الأمين العام للأمم المتحدة يحثّ النظام السوري والمعارضة على إبداء حسن النوايا في محادثات السلام

مقتل شخص في تركيا بقذائف صاروخية أطلقت من سوريا

الأمين العام للأمم المتحدة يحثّ النظام السوري والمعارضة على إبداء حسن النوايا في محادثات السلام
TT

الأمين العام للأمم المتحدة يحثّ النظام السوري والمعارضة على إبداء حسن النوايا في محادثات السلام

الأمين العام للأمم المتحدة يحثّ النظام السوري والمعارضة على إبداء حسن النوايا في محادثات السلام

قتل شخص وأصيب اثنان على الاقل عندما سقطت ثمانية صواريخ أطلقت من منطقة يسيطر عليها المتطرفون في سوريا، على مدينة كيليس التركية القريبة من الحدود، وفق وسائل إعلام في المنطقة.
وسقط عدد من صواريخ الكاتيوشا في مناطق خالية؛ لكن احدها أوقع الاصابات، حسب ما نقلت وسائل الإعلام التركية عن رئيس بلدية المدينة حسن قارة، الذي قال إنّ شخصا قتل وجرح اثنان، أحدهما اصابته خطرة.
وذكرت وكالة "دوغان" للانباء أنّ الصواريخ أطلقت من منطقة في سوريا يسيطر عليها متطرفو تنظيم "داعش".
ورد الجيش التركي باطلاق النار على مواقع للتنظيم المتطرف في سوريا "عملا بقواعد الاشتباك"، وفقا لمصادر أمنية.
وهذه أول حادثة من هذا النوع منذ 18 يناير (كانون الثاني)، عندما اطلق صاروخ من منطقة يسيطر عليها "داعش" في سوريا فسقط في ملعب مدرسة، ممّا أدّى إلى مقتل عاملة نظافة واصابة تلميذة بجروح.
ويأتي هذا الهجوم بعد قصف مدفعي متكرر للقوات المسلحة التركية في الاسبوعين الماضيين على مواقع لتنظيم "داعش" في سوريا.
وتطبق في سوريا هدنة هشة وافقت عليها تركيا؛ لكن الاتفاق لا يشمل مناطق يسيطر عليها "داعش" وجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
ومنذ منتصف فبراير (شباط)، قصفت المدفعية التركية لأيام متتالية أهدافًا لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي داخل سوريا، وقال الجيش إنّه كان يرد على اطلاق النار.غير أنّ تركيا لم تقصف أي مواقع للمقاتلين الاكراد السوريين داخل سوريا منذ بدء تطبيق وقف اطلاق النار في 27 فبراير.
من جانبها، حثت واشنطن انقرة على وقف قصفها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب التابعة له.
وفي شأن محادثات السلام، قالت المتحدثة باسم مبعوث الامم المتحدة لسوريا ستافان دي ميستورا اليوم، إنّه يعتزم بدء المحادثات الاساسية بحلول 14 مارس (آذار)، أي بعد خمسة أيام من الموعد المقرر في التاسع من الشهر.
من جانب آخر، أفادت المتحدثة جيسي شاهين في إفادة مقررة، بأنّ المحادثات ستستأنف رسميا في التاسع من مارس؛ لكنّ بعض المشاركين سيصلون إلى جنيف في 12 و13 و14 من الشهر. وأضافت أنّ المشاركين الذين وجهت إليهم الدعوات هم أنفسهم من شاركوا في الجولة الاولى.
أمّا بان كي مون الامين العام للامم المتحدة فقد حثّ اليوم، النظام السوري والمعارضة على ابداء حسن النوايا في محادثات السلام التي من المتوقع أن تبدأ في جنيف خلال أيام.
وقال بان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل "قلت للمستشارة ميركل إنّ حكومة النظام السوري والمعارضة لا بدّ أن تشاركان بنوايا طيبة في مفاوضات السلام التي تستأنف غدا". وتابع معلقًا على أزمة المهاجرين في أوروبا أنّه يشعر بقلق من اتخاذ بعض الدول الاوروبية اجراءات لتقييد حركة اللاجئين الذين يسعون للحماية. واستطرد "أنّهم يتهربون من مسؤولياتهم الانسانية".



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.