إدارة مايك أشلي لنيوكاسل السبب في انهياره نحو منطقة الخطر

هل يستطيع بينيتز إنقاذ الفريق الذي فقد روح التنافس من الهبوط؟

لاعبو نيوكاسل وخسارات متكررة هذا الموسم - مايك أشلي تحمّله الجماهير سبب انهيار نيوكاسل -  بينيتز يبدأ التحدي مع نيوكاسل اليوم أمام ليستر (رويترز)
لاعبو نيوكاسل وخسارات متكررة هذا الموسم - مايك أشلي تحمّله الجماهير سبب انهيار نيوكاسل - بينيتز يبدأ التحدي مع نيوكاسل اليوم أمام ليستر (رويترز)
TT

إدارة مايك أشلي لنيوكاسل السبب في انهياره نحو منطقة الخطر

لاعبو نيوكاسل وخسارات متكررة هذا الموسم - مايك أشلي تحمّله الجماهير سبب انهيار نيوكاسل -  بينيتز يبدأ التحدي مع نيوكاسل اليوم أمام ليستر (رويترز)
لاعبو نيوكاسل وخسارات متكررة هذا الموسم - مايك أشلي تحمّله الجماهير سبب انهيار نيوكاسل - بينيتز يبدأ التحدي مع نيوكاسل اليوم أمام ليستر (رويترز)

