المعلمون يواصلون شل العملية التعليمية وسط «تخبط» في إدارة الأزمة

رفض مبادرة الكتل البرلمانية الفلسطينية يصعب الحلول والحكومة تلوح ببدلاء

المعلمون يواصلون شل العملية التعليمية وسط «تخبط» في إدارة الأزمة
TT

المعلمون يواصلون شل العملية التعليمية وسط «تخبط» في إدارة الأزمة

المعلمون يواصلون شل العملية التعليمية وسط «تخبط» في إدارة الأزمة

واصل المعلمون الفلسطينيون الإضراب الشامل للأسبوع الثالث على التوالي، للمطالبة بحقوقهم المالية، متسببين بشلل كامل للعملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية، وسط مفاوضات صعبة ومتعثرة.
واعتصم آلاف المعلمين أمس، أمام مقر الحكومة الفلسطينية، وهتفوا مطالبين «بالكرامة». ووصل المعلمون إلى رام الله، رغم الحواجز الأمنية التي وضعت لمنعهم. واتهم محمد حمايل، وهو أحد الناطقين باسم «حراك المعلمين»، الحكومة بتجاهل المعلمين ومحاولة كسر إضرابهم، مؤكدا أن الإضراب مستمر. كما اتهم الأمانة العامة لاتحاد المعلمين بالمسؤولية عن إفشال التوصل إلى اتفاق مساء الأحد، مع الكتل والقوائم البرلمانية وفصائل منظمة التحرير.
وكان اجتماع طارئ عقد بين الكتل البرلمانية وحراك المعلمين والاتحاد، في مقر المجلس التشريعي برام الله، مساء الأحد، لمناقشة أزمة المعلمين وإضرابهم، انتهى من دون بوادر اتفاق.
ورفض أعضاء الأمانة العامة لاتحاد المعلمين تشكيل لجنة مؤقتة بديلة للحوار مع الحكومة، ورفض حراك المعلمين العودة للدوام لمجرد الوعود بدفع جزء من المستحقات.
وكانت الكتل والقوائم البرلمانية، وضعت مبادرة تقوم على دفع مبلغ 24 مليون شيقل للمعلمين، وهي الدفعة الأولى بعد أسبوع من العودة للدوام ودفع مبلغ 24 أخرى وهي الدفعة الثانية، ما بين 15 أبريل (نيسان) وأول مايو (أيار)، على أن يتم الحوار بين الحكومة واللجنة المطلبية التي سيتم تعيينها من المجلس المركزي للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، للتسريع في تنفيذ ما تبقى من الديون، وصرفها بحد أقصى أول سبتمبر (أيلول) المقبل، وتبدأ الحكومة فورًا الحوار مع اللجنة المطلبية التي يتم تشكيلها من المجلس المركزي حول كافة القضايا المطلبية، وتعليق الإضراب والإعلان عن ذلك.
وعقب عماد قاسم، أحد ممثلي المعلمين بقوله، بأن الاتفاق لا يتضمن أي شيء جديد سوى جدولة الديون لربع آخر للمستحقات القديمة، على أن يتم تشكيل لجنة مطلبية من دون تحديد، وأن تقوم بالحوار مع الحكومة. وأضاف: «هذه ليست مطالبنا، مطالبنا كثيرة، ونحن نرفض مثل هذه الاتفاقية».
ويطالب المعلمون الذين شكلوا تنسيقيات في المدن، بعلاوة غلاء المعيشة 7.5 في المائة عن ثلاث سنوات خلت، وما يتبعها من منافع للمعلمين، وتأمين تعليم جامعي لأبناء المعلمين، وانتخاب جسم للمعلمين، وعلاوة طبيعة العمل لا تقل عن 70 في المائة من الراتب، وفتح الدرجات أمام المعلمين أسوة بالوزارات الأخرى، حيث يكون قانون واحد يشمل الجميع، ورفع الراتب الأساسي إلى 3000 شيقل.
وتحول إضراب المعلمين إلى أزمة كبيرة في وجه الحكومة الفلسطينية التي يرأسها الدكتور رامي الحمد الله، وأخذ يتهدد العام الدراسي الحالي بشكل حقيقي.
وفتحت الحكومة باب التطوع في المدارس، ولوحت باستبدال المعلمين بخريجين جدد كانوا تقدموا بطلبات توظيف سابقة، لكن ذلك لم يؤت ثماره، بل أشار إلى تخبط في مواجهة الأزمة.
وثمة مدارس عادت إلى الدوام بعد طلب من حركة فتح، لكن معلمين فيها لم يلتزموا كما بقيت أغلب المدارس مقفلة. وتعتقد جهات في السلطة الفلسطينية أن حركة حماس تستثمر إضراب المعلمين وتحاول الضغط على حكومة الحمد الله. ويوجد جدل داخل السلطة نفسها، حول الطريقة الأمثل لحل الأمر وتجاوزه، إذ يدفع البعض للحسم ويطالب آخرون باحتواء المعلمين، ويتردد البعض في طريقة معالجة الأمر، ويعتقدون أن على الرئيس التدخل.
ويخشى مسؤولون من تحول الإضراب إلى «ثورة» تقود إلى مواجهة، وتؤدي إلى استمرار تعطيل القطاع الأهم، بالنسبة للدول والأهالي، أي قطاع التعليم.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.