وفد حكومي جزائري يزور العراق قريبًا لبحث {أزمة السجناء}

بدء ترتيبات إعادة فتح سفارة الجزائر في بغداد بعد 11 سنة من اغتيال دبلوماسيين

وفد حكومي جزائري يزور العراق قريبًا لبحث {أزمة السجناء}
TT

وفد حكومي جزائري يزور العراق قريبًا لبحث {أزمة السجناء}

وفد حكومي جزائري يزور العراق قريبًا لبحث {أزمة السجناء}

كشفت الحكومة الجزائرية أنها طلبت من السلطات العراقية جمع المعتقلين الجزائريين في العراق بسجن واحد، في انتظار زيارتهم من طرف وفد رسمي جزائري، سيزور العراق. بينما تتضارب الأنباء حول العدد الحقيقي لهؤلاء السجناء، وحول وجود من يواجه منهم الموت شنقا لصدور حكم بالإعدام بحقهم. ونشر برلماني ينتمي إلى حزب جبهة العدالة والتنمية، يدعى حسن عريبي، رسالة أمس وصلته من رئيس الوزراء عبد المالك سلال، تعد بمثابة رد على استفساره بخصوص مصير السجناء الجزائريين بالعراق. وأهم ما جاء في هذه الرسالة أن الجزائر ستعيد فتح سفارتها في بغداد بعد 11 سنة من غلقها، على أثر مقتل القائم بالأعمال في السفارة علي بلعروسي، والملحق الدبلوماسي عز الدين بلقاضي، بعد أن تم اختطافهما، إثر اقتحام مجموعة مسلحة مجهولة مبنى السفارة. وقد تبنى تنظيم القاعدة خطفهما وإعدامهما، وإلى اليوم لم يتم العثور على جثتي الضحيتين. وبعد العملية الإرهابية أغلقت السفارة، وتم تكليف السفير الجزائري في الأردن بشؤون الرعايا الجزائريين المقيمين بالعراق.
ونقلت الرسالة، التي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها، قول سلال بأن «السلطات الجزائرية طلبت من السلطات العراقية تجميع المعتقلين في مكان واحد، تحسبا لإيفاد بعثة جزائرية إلى العراق في إطار التحضيرات لإعادة فتح سفارتنا ببغداد، قصد الاطلاع عن كثب على وضع هؤلاء المعتقلين». وأشارت الوثيقة الحكومية، إلى أن «المباحثات في مثل هذه الملفات تجري وفق أعراف وتقاليد دبلوماسية، يكتسيها طابع السرية والحذر».
وتفيد الرسالة بأن البرلماني عريبي طلب من رئيس الوزراء التدخل لوقف تنفيذ حكم بالإعدام، صدر عن السلطات القضائية العراقية بحق 8 رعايا جزائريين، والسعي لترحيلهم إلى الجزائر. وقال سلال، في رسالته، إن الملف «يحظى باهتمام السلطات الرسمية المختصة، وهو محل متابعة مستمرة بالتنسيق مع السلطات العراقية، عبر سفيري البلدين»، وأشار سلال إلى بيان صدر عن سفارة العراق في 15 من الشهر الماضي، يكذب أخبارا تحدثت عن قرب تنفيذ حكم الإعدام ضد هؤلاء السجناء.
ومعروف محليا أن العشرات من الجزائريين تتراوح أعمارهم بين 20 و35 سنة، سافروا إلى العراق بعد الغزو الأميركي للبلد عام 2003، وانضم غالبيتهم إلى «القاعدة ببلاد الرافدين»، وبعض المجموعات المسلحة المتفرعة عنها. وتم اعتقال كثير منهم أثناء هجمات على مقرات حكومية، أو في مواجهات مع الجيش العراقي، واتهمتهم السلطات العراقية بالإرهاب، وأحالتهم على المحاكم، ومنهم من حكم عليه بالإعدام، والبعض الآخر يقضي عقوبة السجن المؤبد. وفي 2008 نفذ القضاء قرار الإعدام في أحدهم. وكان موضوع السجناء محل مباحثات بين المسؤولين الجزائريين، ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، خلال زيارته الجزائر الشهر الماضي. وقد طلبت عائلات بعض المعتقلين لقاءه، لكن الخارجية الجزائرية رفضت تنظيم اللقاء بحجة أنها تتكفل بالقضية على أحسن وجه. غير أن ذلك لم يقنع عائلات السجناء الذين أسسوا جمعية، وأعلنوا تنظيم اعتصام أمام مبنى وزارة الخارجية في 18 من الشهر المقبل. وقال قدور هواري، المتحدث باسم هذه العائلات، في اتصال به، إن السفير العراقي السابق بالجزائر، عدي موسى عبد الهادي، «صرح في نهاية 2013 بأن المفاوضات جارية بين السلطات الجزائرية ونظيرتها في العراق لإطلاق سراح السجناء الجزائريين، وقال إن استعادتهم حريتهم لا تعدو أن تكون مسألة أيام. ولكن مرَ أكثر من عامين ولم يتحقق شيء، لذلك نحن لا نثق بكلام سلال ولا في تعهد أي مسؤول عراقي».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.