المغرب: أحكام بالسجن وغرامات في قضايا فساد انتخابي بأغادير

طالت رئيس الجهة وبرلمانيين ورؤساء بلديات

المغرب: أحكام بالسجن وغرامات في قضايا فساد انتخابي بأغادير
TT

المغرب: أحكام بالسجن وغرامات في قضايا فساد انتخابي بأغادير

المغرب: أحكام بالسجن وغرامات في قضايا فساد انتخابي بأغادير

قضت المحكمة الابتدائية في أغادير (جنوب المغرب) أمس بالسجن، موقوف التنفيذ، لمدد تتراوح ما بين 3 و4 أشهر، بالإضافة إلى غرامات مالية والمنع من الترشيح لولايتين متتاليتين، والمنع من التصويت في الانتخابات لمدة سنتين، في حق ستة أشخاص، توبعوا في ثلاثة ملفات منفصلة.
وتعد هذه الملفات الأولى من نوعها ضمن سلسلة من قضايا الفساد الانتخابي، التي حركتها اللجنة الوطنية لتتبع الانتخابات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ضد 26 شخصا تم الاشتباه فيهم بممارسة الفساد الانتخابين، وذلك خلال انتخاب أعضاء مجلس المستشارين (الغرفة الثانية للبرلمان) في الثاني من أكتوبر الماضي.
وتوبع المتهمون السبعة باستخدام المال وشراء الأصوات، واستعمال الهدايا والإغراءات لاستمالة أصوات الناخبين الكبار خلال انتخاب أعضاء مجلس المستشارين، استنادا إلى تسجيل مكالمات هاتفية. وقد حركت المتابعة القضائية من طرف وزير العدل ووزير الداخلية باعتبارهما يتقاسمان رئاسة لجنة تتبع الانتخابات، وذلك على أساس الشكاوى والطعون التي تلقتها اللجنة.
وأربك صدور الأحكام أمس في أغادير اجتماع مجلس جهة سوس ماسة درعة، الذي تزامن انعقاده مع النطق بالحكم، إذ كان رئيس المجلس ونائبه الأول من بين المحكومين في هذه القضايا، حيث حكم على إبراهيم الحافدي، رئيس جهة سوس ماسة درعة، من حزب التجمع الوطني للأحرار المشارك في الحكومة، بالحبس موقوف التنفيذ لمدة ثلاثة أشهر وأداء غرامة قدرها 40 ألف درهم (4 آلاف دولار)، والحرمان من الترشيح لولايتين ومن التصويت لعامين.
كما حكم على نائبه الأول ومنسق حزب التجمع الوطني للأحرار بالجهة بالحبس أربعة أشهر، موقوفة التنفيذ، وأداء غرامة قدرها 50 ألف درهم (5 آلاف دولار)، وبالحرمان من التصويت والترشيح للمدة نفسها، علما بأن الحافدي يتولى رئاسة الجهة منذ 2003، وفاز بالولاية الحالية بفضل أصوات حزب العدالة والتنمية، الذي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة على الأغلبية الساحقة للمقاعد في مجلس الجهة (23 مقعدا)، في حين لا يتجاوز عدد مقاعد التجمع الوطني للأحرار 7 مقاعد.
وفي الملفين الآخرين توبع سعيد ضور، النائب البرلماني عن حزب الاستقلال المعارض (غرفة أولى)، والمستشار سعيد كرم (عضو الغرفة الثانية) من الحزب نفسه، وحكم على كل واحد منهما بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ في الملف الأول، وثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ في الملف الثاني، بالإضافة إلى غرامات مالية والحرمان من الترشيح لولايتين والتصويت لسنتين. كما حكم على حسن مرحوم، نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات في أغادير، من حزب الاستقلال، والعربي كانسي من الحزب نفسه بالحبس 3 أشهر، إضافة إلى أداء غرامات والمنع من الترشيح والتصويت للفترة نفسها.
وتعد الأحكام الصادرة أمس في هذه القضايا أحكاما ابتدائية، وأكد المحكومون أنهم سيستأنفونها أمام أنظار هيئة قضائية أعلى.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».