تشيلسي وسان جيرمان.. صراع المليارديرات من أجل العبور لربع نهائي دوري الأبطال

زينيت الروسي يتسلح بالجماهير من أجل قلب النتيجة على بنفيكا البرتغالي في إياب دور الستة عشر اليوم

هيدينك يراقب لاعبي تشيلسي خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة سان جيرمان الحاسمة (رويترز)
هيدينك يراقب لاعبي تشيلسي خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة سان جيرمان الحاسمة (رويترز)
TT

تشيلسي وسان جيرمان.. صراع المليارديرات من أجل العبور لربع نهائي دوري الأبطال

هيدينك يراقب لاعبي تشيلسي خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة سان جيرمان الحاسمة (رويترز)
هيدينك يراقب لاعبي تشيلسي خلال التدريبات أمس استعدادًا لمواجهة سان جيرمان الحاسمة (رويترز)

يحتضن ملعب «ستامفورد بريدج» في العاصمة لندن اليوم صراع المليارديرات من خلال المواجهة النارية بين تشيلسي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي لأجل عبور دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا الذي يشهد أيضًا لقاء لا يقل أهمية بين زينيت سان بطرسبرغ الروسي وبنفيكا البرتغالي.
في المباراة الأولى يدخل سان جيرمان «المملوك للشركة القابضة القطرية» والحالم بلقبه الأول في دوري الأبطال المواجهة متمتعًا بأفضلية التقدم ذهابًا على أرضه 2 - 1 بهدف متأخر من مهاجمه الأوروغواياني ادينسون كافاني في ربع الساعة الأخير، بعد افتتاح السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش التسجيل في نهاية الشوط الأول ثم معادلة تشيلسي عبر النيجيري جون أوبي ميكيل.
من جهته، يأمل تشيلسي حامل لقب 2012 والمملوك للملياردير الروسي روان أبراموفيتش، أن يلعب هدف ميكيل دورًا كبيرا في حسم التأهل، خصوصًا أن الأهداف المسجلة خارج القواعد لعبت دورًا في حسم هوية المتأهل في آخر موسمين.
في ربع نهائي 2014، فاز سان جيرمان ذهابًا 3 - 1 على أرضه ورد تشيلسي إيابًا 2 - صفر بهدف متأخر من السنغالي ديمبا با، وفي دور الـ16 من النسخة الماضية تأهل سان جيرمان بعد تعادله 1 - 1 على أرضه و2 - 2 خارج ملعبه في الوقت الإضافي بهدف متأخر من المدافع البرازيلي تياغو سيلفا، رغم طرد إبراهيموفيتش في الشوط الأول.
وينظر تشيلسي إلى المسابقة القارية لإنقاذ موسمه المتعثر محليًا، حيث حقق بداية كارثية أطاحت بمدربه البرتغالي جوزيه مورينهو قبل أن يصحح مساره بعد تعيين الهولندي المخضرم غوس هيدينك مؤقتًا حتى نهاية الموسم.
ومنذ إقالة مورينهو في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لم يخسر تشيلسي سوى مرة واحدة في 16 مباراة، كانت ضد سان جيرمان بالذات ذهابًا. وأشار هيدينك البالغ عمره 69 عاما إلى أن فريقه ليس مرشحًا للفوز بقوله: «لسنا الفريق المرشح للفوز. استعدنا الثقة ولدينا الجودة اللازمة.. لكن لنصبح منافسًا صعبًا يجب أن نتحلى بالغضب بطريقة محسوبة، يجب أن يتحلى اللاعبون بالتركيز الكامل». لكن قد يكون هذا الكلام من أجل رفع الضغوط عن لاعبيه وإلقائها على منافسه.
من جهته، يحلق سان جيرمان الذي حل ثانيًا في دور المجموعات وراء ريال مدريد الإسباني، بصدارة الدوري الفرنسي بفارق 23 نقطة عن أقرب مطارديه موناكو، وذلك رغم فوزه مرة واحدة فقط في آخر أربع مباريات وتعرضه لأول خسارة في الدوري هذا الموسم أمام ليون الثالث.
ورغم إمكانية احتفال سان جيرمان بلقب الدوري مرة رابعة على التوالي الأسبوع المقبل، يعيش المدرب لوران بلان تحت هاجس تحقيق نتيجة طيبة في المسابقة القارية، بعد انتعاش خزنة النادي المملوك قطريًا وضمه أفضل لاعبي العالم.
ونجح بلان الذي مدد عقده حتى 2018 مع الفريق الباريسي بقيادة سان جيرمان إلى رباعية محلية الموسم الماضي، لكن مشواره القاري لم يصل حتى إلى المباراة النهائية في الأعوام الماضية، علما بأنه يسعى حاليًا للتأهل إلى ربع النهائي لرابع مرة على التوالي.
