آخر مستجدات السياحة في العالم

آخر مستجدات السياحة في العالم
TT

آخر مستجدات السياحة في العالم

آخر مستجدات السياحة في العالم

* تباطؤ السياحة في لندن بسبب هجمات باريس وأزمة الهجرة
* قالت رابطة مناطق الجذب السياحي الكبرى ومقرها لندن إن قطاع السياحة تراجع إلى 6.‏1 في المائة، في المواقع السياحية الأبرز في لندن العام الماضي، بعدما أثرت الهجمات الإرهابية في باريس وأزمة الهجرة الأوروبية على نسبة الزائرين لمناطق الجذب السياحي في العاصمة والمناطق القريبة.
وانخفض عدد الزائرين لثاني أبرز منطقة جذب سياحي شهيرة في لندن وهي الصالة الوطنية للفنون بنسبة 8 في المائة، لتصل إلى 9.‏5 مليون زائر، في حين انخفض عدد الزائرين لكل من مركز ساوث بنك وتيت مودرن بنسبة 20 في المائة تقريبًا.
وقال رئيس الرابطة برنارد دونوجي «عام 2015 ما زال يمثل عامًا قياسيًا، ويرجع ذلك إلى أن أعضاءنا ما زالوا يظهرون كيف أن إنجلترا متنوعة بالنسبة للزائرين المحليين والأجانب».
وما زال المتحف البريطاني في لندن يتصدر قائمة الرابطة، التي تضم أبرز 230 منطقة جذب سياحي في لندن، حيث سجل ارتفاعا العام الماضي بنسبة 2 في المائة ليصل عدد زائريه إلى 8.‏6 مليون زائر، يمثلون أكثر من 10 في المائة، من 65 مليون سائح يزورون المناطق السياحية في العاصمة.
وأضاف دونوجي أنه يتوقع أن يجعل ضعف الجنيه الإسترليني أمام اليورو بريطانيا «مقصدًا أفضل من حيث التكلفة»، بالنسبة للسائحين هذا العام.
وقالت شركات الطيران العاملة في بريطانيا إن حجوزات الركاب تضررت جراء الهجمات التي وقعت في باريس في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا.
* ترميم نصب لينكولن التذكاري السياحي في واشنطن بملايين الدولارات
* من المقرر أن يخضع نصب أبراهام لينكولن التذكاري، أحد أبرز المعالم الشهيرة في واشنطن، لعملية ترميم كبيرة، وذلك بفضل تبرع رجل أعمال محب للخير بمبلغ 5.‏18 مليون دولار.
وبحسب ما ذكرته هيئة المتنزهات الوطنية الأميركية، التي قبلت التبرع من رجل الأعمال ديفيد روبنشتاين، يعود تاريخ النصب، المصنع من الرخام الأبيض، إلى 94 عامًا، ومصمم على هيئة معبد يوناني، في حاجة للترميم.
ومن المقرر أن يتم إصلاح النصب المتهالك المشيد من الطوب والرخام حيث تقادم مع مرور الزمن، كما سوف يتم تنظيف النصب والحفاظ على الجداريات.
ويرى زوار النصب بالداخل تمثالاً طوله ستة أمتار لأبراهام لينكولن، الذي شغل منصب الرئيس خلال الحرب الأهلية الأميركية 1865 - 1861، وتم اغتياله في واشنطن خلال الأيام الأخيرة للصراع.
يُشار إلى أن الخطاب الذي ألقاه في جيتسبرج في بنسلفانيا عام 1863 محفور على أحد حوائط النصب، في حين أن الحائط الآخر يحمل فقرة من ثاني خطاب تتويجي أدلى به.
ويستقبل نصب لينكولن أكثر من 7 ملايين زائر سنويًا، مما يجعله أكثر المعالم جاذبية في واشنطن.
وتعتزم هيئة المتنزهات الوطنية الأميركية استخدام التبرعات لتوسيع منطقة معارض في النصب من 70 مترًا مربعًا حاليًا إلى 1394 مترًا مربعًا. وسوف تشمل أرض المعارض مناطق تعليمية وبحثية، ومصعدًا لتسهيل الوصول للمناطق.
وقال روبنشتاين: «عندما تذهب إلى نصب لينكولن اليوم، ترى التمثال لينكولن العظيم، ولكن لا يوجد متحف حقيقي أو مركز تعليمي عن لينكولن».



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».