تونس: مطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على إرهابيي بن قردان

التعرف على 39 جثة من العناصر الإرهابية المشاركة في العملية

تونس: مطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على إرهابيي بن قردان
TT

تونس: مطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على إرهابيي بن قردان

تونس: مطالب بتطبيق عقوبة الإعدام على إرهابيي بن قردان

تمسكت مجموعة من المنظمات التونسية وبعض أعضاء البرلمان بضرورة التعاطي القانوني والجزائي بشدة مع المتورطين في الأعمال الإرهابية، وخصوصًا منفذي الهجوم الأخير على مدينة بن قردان ومحاولتهم إعلاء راية «داعش» مكان العلم الوطني التونسي. ودعوا إلى تفعيل قانون مكافحة الإرهاب المؤرخ في السابع من شهر أغسطس (آب) 2015، وخصوصًا الفصول المتعلقة بتطبيق أقسى العقوبات، ومن بينها عقوبة الإعدام. وطالب المنجي الحرباوي النائب في البرلمان التونسي عن حركة نداء تونس (الحزب الحاكم) بمحاكمة الإرهابيين المورطين في عملية بن قردان الإرهابية بصفة علنية وأمام التونسيين حتى تكون في ذلك عبرة للشباب التونسي، الذي قد تساوره فكرة الالتحاق بالتنظيمات الإرهابية. وقال الحرباوي إن محاكمة مباشرة للعناصر الإرهابية تكشف للجميع «ما يدبر ضد الدولة التونسية ويعلم التونسيين بمن يقف وراء الإرهاب ويدعمه ويزيح الستار على عمل الآلة الضخمة لآفة الإرهاب»، على حد تعبيره.
وأفاد الحرباوي بأن العناصر الإرهابية التي قادت عملية بن قردان على وجه الخصوص، خططت للانقلاب على الدولة، وحملت السلاح في وجه قوات الأمن والجيش ودبرت محاولة احتلال المدينة لفائدة تنظيم داعش الإرهابي، وهذه الأعمال توجب أقسى العقوبات في مجمل القوانين التونسية. وألقت قوات الأمن والجيش القبض على تسعة عناصر إرهابية أحياء في الهجوم الإرهابي الذي عرفته مدينة بن قردان في السابع من مارس (آذار) الحالي، فيما قتلت نحو 50 عنصرًا إرهابيًا ممن شاركوا في عملية بن قردان.
ولم تستثنِ تلك الدعوات عقوبة الإعدام ضمن العقوبات التي طالبت بها على الرغم من وجود ائتلاف تونسي ضد عقوبة الإعدام (تشكل منذ سنة 2008) ويبدو أن ضراوة المواجهات الأخيرة وعدد القتلى الذي بلغ نحو 20 تونسيًا بين مدنيين وعسكريين وعناصر أمنية، هو الذي شجع تلك المنظمات على الدعوة لتطبيق أقصى العقوبات.
وينص الفصل 67 من قانون مكافحة الإرهاب على أن مرتكب جريمة إرهابية يُعاقَب بالسجن من 10 إلى 15 سنة وبغرامة مالية تتراوح ما بين 50 و100 ألف دينار تونسي (ما بين 25 و50 ألف دولار أميركي)، إلا أن العقوبات قد تصل إلى حد الإعدام في حال خلفت الأعمال الإرهابية موت شخص ما، وهو ما ينسحب على عملية بن قردان. ونص الفصل 27 من القانون نفسه على تطبيق عقوبة الإعدام ضد من يرتكب جريمة إرهابية في حق الأجانب المقيمين في تونس، وهو ما يمكن تطبيقه على مرتكبي العمليتين الإرهابيتين اللتين استهدفتا خلال السنة الماضية متحف باردو في العاصمة التونسية ومنتجعًا سياحيًا في مدينة سوسة السياحية.
وكان التقاط جنود تونسيين لصورة «سيلفي» مع جثث عناصر إرهابية قد أثارت جدلاً واسعًا، وطالبت منظمات حقوقية بضرورة تمكين العناصر الإرهابية من محاكمة عادلة وتطبيق مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عليهم.
على صعيد متصل، أفاد كمال بربوش خبير مكافحة الإرهاب بأن التحاليل والاختبارات الطبية قد مكنت من معرفة هويات 39 عنصرًا إرهابيًا ممن قضوا في عملية بن قردان، وقال إن «أغلب الجثث من الذكور، وكلهم يحملون الجنسية التونسية»، على حد تعبيره.
وأفاد بأن العدد الإجمالي للعناصر المتهمة بالإرهاب التي أوقفتها أجهزة الأمن والجيش إثر عملية بن قردان بلغ 31 موقوفًا، وقد تم إيداع ثمانية في السجن، وبقي اثنان بحالة سراح ويستعد قاضي التحقيق للنظر في ملفات بقية العناصر المتهمة.
وفي سياق متصل بملف الإرهاب، اعترف الهادي مجدوب وزير الداخلية التونسية في تصريح بوجود نقص على مستوى الاستخبارات في عملية بن قردان. وأكد اتخاذ تونس لاحتياطات كبيرة على مستوى الأمن والجيش، وأشار إلى وجود معلومات منذ مدة بشأن مخطط «داعش» لتكوين إمارة في الجنوب التونسي وتشكيل نواة دولة لهم، ولكنهم (على حد تعبيره) وجدوا دولة قائمة الذات، ولقنتهم درسًا قاسيًا لن ينسوه.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.