من المقرر أن ينضم زعيم أفغاني متمرد، تضعه الأمم المتحدة على قائمة سوداء، إلى محادثات السلام مع حكومة كابل، مما يمثل دفعة محتملة للجهود الأميركية للاضطلاع بدور الوساطة لوضع نهاية للحرب المستعرة بأفغانستان منذ سنوات.
في بيان أصدره الأحد، أعلن أمير الحرب سيء السمعة والقائد المتطرف، غلب الدين حكمتيار، استعداده للمشاركة في المفاوضات «لنظهر أمام الأفغان رغبتنا في السلام».
وقال في بيانه الذي نشره عبر الإنترنت: «نرى أن الأميركيين يرغبون في القتال، ومعظم مسؤولي كابل ينظرون للسلام كتهديد لسلطتهم. ومع هذا، فإننا على استعداد للمشاركة بالمحادثات».
ويأتي هذا الإعلان من قبل حكمتيار - زعيم جماعة «الحزب الإسلامي» - بعد أسبوع من رفض قيادة «طالبان» الدخول في محادثات مع الحكومة، وفرضها المشاركة في اجتماعات وجهًا لوجه، مما تسبب في إرجاء عملية السلام لأجل غير مسمى. كان من المقرر أن تبدأ المفاوضات في وقت سابق من الشهر الحالي في العاصمة الباكستانية، إسلام آباد، مما قد يكون دفعة لتغيير (طالبان) موقفها من المحادثات المزمعة.
من جانبها، أعلنت جماعة «طالبان» في بيان لها، أنه: «من دون إنهاء احتلال أفغانستان، فإن مثل هذه المفاوضات العقيمة المضللة لن تثمر شيئًا»، ملقية اللوم على الضربات الجوية الأميركية والغارات الليلية عن استمرار القتال بمناطق مثل إقليم هلمند. يذكر أن المحادثات تحظى بدعم الولايات المتحدة والصين وباكستان، التي تعد صلاتها بقيادات «طالبان» أشبه بسر يعرفه الجميع. وهناك أقاويل أيضًا حول وجود صلات بين حكمتيار والاستخبارات الباكستانية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية صنفته عام 2003، باعتباره «إرهابي عالمي»، وفي الأسبوع الماضي فرضت عقوبات ضد اثنين من كبار خبراء تصنيع المتفجرات داخل جماعته.
اللافت أن «الحزب الإسلامي» هاجم أهدافًا هجومية، وفي الوقت ذاته تودد إلى القيادة الأفغانية بكابل. كما تحالف مع «طالبان» ووقف في مواجهة المتمردين التابعين لها داخل ميدان القتال.
ومن غير الواضح ما إذا كانت مشاركة حكمتيار ستقنع «طالبان» بالانضمام إلى العملية أم لا. يذكر أن حكمتيار، 68 عاما، تولى لفترة قصيرة منصب رئيس الوزراء في كابل أثناء الحرب الأهلية خلال تسعينات القرن الماضي، وجابت سمعته السيئة الآفاق بشنه هجمات صاروخية ضد المدينة التي ينتمي إليها في الأصل.
يذكر أن وفدًا بعث به حكمتيار زار كابل، أول من أمس، للتأكيد على تعاون الزعيم المتمرد مع الحكومة، حسبما أفاد مسؤول أفغاني، رفض كشف هويته بسبب حساسية القضية. المعروف أن المحادثات بين «طالبان» والحكومة انهارت، العام الماضي، بعد اتضاح وفاة زعيم «طالبان» محمد عمر عام 2013، حيث تسببت أنباء وفاة عمر عن تمزق الجماعة مع مساعي القيادات لاختيار خليفة له.
*خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ {الشرق الأوسط}
زعيم أفغاني متمرد يعلن إنضمامه لمحادثات السلام
حكمتيار على القائمة السوداء للأمم المتحدة وتحركه سيكون دفعة لـ«طالبان»
زعيم أفغاني متمرد يعلن إنضمامه لمحادثات السلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة