تطبيق «لمسة» العربي التعليمي يستهدف الأطفال

يعلم اللغة العربية بأسلوب تفاعلي ممتع

تطبيق «لمسة» العربي التعليمي يستهدف الأطفال
TT

تطبيق «لمسة» العربي التعليمي يستهدف الأطفال

تطبيق «لمسة» العربي التعليمي يستهدف الأطفال

يواجه مبرمجو التطبيقات الإلكترونية العربية تحديات كثيرة في المنطقة، من بينها المنافسة مع التطبيقات العالمية وعدم توافر سبل شراء إلكترونية سهلة، ولكن لديهم فرصة أفضل من غيرهم؛ هي معرفتهم بمستخدمي الأسواق المحلية وقدرتهم على تطوير تطبيقات مبتكرة باللغة العربية. وتحدثت «الشرق الأوسط» مع بدر ورد، مطور تطبيق «لمسة» العربية التعليمي على نظام التشغيل «آي أو إس» الخاص بشركة «آبل».
يستهدف التطبيق الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى وثمانية أعوام، ويرى «بدر» أن تشجيع الإبداع ومساعدة الأطفال في المنطقة العربية على تعلم القراءة باللغة العربية بطريقة تفاعلية ممتعة يحفزهم على تطوير مهاراتهم اللغوية في سن مبكرة ومهمة. ولاحظ بدر هبوطا حادا في معدلات القراءة لدى الأطفال، الأمر الذي جعله يركز على تطوير التطبيق ككتاب يمكن قراءته عوضا عن النقر على بضعة أيقونات ببعد واحد، وزيادة عدد القصص المتوفرة عبر التطبيق لتحفيز الأطفال على العودة إلى القراءة.
وهكذا فإن التطبيق لا يُقدم للأطفال أساسيات مثل الأرقام والأبجدية والألوان والحيوانات والأحرف والكلمات فحسب، وإنما يركز على التوعية بمجموعة من المواضيع الإنسانية والبيئية من خلال آلاف القصص وعروض الفيديو.
وأضاف أن متجر تطبيقات «آي أو إس» قدم تسهيلات كثيرة للمطورين وجعل بيئة ريادة الأعمال خصبة لإنتاج المزيد من التطبيقات المحلية، وخصوصا في مجال التعليم، حيث تضاعف المحتوى التعليمي الموجه للأطفال والمتماشي مع الثقافة المحلية بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وتساهم هذه الفئة من التطبيقات بمساعدة الأهل على تعليم أطفالهم بطريقة ممتعة، وذلك لبناء جيل قائم على المعرفة والنهوض باللغة العربية وإعادة تألقها من خلال تشجيع القراءة. وجمع بدر فريقا من الآباء الموهوبين بهدف إحداث تغيير عن طريق تطوير تطبيقه، وذلك بدمج التعليم مع اللعب والخيال والإبداع والاستكشاف.
ويهتم التطبيق بالتعليم الترفيهي ويشجع الأطفال على القراءة والكتابة باللغة العربية، ويعنى بتحفيز الأطفال على التفكير والاستكشاف والعثور على حلول لفهم العالم من حولهم. وأبرمت الشركة، التي طورت التطبيق واسمها «لمسة» كذلك، اتفاقيات كثيرة مع مزودي المحتوى، مثل مؤلفي كتب الأطفال والرسامين والناشرين، بالإضافة إلى المؤسسات الأكاديمية والمنظمات غير الحكومية والكيانات الأخرى في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى شراكات وتعاون مع مجموعة «إم بي سي» ومسلسل «افتح يا سمسم»، وغيرها، الأمر الذي ساهم بإنجاح التطبيق وزيادة شعبيته بين الأطفال.
وتم تحميل التطبيق أكثر من 4 ملايين مرة، وتمت قراءة المحتوى عليه أكثر من 320 مليون مرة، وفقا لإحصاءات الشركة التي يعمل داخلها فريق مكون من أكثر من 50 موظفا، بعضهم كان يعمل في الماضي في «ديزني» وفي مجال الرسوم المتحركة في اليابان، وذلك لتطوير محتوى جديد يثير اهتمام الأطفال. وحاز التطبيق على اهتمام كبير في المجتمع المحلي في المملكة العربية السعودية في سنوات قليلة، كما فاز بجائزة المحتوى الرقمي باللغة العربية في مؤتمر القمة العالمي التابع للأمم المتحدة.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».