تعتبر إقالة المدرب ستيف ماكلارين أحدث دلالة على المشكلات العميقة في نادي نيوكاسل، الذي يتجه نحو الانزلاق في معركة أخرى على الهبوط، بينما يشعر المشجعون بالسخط والغضب والتعرض للخيانة.
قال أسطورة نيوكاسل، آلان شيرر، مؤخرا إنه عندما يدخل نيوكاسل في سلسلة أخرى من الأزمات تحت ولاية رئيسه مايك أشلي، فإن النادي الكبير العريق سيبدو سيئا من كل الجوانب، من «القمة إلى القاع».
ومع هذا فقد تمت إقالة مدرب آخر، هو ستيف ماكلارين، بعد شهور على تجربة النادي القصيرة مع جون كارفر. لقد تم إنفاق أموال طائلة على تعاقدات اللاعبين «80 مليون جنيه إسترليني في الصيف وفي يناير (كانون الثاني)»، لكن هذا عجل فقط بأسئلة شائكة حول جدوى الصفقات الجديدة، التي جلبها غراهام كار، كبير كشافي النادي، والذي يختار بدوره اللاعبين من خلال هيكل صناعة القرار الذي يتمسك به أشلي.
وبينما يؤدي كل هذا إلى انزلاق النادي إلى معركة أخرى على الهبوط على ملعب بني من أجل مغامرة لحساب المالك، يبدو التجسيد العصري لملعب سانت جيمس بارك يبدو قاتما. تضع إمبراطورية البيع بالتجزئة للأدوات والملابس الرياضية التي يملكها أشلي، «سبورتس دايركت»، شعارها على كل جدار وعلى كل الوجوه، بينما يرتدي اللاعبون الذين تعاقد معهم كار وفقا لسياسة أشلي لاختيار لاعبين دون الـ25 من العمر، يرتدون القميص ذا اللونين الأسود والأبيض، والذي تجثم على صدره كلمة «ونغا»، إشارة إلى شركة القروض قصيرة الأجل.
أما في أوساط جيش المشجعين الذين يريدون أن يحتضنوا النادي كمبعث للفخر وهوية مدينتهم، فيشيع جو من مشاعر الغضب والاستياء والارتباك والتعرض للخيانة. يواجه نيوكاسل الهبوط في وقت تزداد فيه الفجوة المالية بين الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى اتساعا أكثر من أي وقت مضى، إلى جانب أستون فيلا، وهو نادٍ عريق آخر يواجه الإخفاق بقيادة مالك من المليارديرات.
ومع هذا، ففي حين أن راندي ليرنر ودع فيلا بارك تقريبا، وأعلن أنه سيتوقف عن التدخل في شؤون نادي أستون فيلا من أميركا، فإن أشلي مشارك في هرم القيادة في نيوكاسل وكل إنفاق يتم بموافقته، لكن بطريقة ما أخفق النادي في كل ما يفعله.
تراجع نيوكاسل عن الاستراتيجية المأساوية، التي وضعها مدير النادي، لي تشارنلي، الموسم الماضي، بعد 60 عاما على آخر لقب محلي فاز به النادي، وهو كأس الاتحاد الإنجليزي، والتي تقوم فعليا على التخلي عن الألقاب في مقابل السعي للوصول إلى مركز مريح من الناحية المالية في النصف الأعلى من جدول الدوري الممتاز.
بعد ذلك غادر فريق ماكلارين كأس رابطة المحترفين الإنجليزية في سبتمبر (أيلول)، بعد الهزيمة 0 - 1 على ملعبه امام فريق شيفيلد ونزداي (من الدرجة الأولى)، والتي أرسل تشارنلي في أعقابها رسالة بريد إلكتروني إلى المشجعين، يعتذر فيها عن «البداية المخيبة للغاية لمسيرتنا في الدوري، والخروج المبكر المؤلم من بطولة كأس كان لدينا كل التصميم لبذل كل ما بوسعنا خلالها هذا العام للمنافسة عليها».
لكن بعد هذا الاعتذار لعب الفريق 14 مباراة في الدوري، لم يفز سوى في 4 منها، ومني بهزيمة ثقيلة بنتيجة 1 - 5، على يد كريستال بالاس، بقيادة مدرب نيوكاسل السابق آلان باردو، وغادر النادي كأس الاتحاد الإنجليزي في الجولة الثالثة، عقب خسارته 0 - 1 من واتفورد.
وبهذا أصبح البقاء هو الهدف الوحيد للنادي للحفاظ على هيبته، ومع إتمام الدوري الممتاز صفقة حقوق البث التلفزيونية غير العادية، والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 8 مليارات جنيه إسترليني، لا يحتمل أشلي ألا يكون له نصيب من كل هذه الأموال. تحدث اعتذار تشارنلي في سبتمبر عن توحيد الجهود وعدم توجيه اللوم لأفراد بعينهم وقال: «لقد جلسنا كمجموعة، أنا وستيف ماكلارين وطاقمه التدريبي، مع اللاعبين»، لكن صوت ناقوس الهبوط يغطي كل هذه الكلمات الناعمة.
من الطبيعي في أوقات كهذه أن ينظر المرء إلى ملكية أشلي للنادي كنفوذ طاغٍ، إذ فرض الممارسات البخيلة لشركته «سبورتس دايركت» على نادٍ لكرة القادم كان دائما يضم نجوما كبارا بين صفوفه، مع لمسة من السخاء.
في 2011 - 2012، وبعد أن جلبت جهود كار في اكتشاف اللاعبين، مواهب من أمثال يوهان كاباي وبابيس سيسيه وحاتم بن عرفة، تولى باردو قيادة الفريق إلى المركز الخامس. لكن بعد ذلك أعاد مدير النادي ديريك لامبياس وضع قيود على الإنفاق.
ومع رحيل مدير الكرة، لامبياس، عين أشلي جو كينير في اليوم التالي، في وقت بدأت فيه بعض الأندية الأخرى، مثل ليستر، في تعديل سياساتهم المتعلقة باستقطاب اللاعبين الجدد، بما في ذلك من فرنسا. وبالنظر إلى حديث مسؤولي النادي عن استهدافهم الوجود ضمن أول 10 أندية في جدول الدوري الممتاز، وغياب الاهتمام بحصد الألقاب، فإن نيوكاسل يبدو ناديا تطغى عليه النزعة العملية على الصعيد المالي، وهو ما ليس في صالحه. ولا بد لتشارنلي أن يدرك، مع محاولات النادي المستميتة للبقاء في الدوري الآن، أن هناك حدا أقصى للروح التي يمكن امتصاصها من نادٍ لكرة القدم، حتى مع تظاهر أشلي بابتعاده عن التدخل المباشر في شؤون نيوكاسل.
الآن وضع نيوكاسل المتعثر ثقته في المدرب الإسباني رفائيل بينيتز بعد إقالة ماكلارين على أمل أن ينجح في إنقاذ الفريق من الهبوط.
وأعلن نيوكاسل تعاقده مع بينيتز لمدة ثلاث سنوات مع وجود بندا بالعقد يسمح بفك الارتباط إذا هبط الفريق للدرجة الأولى في نهاية الموسم.
وسيقود بينيتز، 55 عاما، المدرب السابق لليفربول وريال مدريد الفريق خلال المباريات العشر المتبقية في محاولة لإنقاذه من الهبوط وستكون أول مباراة له أمام ليستر سيتي المتصدر اليوم. وقال بينيتز: «سنواجه تحديا ليس فقط لي لكن لطاقمي التدريبي وللاعبين والنادي والجماهير».
والسؤال المطروح هو: هل يستطيع بينيتز الذي كان بلا عمل بعد الرحيل عن ريال في يناير الماضي إنقاذ نيوكاسل القابع في المركز الـ19 في الدوري المؤلف من 20 ناديا من الهبوط؟ سيكون نيوكاسل هو ثالث فريق إنجليزي يقوده المدرب الإسباني بعد تجربتين مع ليفربول وتشيلسي. ودرب بينيتز ليفربول في الفترة بين 2004 و2010 وكان إنجازه الأفضل التتويج بدوري أبطال أوروبا 2005 بعدما عوض تأخره 3 - صفر في النهائي أمام ميلان الإيطالي إلى التعادل 3 - 3 ثم فاز بركلات الترجيح. كما قاد بينيتز تشيلسي كمدرب مؤقت في موسم 2012 - 2013 وفاز معه بالدوري الأوروبي بعد التغلب على بنفيكا في النهائي.
ولا يحظى بينيتز بشعبية كبيرة بين جماهير الرياضة بسبب أسلوبه الدفاعي الذي أدى إلى طرده من ريال مدريد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».