البيت الأبيض يتعهد بكشف تفاصيل هجمات «درون»

«من أجل الشفافية» في آخر سنوات أوباما

«درون» أميركية قبل تنفيذ طلعاتها في سماء أفغانستان («الشرق الأوسط»)
«درون» أميركية قبل تنفيذ طلعاتها في سماء أفغانستان («الشرق الأوسط»)
TT

البيت الأبيض يتعهد بكشف تفاصيل هجمات «درون»

«درون» أميركية قبل تنفيذ طلعاتها في سماء أفغانستان («الشرق الأوسط»)
«درون» أميركية قبل تنفيذ طلعاتها في سماء أفغانستان («الشرق الأوسط»)

في نفس يوم إعلان متحدث باسم البنتاغون أن طائرات «درون» (دون طيار) وطائرات أخرى قتلت أكثر من 150 من مقاتلي تنظيم الشباب في الصومال، قالت ليزا موناكو، مستشارة الرئيس باراك أوباما للأمن الداخلي، إن البنتاغون سيعلن، بعد أسابيع قليلة، جملة معلومات عن هجمات «درون» وهجمات عسكرية أخرى ضد المنظمات الإرهابية منذ عام 2009، أول أعوام الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض. وقالت موناكو، في خطاب في مجلس العلاقات الخارجية أول من أمس، إن القرار «اتخذ من أجل الشفافية». وأضافت: «نعلم أن مزيدا من الشفافية ليس الأمر الصحيح فحسب، بل هو الطريق الأفضل للمحافظة على شرعية جهودنا لمكافحة الإرهاب، والدعم الواسع لحلفائنا».
أمس، قالت وكالة «رويترز» إن هذه التنازلات من جانب الرئيس أوباما الذي كان يرفض إعلان تفاصيل هجمات «درون» وغيرها من العمليات العسكرية ضد الإرهابيين، تأتي «بعد سنوات من انتقاد جماعات حقوق الإنسان، وغيرها» لهذه الهجمات في أفغانستان، وباكستان، واليمن، والصومال، وليبيا، «والتي أدت لسقوط ضحايا من المدنيين». وكانت منظمات حقوق الإنسان، داخل وخارج الولايات المتحدة، اتهمت أوباما بعدم النزاهة في عملياته ضد الإرهابيين، وذلك لأنه يرفض إعلان الأوامر التي يصدرها، وتفاصيل العمليات العسكرية التي ينفذها البنتاغون. منذ أعوام قليلة، ظلت صحف أميركية تنشر معلومات عن عمليات «درون» السرية. منها أن وثائق سرية أظهرت، خلافا لتأكيدات إدارة أوباما بأن العمليات استهدفت فقط القادة المعروفين لتنظيم القاعدة وللجماعات الإرهابية الأخرى، أن إدارة أوباما «قتلت مئات المتشددين المشتبه بهم على مستوى أقل في عشرات الهجمات في المناطق القبلية في باكستان»، كما أوردت «رويترز».
وأن أكثر الهجمات إثارة للجدل في الولايات المتحدة كانت هجمات في 2011 أذن بها أوباما، وأدت إلى قتل أربعة مدنيين أميركيين بينهم أنور العولقي، القيادي في فرع تنظيم القاعدة في اليمن.
أمس، رحبت بعض منظمات حقوق الإنسان بإعلان موناكو عن «الشفافية». لكنها قالت إن الإدارة يجب أن تفعل أكثر من ذلك. وقال جميل جعفر، نائب مدير الشؤون القانونية في الاتحاد الأميركي للحريات المدنية (إيه سي إل يو): «هذه خطوة هامة. لكن، لا بد أن تكون جزءا من إعادة نظر أوسع للسرية التي تحيط بهجمات الطائرات دون طيار». وأضاف: «ينبغي أن تخضع سلطة استخدام القوة القاتلة لرقابة أكثر صرامة من قبل الشعب، ومن قبل الكونغرس، وعلى الأقل، أحيانا، من قبل المحاكم».
لكن، انتقد قادة جمهوريون في الكونغرس تصريحات موناكو. وقالوا إن الرئيس أوباما يواصل «تراجعاته» أمام المنظمات الإرهابية. وأشاروا إلى ما سموها «خطة سلبية» في مواجهة تنظيم داعش، وتنظيمات إرهابية أخرى.
أمس، نشر مدير الاستخبارات الوطنية (إن دي آي)، الذي يجمع كل الوكالات الاستخباراتية، تقريرا قال إن عدد سجناء قاعدة غوانتانامو السابقين الذين يعتقد أنهم عادوا إلى القتال خلال عام. ويتوقع أن يعرقل هذا التقرير محاولات الرئيس أوباما لإغلاق السجن، وذلك لأن قادة جمهوريين في الكونغرس يعارضون إغلاق السجن، وسيستغلون تقرير «إن دي آي» لتأكيد رأيهم.
حسب أرقام مكتب «إن دي آي»، عاد إلى القتال سبعة من 144 من سجناء غوانتانامو الذين أفرج عنهم الرئيس أوباما منذ عام 2009. وحسب تقارير سابقة، عاد إلى القتال 111 من بين 532 سجينا أفرج عنهم الرئيس السابق جورج بوش الابن.



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.