«الهيئة العليا» في المعارضة السورية تتجه لإعلان مشاركتها في المفاوضات

دعوة «الاتحاد الديمقراطي» معلقة.. وعليكو: سنبحث الانتقال السياسي ووقف النار فقط

لاجئ يحرق بعضا من ثيابه للحصول على نار خلال صباح ضبابي في مخيم مؤقت على الحدود اليونانية - المقدونية حيث أغلبية اللاجئين من السوريين (أ.ف.ب)
لاجئ يحرق بعضا من ثيابه للحصول على نار خلال صباح ضبابي في مخيم مؤقت على الحدود اليونانية - المقدونية حيث أغلبية اللاجئين من السوريين (أ.ف.ب)
TT

«الهيئة العليا» في المعارضة السورية تتجه لإعلان مشاركتها في المفاوضات

لاجئ يحرق بعضا من ثيابه للحصول على نار خلال صباح ضبابي في مخيم مؤقت على الحدود اليونانية - المقدونية حيث أغلبية اللاجئين من السوريين (أ.ف.ب)
لاجئ يحرق بعضا من ثيابه للحصول على نار خلال صباح ضبابي في مخيم مؤقت على الحدود اليونانية - المقدونية حيث أغلبية اللاجئين من السوريين (أ.ف.ب)

تتّجه المعارضة السورية خلال الساعات القليلة المقبلة للإعلان عن موافقتها على المشاركة في مفاوضات جنيف المزمع عقدها نهاية الأسبوع انطلاقا من معطيات إيجابية مرتبطة بتنفيذ الإجراءات الإنسانية التي كانت قد طالبت بها، إضافة إلى ارتكاز جدول الأعمال على نقطتين أساسيتين هما: وقف إطلاق النار النهائي، والبحث في عملية الانتقال السياسي، وفق ما قال عضو الهيئة، فؤاد عليكو، متوقعا ألا يصل الوفد المفاوض إلى جنيف قبل 14 مارس (آذار) الحالي.
وفي وقت أعلنت فيه جيسي شاهين، المتحدثة باسم المبعوث الدولي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا، أن جولة جديدة من المحادثات ستبدأ في جنيف في موعد أقصاه 14 مارس الحالي، لا تزال الهيئة العليا التفاوضية متمسكة برفضها إدخال طرف ثالث على المفاوضات، في إشارة إلى ما يعرف بـ«مجلس سوريا الديمقراطية». وفي حين أشارت مصادر في حزب الاتحاد الديمقراطي لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه لغاية الآن لم يتلق دعوة للمشاركة في المفاوضات، اتهم رئيس الحزب صالح مسلم، في حديث لوكالة «رويترز» الجماعات المعارضة بوضع العراقيل في مسار الحل السياسي، عادًا أن «الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإجراء المفاوضات تواجه عراقيل كثيرة».
وقالت شاهين أمس: «دي ميستورا وفريقه مستعدون لاستقبال جميع المشاركين ابتداء من اليوم (..) وسيجرون اجتماعات تحضيرية قبل المناقشات الجوهرية».
وأضافت: «لكن هذا الأسبوع صعب جدا من الناحية اللوجيستية» بسبب إقامة معرض سيارات كبير في جنيف، مما أدى إلى ازدحام فنادق المدينة، فيما سيصل المشاركون في المحادثات في مواعيد مختلفة، ولكن «المفوض سيبدأ اجتماعات جوهرية مع الموجودين في جنيف في موعد أقصاه 14 مارس»، بحسب المتحدثة.
وقال عليكو في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «تجري الهيئة العليا مشاورات مكثفة على أن تعلن عن موقفها النهائي غدا (اليوم الأربعاء)، في أبعد تقدير، ويمكن القول إن هناك توجّها إيجابيا لمشاركتنا بناء على المعطيات المتوفرة لدينا»، موضحا: «تلقينا تأكيدات من دي ميستورا على أن البحث سيرتكز على نقطتين رئيسيتين، هما: الانتقال السياسي، ووقف إطلاق النار، في ظل العمل على استمرارية الهدنة التي تسجّل تدرجا جيدا لانخفاض مستوى العنف، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى مزيد من المناطق المحاصرة، إضافة إلى الوعود ببدء إطلاق سراح المعتقلين، لا سيما النساء والأطفال».
وفي حين لفت عليكو إلى الضغوط التي تمارسها روسيا لإضافة وفد ثالث، على غرار المحاولات السابقة، في الجولة الأولى من المفاوضات، فإنه أكد إصرار الهيئة على رفض هذا الأمر، وقال: «هناك ضغوط لمشاركة بعض الشخصيات التي تقول إنها ليست مع المعارضة ولا مع النظام، أبرزهم، قدري جميل وصالح مسلم وهيثم مناع، وهو ما لم ولن نقبل به إلا إذا التزم هؤلاء بثوابت الثورة، لا سيما المتعلقة بهيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، عندها قد نعيد النظر في الأمر، إنما أن يشكلوا طرفا ثالثا على الطاولة، فهذا أمر غير مقبول».
وأعلن قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية» أن ما يعرف بـ«وفد مجموعة موسكو - القاهرة»، ينوي الذهاب إلى الجولة الثانية لمفاوضات جنيف قبل 14 مارس.
وقال جميل: «طلبوا منا الحضور قبل 14 مارس، وأنا سأذهب في 12 مارس. أما هيثم مناع (الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديمقراطي) فما زال يرفض المشاركة من دون الأكراد. نحن 8 أعضاء (مجموعة موسكو – القاهرة)، ونعتقد أن علينا المحافظة على وضعنا ومتابعة المشاركة والعمل من أجل تمثيل الأكراد في هذه المفاوضات».
وكان ممثل الأكراد السوريين في موسكو رودي عثمان أعلن أن الدول المنظمة لمفاوضات جنيف، وعدت أكراد سوريا بدعوة ممثليهم إلى جنيف، لكن الدعوة لم تصل حتى الآن.
ونقلت وكالة «آكي» الإيطالية للأنباء أول من أمس، عن مصادر في المعارضة السورية أن روسيا لم تعد متمسكة بدعوة قدري جميل رئيس حزب «الإرادة الشعبية»، ورندا قسيس رئيسة «حركة المجتمع المدني» إلى مفاوضات جنيف، بينما تتمسك بدعوة صالح مسلّم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري وآخرين معه من «مجلس سوريا الديمقراطي».
ورأت المصادر أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في الغالب سيتجاوب مع الرغبة الروسية، ولن يوجه الدعوة لمن تخلت عنهم موسكو، خاصة أن المعارضة السورية تعدهم «إشكاليين».
ومثل الجولة الأولى من المحادثات التي جرت في فبراير (شباط)، فإن الجولة التالية التي أعلن النظام السوري الاثنين الماضي نيته المشاركة فيها، ستشتمل على ما يسمى «المحادثات غير المباشرة» التي سيلتقي خلالها دي ميستورا بمختلف الأطراف بشكل منفصل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.