مستشار هادي: المنظومة العسكرية للانقلابيين تنهار.. ولا نمانع من التفاوض مجددًا

ولد الشيخ يعود إلى المنطقة حاملاً مقترحًا بنقل المباحثات إلى دولة عربية

يمنيون بمنطقة بير باش يحتفلون بفك الحصار عن تعز وتحرير معظم أحياء المدينة من المتمردين الحوثيين (أ.ف.ب) و في الاطار ياسين مكاوي
يمنيون بمنطقة بير باش يحتفلون بفك الحصار عن تعز وتحرير معظم أحياء المدينة من المتمردين الحوثيين (أ.ف.ب) و في الاطار ياسين مكاوي
TT

مستشار هادي: المنظومة العسكرية للانقلابيين تنهار.. ولا نمانع من التفاوض مجددًا

يمنيون بمنطقة بير باش يحتفلون بفك الحصار عن تعز وتحرير معظم أحياء المدينة من المتمردين الحوثيين (أ.ف.ب) و في الاطار ياسين مكاوي
يمنيون بمنطقة بير باش يحتفلون بفك الحصار عن تعز وتحرير معظم أحياء المدينة من المتمردين الحوثيين (أ.ف.ب) و في الاطار ياسين مكاوي

يقوم المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بجولة جديدة في المنطقة بغية التوصل إلى اتفاق مع الأطراف اليمنية والأطراف الإقليمية لاستئناف محادثات السلام بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبد الله صالح.
وأجرى ولد الشيخ أمس مباحثات مع أمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بخصوص الوضع في اليمن والمقترحات المطروحة لجمع الأطراف إلى مائدة مفاوضات جديدة، بينما من المتوقع أن يصل لاحقا إلى الرياض.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر سياسية يمنية أن المبعوث الأممي يحمل مقترحات إلى الأطراف اليمنية بخصوص مكان وزمان انعقاد المشاورات، وأشارت المصادر إلى أن ولد الشيخ يقترح أن تعقد المشاورات نهاية الشهر الحالي في دولة الكويت أو الأردن.
إلى ذلك جددت القيادة اليمنية الشرعية تأكيد حرصها على السلام، وقال ياسين مكاوي، مستشار الرئيس اليمني، إن كل التحركات التي تقوم بها الحكومة الشرعية، هي في إطار السعي للتوصل إلى سلام، ولكنه السلام الذي يضمن إنهاء الانقلاب وعودة الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وبالأخص القرار رقم 2216.
وأكد مكاوي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المعطيات الموجودة على الأرض والانتصارات التي تتحقق في كل جبهات القتال «تؤثر إيجابيا على كل المسارات التي ستؤدي إلى تحقيق السلام في ربوع اليمن، وذلك من خلال التغيرات الميدانية التي بدأت تتحقق منذ (جنيف2) حتى يومنا هذا، وستتوالى إلى أن يتم إسقاط المشروع الفارسي في اليمن والمنطقة».
وقال مكاوي إن المعطيات على الأرض تغيرت كثيرا منذ جولة المباحثات الماضية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي وحتى اللحظة، وهي تطورات تصب في مصلحة استعادة الشرعية والدولة المغتصبة وإنهاء الانقلاب لتحالف الحوثي – صالح، لكنه أكد أن موقف الحكومة اليمنية الشرعية لم يتغير إزاء السلام، فهي مع أي خطوات توصل إليه، كما أن موقفها لم يتغير إزاء مطالبتها بتطبيق القرار الأممي 2216، الذي يمثل مدخلا رئيسيا لتحقيق السلام في اليمن.
وحول مكان وزمان انعقاد المباحثات المقبلة، قال مستشار الرئيس اليمني: «لا ضير في المكان، سواء الكويت أو الأردن فهما بلدان شقيقان، لكننا اليوم نريد أن نلمس ما تم الالتزام به والتأكيد عليه في (جنيف2)، وهو اتخاذ المتمردين لخطوات وإجراءات بناء الثقة، وفي المقدمة الإفراج عن معتقلينا وعلى رأسهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي ورفاقه».
