مصر: اتهام لـ«الإخوان» بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال النائب العام هشام بركات

وزير الداخلية قال إن عناصر الجماعة تلقت التدريبات على يد حركة حماس في غزة

اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
TT

مصر: اتهام لـ«الإخوان» بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال النائب العام هشام بركات

اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في القاهرة أمس (أ.ف.ب)
اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، في المؤتمر الصحافي الذي عقده في القاهرة أمس (أ.ف.ب)

اتهم اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية المصري، جماعة الإخوان المسلمين بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات الذي قضى متأثرا بجراحه بعد اعتراض سيارة مفخخة لموكبه مطلع العام الماضي. وأضاف الوزير أن «عناصر الخلية الإخوانية التي ضمت 48 عنصرا تلقت التدريب على أيدي حركة حماس في غزة»، مشيرا إلى أن وزارته أفشلت ما عده «مؤامرة ضخمة» من جانب الإخوان المسلمين، لزعزعة استقرار الدولة.
وقال اللواء عبد الغفار، في مؤتمر صحافي عقده في القاهرة أمس، وبثه التلفزيون الرسمي إن جهاز الأمن نجح خلال الفترة الماضية في كشف المخططات والوقوف على مرتكبيها، ووضع يده بالكامل على «المؤامرة الكبرى».
وأعلن وزير الداخلية تفاصيل عملية القبض على المتهمين باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، بعد ساعات من إصدار النيابة العامة قرارا بحبس 6 أشخاص قالت إنهم منتمون لجماعة الإخوان المسلمين، لمدة 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات معهم لاتهامهم بتخطيط وتنفيذ عملية اغتيال النائب العام السابق. وأضاف وزير الداخلية أن أجهزة الأمن اعتمدت «أساليب فنية حديثة لاختراق الأساليب الإلكترونية لجماعة الإخوان، لم تحدث من قبل في تاريخ جهاز الأمن المصري»، لافتا إلى أن هذا الاختراق مكن الأجهزة الأمنية من وضع أيديها على «المؤامرة الكبرى» التي كانت تستهدف استقرار الدولة وهدم مقوماتها كلها وإعادتها إلى مشاكل سابقة.
وأشار اللواء عبد الغفار إلى أن المخطط الإخواني «كان منطلقه التوجيه الصادر من القيادات الإخوانية الهاربة في تركيا، بالتنسيق مع الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين في غزة، وهي حركة حماس والتي اضطلعت بدور كبير جدا في هذا المخطط لاغتيال النائب العام».
وفي أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، صدر حكم قضائي باعتبار جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا. وأوقفت السلطات المصرية قادة الجماعة وعلى رأسهم مرشدها العام محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وعدد كبير من أعضاء مكتب الإرشاد، ومئات من قادته، بينما فر عدد آخر من قادة وكوادر الجماعة خارج البلاد. وعكس انقسام داخل صفوف الجماعة خلال الشهور الماضية أزمة عميقة يعيشها التنظيم بعد أن قرر أحد أجنحته المتنازعة تبني نهج العنف وتشكيل لجان نوعية لتنفيذ عمليات إرهابية. وأوضح وزير الداخلية أن «التكليف بالعملية (اغتيال النائب العام) صدر من الإخواني الهارب يحيى السيد إبراهيم موسى (طبيب مطلوب ضبطه وكان يشغل منصب المتحدث الرسمي باسم وزير الصحة الدكتور محمد مصطفى حامد، وقت الرئيس المخلوع محمد مرسي)»، مضيفا أنه «صدر التكليف على نفس الخط لأحد كوادر حركة حماس في غزة بتنفيذ هذه العملية في إطار عدة عمليات متتالية، ثم بدأ عدد من العناصر التي كُلفت بارتكاب العملية في التدريب على بعض الأعمال المتصلة بالتفجيرات وإعداد العبوات والتدريب العسكري، والتدريب على رصد المواقع على يد عناصر من حركة حماس في غزة».
وأشار إلى أنه أشرف على تهريبهم من سيناء إلى قطاع غزة مجموعة من البدو ثم عادوا إلى البلاد مرة أخرى وباشروا عمليات الرصد التي استمرت نحو شهر وكانوا فيها على تواصل مع عناصر حركة حماس، ومع القيادي الإخواني موسى، لافتا إلى أنهم أعدوا العبوة الناسفة المستخدمة في العملية وتزن 80 كيلوغراما في محافظة الشرقية (شرق القاهرة).
وقال وزير الداخلية إن عدد العناصر التي شاركت في عملية اغتيال النائب العام، بلغ 14 عنصرا، ومجموع الخلية بالكامل كان 48 عنصرا تم ضبطهم، وتم ضبط الكثير من السيارات المعدة للتفجير في محافظتي الجيزة (المتاخمة للقاهرة) والشرقية، وبها كميات هائلة من المتفجرات، وتم كشف الكثير من الشقق السكنية في عدة محافظات على مستوى الجمهورية، كانت تستغل كمصانع لتصنيع المتفجرات، وبها كميات ضخمة جدا من المتفجرات المعدة للتفجير، وتم تقديم جميع المضبوطين للنيابة، واعترفوا جميًعا بارتكاب الحادث».
وأضاف الوزير أنه «بهذا تكون جماعة الإخوان الإرهابية هي المسؤولة عن هذا الحادث، باعتراف الكوادر التي شاركت في ارتكابه، وأن عناصر حماس شاركت في التخطيط والتدريب، وإعداد الكوادر عسكريا في قطاع غزة»، لكنه نفى وجود أي من عناصرها في تنفيذ العملية بالقاهرة.
وردت جماعة الإخوان على الفور نافية تلك الاتهامات، وقالت في بيان لها: «ابحثوا عن قاتله بينكم»، فيما نأت حركة حماس بنفسها، مطالبة القاهرة بعدم الزج باسمها في قضايا داخلية. وفي تصريح لتلفزيون «القدس» الفلسطيني التابع لحركة حماس، نفى الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري هذه الاتهامات، قائلا إن «اتهام حماس باغتيال النائب العام المصري هشام بركات، غير صحيح، ولا ينسجم مع الجهود المبذولة لتطوير العلاقات بين حماس والقاهرة». وأضاف أبو زهري: «تهيب حماس بالغيورين في مصر بتحمل مسؤولياتهم لعدم الزج باسم الفصائل الفلسطينية في الخلافات المصرية الداخلية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.