريمة التحرش الجنسي، ونص على أنه يعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين وأداء غرامة من ألف إلى ثلاثة آلاف درهم (300 دولار) أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل إمعان في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية. وتضاعف هذه العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميلا في العمل أو من الأشخاص المكلفين حفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية، في حين تصل العقوبة من سنة إلى خمس سنوات وأداء غرامة تتراوح ما بين 10 آلاف درهم (ألف دولار) إلى 50 ألف درهم (5 آلاف دولار) إذا كان المتحرش من طرف أحد الأصول أو المحارم، أو من له ولاية أو سلطة على الضحية أو مكلفا رعايتها أو كافلا لها.
كما ضاعف مشروع القانون من العقوبة الحبسية لكل من ارتكب عمدا الجرح أو الضرب أو غيرهما من وسائل العنف أو الإيذاء عمدا، من دون نية القتل، ومع ذلك ترتب عنه الموت، حيث أصبحت العقوبة تتراوح ما بين 25 سنة و30 سنة عوضًا من 5 إلى 10سنوات. أما في حالة توفر سبق الإصرار والترصد أو استعمال السلاح، فقد حافظ مشروع قانون محاربة العنف على عقوبة المؤبد.
وأقرت الحكومة المغربية في مناسبات سابقة باستفحال حالات العنف ضد النساء على الرغم من الجهود التي بذلت للحد منه، ويجري تنظيم حملة سنوية للتوعية لمحاربة العنف ضد النساء، بيد أن الظاهرة أصبحت تثير القلق.
وسيجري بموجب القانون إحداث مراكز للتكفل بالنساء ضحايا العنف، كما يتضمن إجراءات لحماية المرأة من العنف الصادر عن الأزواج. ونبه المجلس الوطني لحقوق الإنسان أكثر من مرة لقضية العنف ضد النساء في المغرب، وذلك «بسبب الوضعية المقلقة لحجم انتشاره»، مستشهدًا بدراسة للمندوبية السامية للتخطيط، (بمثابة وزارة التخطيط) لسنة 2011، كشفت أن نسبة انتشار العنف النفسي بلغت 48 في المائة، وانتهاك الحريات الفردية 31 في المائة، والعنف المرتبط بتطبيق القانون 3.17 في المائة، والعنف الجسدي 2.15 في المائة والعنف الجنسي 7.8 في المائة والعنف الاقتصادي 2.8 في المائة. كما أبرزت الدراسة أن إطار الحياة الزوجية هو أول مكان لحدوث العنف ضد النساء بنسبة انتشار تبلغ 55 في المائة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».