وتابع: «نؤكد أن هذا يعد أساسا ومدخلا لأي مشاورات مقبلة»، مشيرا إلى أن فريق التشاور في الحكومة اليمنية الشرعية «تعقد اجتماعاتها، بصورة متواصلة، وتدرس كل المقترحات المقدمة إليها وتتخذ ما تراه مناسبا ويتطابق مع قراري مجلس الأمن 2216 و2266، ومع مصلحة الشعب اليمني وما يؤدي إلى السلام، ولكن في ضوء النتائج الموجودة على الأرض، لأن المتمردين يفقدون، يوميا، الأرض وباتوا يعانون عجزا ومقتا محليا، وعزلة دولية، بعد أن تخلت عنهم إيران وأصبح حزب الله اللبناني مهموما بورطته الداخلية والإقليمية، بعد أن أصبح منظمة إرهابية في نظر كل العرب وجزء كبير من المجتمع الدولي».
وأشار مكاوي إلى أن البند الثاني من إجراءات بناء الثقة وهو رفع الحصار المفروض على مدينة تعز، «سقط بأيدي قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبدعم التحالف، أول من أمس، بكسر الحصار عن مدينة تعز من الجهة الغربية».
ووصف «الانتصارات التي تتحقق في تعز وكسر الحصار جزئيا عن المدينة» بأنها «تؤكد انهيار منظومة الانقلابيين العسكرية، وكما كنا نشير دائما إلى أن انكسار هذه القوى الانقلابية سيأتي من انكسارها في تعز، واليوم يتحقق ذلك على يد أبناء هذه المدينة المسالمين، فالمدن التي تتسم بثقافة السلم هي المؤهلة لكسر المشروع الفارسي، وهذا ما تحقق في عدن واليوم يتحقق في تعز، وكنا دائما نراهن على هذا الأمر، واليوم بمشيئة الله وقدرته تتوالى هذه الانتصارات»، وأشاد مستشار هادي بـ«الدعم اللامحدود الذي تقدمه دول التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وإنهاء المشروع الفارسي في اليمن المتمثل في الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح».
وفي ما يتعلق بالتطورات الحالية في صنعاء وما تبثه المطابخ الإعلامية للمخلوع صالح والحوثيين بخصوص إشراك الحوثيين في تسوية سياسية قريبا مقابل التهدئة على الحدود والانسحاب من المدن دون تسليم الأسلحة الثقيلة، قال مستشار الرئيس اليمني إن من أهم القضايا المطروحة في المشاورات، والتي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، «هي نزع السلاح من هذه القوى الانقلابية، ومتى ما تم ذلك سيكون لكل حادث حديث»، وأكد مكاوي أن «العمليات في صنعاء سوف تستمر حتى يتم إسقاط العاصمة من قبل المقاومة والجيش الوطني، وأؤكد هنا أنه لن تكون هناك حرب جيوش داخل مدينة صنعاء وفي اعتقادي أنها ستكون حرب فلول وجيوب وستقوم المقاومة بالتعامل معها».
وردا على التسريبات التي تتحدث، مجددا، عن مساعٍ من قبل بعض الأطراف الدولية لإخراج المخلوع علي عبد الله صالح من البلاد بصورة آمنة وضمان عدم ملاحقته قانونيا، قال مستشار الرئيس اليمني إن «المخلوع صالح يجب أن يقدم إلى محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي هو وكل من ارتكب الجرم وقتل المدنيين وانقلب على الشرعية، فكل مناوراتهم السياسية للخروج الآمن بعد هذا الدمار والقتل لن تكون بديلا عن محكمة لاهاي الدولية»، مؤكدا أن الشعب اليمني «لن يتنازل عن حقه في الدماء التي سفكت، وأيضًا عن حقه في استرجاع الأموال المنهوبة والتي تقدر بعشرات المليارات من الدولارات»، كما أكد مكاوي أن «الجنوح للسلم لا يعني أن يفلت المجرمون من العقاب».



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».