زعيم أفغاني متمرد يعلن إنضمامه لمحادثات السلام

حكمتيار على القائمة السوداء للأمم المتحدة وتحركه سيكون دفعة لـ«طالبان»

أمير الحرب الافغاني حكمتيار (واشنطن بوست)
أمير الحرب الافغاني حكمتيار (واشنطن بوست)
TT

زعيم أفغاني متمرد يعلن إنضمامه لمحادثات السلام

أمير الحرب الافغاني حكمتيار (واشنطن بوست)
أمير الحرب الافغاني حكمتيار (واشنطن بوست)

من المقرر أن ينضم زعيم أفغاني متمرد، تضعه الأمم المتحدة على قائمة سوداء، إلى محادثات السلام مع حكومة كابل، مما يمثل دفعة محتملة للجهود الأميركية للاضطلاع بدور الوساطة لوضع نهاية للحرب المستعرة بأفغانستان منذ سنوات.
في بيان أصدره الأحد، أعلن أمير الحرب سيء السمعة والقائد المتطرف، غلب الدين حكمتيار، استعداده للمشاركة في المفاوضات «لنظهر أمام الأفغان رغبتنا في السلام».
وقال في بيانه الذي نشره عبر الإنترنت: «نرى أن الأميركيين يرغبون في القتال، ومعظم مسؤولي كابل ينظرون للسلام كتهديد لسلطتهم. ومع هذا، فإننا على استعداد للمشاركة بالمحادثات».
ويأتي هذا الإعلان من قبل حكمتيار - زعيم جماعة «الحزب الإسلامي» - بعد أسبوع من رفض قيادة «طالبان» الدخول في محادثات مع الحكومة، وفرضها المشاركة في اجتماعات وجهًا لوجه، مما تسبب في إرجاء عملية السلام لأجل غير مسمى. كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات في وقت سابق من الشهر الحالي في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، مما قد يكون دفعة لتغيير (طالبان) موقفها من المحادثات المزمعة.
من جانبها، أعلنت جماعة «طالبان» في بيان لها، أنه: «من دون إنهاء احتلال أفغانستان، فإن مثل هذه المفاوضات العقيمة المضللة لن تثمر شيئًا»، ملقية اللوم على الضربات الجوية الأميركية والغارات الليلية عن استمرار القتال بمناطق مثل إقليم هلمند. يذكر أن المحادثات تحظى بدعم الولايات المتحدة والصين وباكستان، التي تعد صلاتها بقيادات «طالبان» أشبه بسر يعرفه الجميع. وهناك أقاويل أيضًا حول وجود صلات بين حكمتيار والاستخبارات الباكستانية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية صنفته عام 2003، باعتباره «إرهابي عالمي»، وفي الأسبوع الماضي فرضت عقوبات ضد اثنين من كبار خبراء تصنيع المتفجرات داخل جماعته.
اللافت أن «الحزب الإسلامي» هاجم أهدافًا هجومية، وفي الوقت ذاته تودد إلى القيادة الأفغانية بكابل. كما تحالف مع «طالبان» ووقف في مواجهة المتمردين التابعين لها داخل ميدان القتال.
ومن غير الواضح ما إذا كانت مشاركة حكمتيار ستقنع «طالبان» بالانضمام إلى العملية أم لا. يذكر أن حكمتيار، 68 عاما، تولى لفترة قصيرة منصب رئيس الوزراء في كابل أثناء الحرب الأهلية خلال تسعينات القرن الماضي، وجابت سمعته السيئة الآفاق بشنه هجمات صاروخية ضد المدينة التي ينتمي إليها في الأصل.
يذكر أن وفدًا بعث به حكمتيار زار كابل، أول من أمس، للتأكيد على تعاون الزعيم المتمرد مع الحكومة، حسبما أفاد مسؤول أفغاني، رفض كشف هويته بسبب حساسية القضية. المعروف أن المحادثات بين «طالبان» والحكومة انهارت، العام الماضي، بعد اتضاح وفاة زعيم «طالبان» محمد عمر عام 2013، حيث تسببت أنباء وفاة عمر عن تمزق الجماعة مع مساعي القيادات لاختيار خليفة له.
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».