وقال البرازيلي ماكسويل مدافع سان جيرمان: «الكل يفكر في مباراة تشيلسي، الإعلام، النادي واللاعبون أيضًا. في هذا الوقت من السنة، يصعب أن يكون الفريق جاهزًا بأكمله، لدينا بعض الإصابات من هنا وهناك». من جهته، قال البرازيلي ديفيد لويز مدافع سان جيرمان الذي سبق أن حقق اللقب بقميص تشيلسي السابق عام 2012: «احترامي وحبي لتشيلسي سيكون هو نفسه دائمًا. لكني أتمنى أن نخرج فائزين هناك..كنت سعيدا للغاية في النادي وفي لندن كمدينة.. لدي بعض اللحظات الرائعة هناك لكني أركز على عملي، وهو اللعب لباريس سان جيرمان». وتمنى لويز أن يكرر ما فعله الموسم الماضي حين سجل لباريس سان جيرمان في استاد ستامفورد بريدج ورؤية فريقه الفرنسي يطيح بناديه السابق.
ويحوم الشك حول مشاركة ثنائي وسط سان جيرمان بليز ماتويدي والإيطالي ماركو فيراتي.
ويعول سان جيرمان على هدافه زلاتان المتعطش للقب قاري، والجناح الأرجنتيني انخل دي ماريا الراغب بتبرير صفقة ضمه الهائلة مقابل 63 مليون يورو.
أما تشيلسي، فقد يفتقد قلب دفاعه المخضرم جون تيري، فيما أكد هيدينك أن مهاجمه الإسباني دييغو كوستا (14 هدفًا هذا الموسم) سيكون لائقًا بدنيًا رغم غيابه عن التعادل الأخير مع ستوك في الدوري.
واستعاد تشيلسي البعض من هيبته أخيرًا، فعاد الحارس البلجيكي الشاب تيبو كورتوا إلى مستوياته، ويبرز في صفوفه شعلة النشاط البرازيلي ويليان، فيما لا يزال يبحث عن موهبة البلجيكي ادين هازار الضائعة في موسم تشيلسي المخيب محليًا.
وفي مباراة مبكرة في روسيا، يستقبل زينيت سان بطرسبرغ بنفيكا البرتغالي بعد فوز الأخير ذهابًا بهدف يتيم.
وحقق بنفيكا حامل اللقب عامي 1961 و1962 فوزًا قاتلاً بهدف البرازيلي جوناس غونالفيش أوليفيرا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع.
وصمد الفريق الروسي طيلة المباراة أمام المد الهجومي لأصحاب الأرض لكنه دفع ثمن فقدان التركيز في الدقائق الحاسمة خصوصًا بعد طرد مدافعه الدولي الإيطالي دومينيكو كريشيتو في الدقيقة الأخيرة.
وقال مدرب زينيت البرتغالي أندريه فيلاس بواش إن بلوغ ربع النهائي هو «حلمنا» وسيكون «حدثًا كبيرًا لكرة القدم الروسية». وأضاف فيلاس بواش الذي واجه بنفيكا سبع مرات عندما كان يقود أكاديميكا كويمبرا وبورتو في البرتغال، أن الجماهير قد تقود فريقه للفوز والتأهل لأول مرة لدور الثمانية. وقال مدرب تشيلسي وتوتنهام هوتسبير السابق: «لدينا الأفضلية قبل لقاء الإياب.. وأعني بذلك الجماهير.. أثق في أن الاستاد سيكون ممتلئًا وستصنع الجماهير أجواء ستساعد الفريق على التقدم لمرحلة جديدة. نحن واثقون من قدرتنا على تعويض الهزيمة والتأهل لدور الثمانية».
وهي المرة الثالثة التي يلتقي فيها الفريقان في المسابقة والثانية على التوالي بعد الأولى في الدور ذاته عام 2012، وكان التأهل من نصيب الفريق البرتغالي عندما خسر 2 - 3 في سان بطرسبورغ ذهابًا وفاز بثنائية نظيفة إيابًا على ملعب النور، وبلغ الدور ربع النهائي، والثانية الموسم الماضي في دور المجموعات وخرج الفريق الروسي فائزًا بثنائية نظيفة ذهابًا في لشبونة وهدف وحيد إيابًا في روسيا.
وتابع بنفيكا حامل اللقب في العامين الأخيرين انتفاضته المحلية، وحسم الديربي التقليدي أمام جاره سبورتينغ لشبونة 1 - صفر وانتزع منه الصدارة، لكنه يعاني عدة إصابات في خط دفاعه. وسيشرك بنفيكا تشكيلة جديدة في خط دفاعه عندما يسافر للعب في واحد من أقل الأماكن المفضلة لديه من أجل الدفاع عن تقدمه 1 - صفر باستاد بتروفسكي. ويغيب عن بطل البرتغال ثلاثة مدافعين إضافة للحارس جوليو سيزار، ولن يشارك لويزاو وليساندرو لوبيز بسبب الإصابة وجاردل للإيقاف مما يجعل فيكتور ليندلوف - الذي بدأ الموسم كبديل - المدافع الصريح الوحيد في التشكيلة.
كما يغيب الظهير الأيمن أندريه الميدا بسبب الإيقاف بينما سيحل البرازيلي اديرسون محل مواطنه جوليو سيزار الذي يعاني من إصابة في الفخذ.
لكن المدرب روي فيتوريا يشعر بالنشوة جراء الفوز 1 - صفر على الغريم التقليدي سبورتنج يوم السبت الذي قفز به بنفيكا إلى صدارة الدوري البرتغالي الممتاز على حساب جاره، وقال: «من الأفضل دائمًا العمل انطلاقا من انتصار».
وحقق بنفيكا 13 فوزًا في 14 مباراة هذا العام وجاءت هزيمته الوحيدة أمام المنافس اللدود بورتو.
ولا يعاني فيتوريا من أي قلق في الهجوم حيث سجل المهاجم جوناس 28 هدفًا في 35 مباراة بجميع المسابقات، ويستمتع بأفضل موسم في مسيرته وعمره 31 عامًا.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».