العاهل المغربي والرئيس الروسي يجريان مباحثات سياسية في موسكو

تناولت الوضع في الشرق الأوسط ونزاع الصحراء ومحاربة الإرهاب

ملك المغرب محمد السادس يزور قبر الجندي المجهول في موسكو أمس (رويترز)
ملك المغرب محمد السادس يزور قبر الجندي المجهول في موسكو أمس (رويترز)
TT

العاهل المغربي والرئيس الروسي يجريان مباحثات سياسية في موسكو

ملك المغرب محمد السادس يزور قبر الجندي المجهول في موسكو أمس (رويترز)
ملك المغرب محمد السادس يزور قبر الجندي المجهول في موسكو أمس (رويترز)

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس في قصر الكرملين مباحثات حضرها عن الجانب المغربي، مستشارا الملك محمد السادس الطيب الفاسي الفهري وفؤاد عالي الهمة، وعن الجانب الروسي، وزير الخارجية سيرغي لافروف ومستشار الرئيس الروسي يوري أوشاكوف.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن المباحثات تناولت الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ونزاع الصحراء ومحاربة الإرهاب، بالإضافة إلى تطوير العلاقات المغربية - الروسية في مختلف المجالات.
وترأس العاهل المغربي والرئيس الروسي حفل التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون الثنائي في مجالات عدة.
وتتعلق الاتفاقية الأولى باتفاقية بين المملكة المغربية وروسيا الاتحادية في ميدان تسليم المجرمين، وقعها وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، ووزير العدل الروسي ألكسندر كونوفالوف. فيما تتعلق الاتفاقية الثانية بالخدمات الجوية، وقعه وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك عزيز الرباح، ووزيرة النقل الروسية ماكسيم سوكولوف.
أما الاتفاقية الثالثة فتتعلق باتفاق للتعاون في مجالات حماية البيئة والاستخدام العقلاني للموارد الطبيعية، وقعتها الوزيرة المنتدبة لدى وزير الطاقة والمعادن المكلفة بالبيئة حكيمة الحيطي، والوزير الروسي للموارد الطبيعية والبيئة سيرغي دونسكوي. كما جرى التوقيع على اتفاق للتعاون في مجال الصيد البحري، من طرف وزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش والوزير الروسي للفلاحة ألكسندر تكاشيف. وضمت الاتفاقية الخامسة اتفاقا بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات على وجه التبادل، وقعه وزير الاقتصاد والمالية، محمد بو سعيد، ونائب الوزير الروسي في التنمية الاقتصادية، ألكسي ليكاشيف.
وتتعلق الاتفاقية السادسة بالحماية المتبادلة للمعلومات المصنفة في الميدان العسكري والعسكري التقني، وقعها الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، ومدير الأمن الاقتصادي بالقسم الاتحادي للأمن يوري ياكوفليف. أما الاتفاقية السابعة، فتضم إعلانا مغربيا - روسيا لمحاربة الإرهاب الدولي، وقعه الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية ناصر بو ريطة ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الملك محمد السادس لروسيا، تم أيضا التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في ميدان الطاقة، وقعها وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر عمارة، ووزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك. ومذكرة تفاهم حول التعاون في ميداني البحث الجيولوجي والاستكشاف تحت الأرضي، وقعها عمارة أيضا وسيرغي دونسكوي، فضلا عن مذكرة تفاهم بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري بالمملكة المغربية، والهيئة الفيدرالية للمراقبة البيطرية والصحة النباتية لروسيا الاتحادية، في مجال المراقبة الصحية للنباتات والمنتجات النباتية، وقعها الوزير أخنوش ومدير الهيئة الفيدرالية للمراقبة البيطرية والصحة النباتية سيرغي دانكفرت.
كما جرى التوقيع على مذكرة تفاهم بين المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري بالمملكة المغربية والهيئة الفيدرالية للمراقبة البيطرية والصحة النباتية لروسيا الاتحادية، حول التعاون في مجال المراقبة البيطرية، وقعها الوزير أخنوش وسيرغي دانكفرت. إلى ذلك، اتفق الجانبان على برنامج عمل مشترك للسنوات 2016 - 2018 يهدف لتنفيذ اتفاقية التعاون في الميدان السياحي، وقعه المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرفيع زويتن ومدير الهيئة الفيدرالية للسياحة أوليغ سافونوف، ومذكرة تفاهم للتعاون الإسلامي بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية والمنظمة الدينية المركزية (مجلس شورى المفتين لروسيا)، وقعها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ورئيس مجلس المفتين بروسيا المفتي الشيخ رافيل غاينوتدين.
ووقعت اتفاقية إطارية للشراكة بين المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتاحف الكرملين بموسكو، وقعها رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف مهدي قطبي والمديرة العامة لمتاحف الكرملين بموسكو يلينا غاغارينا، بالإضافة إلى اتفاقية إطارية للتعاون بين المؤسسة الوطنية للمتاحف (المملكة المغربية) ومتحف «إيرمتاج» (روسيا الاتحادية). وتم التوقيع أيضا على بروتوكول بشأن تبادل المعلومات قبل الوصول والمتعلقة بالبضائع والمركبات المتنقلة.
وجرى حفل التوقيع على هذه الاتفاقيات بحضور أعضاء من الحكومة الروسية وأعضاء الوفد الرسمي المرافق للملك محمد السادس. وكان الملك محمد السادس قد زار قبر الجندي المجهول بموسكو كذلك.
ولدى وصوله إلى مكان النصب التذكاري للجندي المجهول وجد في استقباله قائد المنطقة العسكرية لموسكو، وسفير روسيا الاتحادية المعتمد في الرباط، قبل أن يستعرض تشكيلة من الوحدات الثلاث للجيش (البرية والجوية والبحرية) التي أدت التحية.
إثر ذلك وضع العاهل المغربي إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول، تلتها دقيقة صمت ترحما على أرواح الجنود الذين سقطوا في ساحة الشرف. وأقيم هذا النصب التذكاري في موسكو سنة 1967، تخليدا لأرواح الجنود السوفيات الذين سقطوا خلال الحرب العالمية الثانية. وبعد عزف النشيد الوطني المغربي، قامت تشكيلة عسكرية من الوحدات الثلاث باستعراض أمام الملك.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».