مجانية التعليم الجامعي في أميركا.. قضية لها أبعاد كثيرة

3 نقاط مهمة يجب أخذها في الاعتبار عند دراسة التوسع في التطبيق

تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في حصول الطلاب الفقراء على الدرجات الجامعية والتخرج في الكليات
تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في حصول الطلاب الفقراء على الدرجات الجامعية والتخرج في الكليات
TT

مجانية التعليم الجامعي في أميركا.. قضية لها أبعاد كثيرة

تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في حصول الطلاب الفقراء على الدرجات الجامعية والتخرج في الكليات
تواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في حصول الطلاب الفقراء على الدرجات الجامعية والتخرج في الكليات

تحوم القدرة على التكاليف الدراسية في أفق الحملات الانتخابية لمختلف المرشحين لمنصب الرئيس الأميركية في الانتخابات الحالية، حيث يحاول المرشحون من كلا المعسكرين المتنافسين اجتذاب الناخبين الشبان وأولياء أمورهم، الذين يعتريهم المزيد من الإحباط بسبب الارتفاع الكبير في المصاريف الدراسية. وكان المرشح بيرني ساندرز قد حاز على أكبر قدر من الاهتمام فيما يتعلق بهذه القضية، لأنه يشدد على وعده الذي قطعه على نفسه طوال حملته الانتخابية: مجانية الدراسة الجامعية.
تذكرنا بساطة وعالمية هذه الرسالة الراقية بوعد قطعه سياسي آخر منذ أكثر من عقدين من الزمان، وهو زيل ميللر. كان ميللر يخوض الانتخابات على منصب حاكم ولاية جورجيا في عام 1990، وكان يساوره قلق عميق بسبب أن أفضل وألمع الطلاب يغادرون الولاية وكلياتها ولا يعودون أبدًا.
وكان ميللر الضابط المخضرم في سلاح البحرية - إلى جانب مستشاريه السياسيين، ومن بينهم جيمس كارفيل - قد وضع خطة أطلق عليها اسم «قانون جي آي لجورجيا». وكانت النتيجة هي منحة «هوب» الدراسية (مساعدة الطلاب الموهوبين تعليميًا)، التي تعمل على سداد الرسوم والمصاريف الدراسية في الكلية العامة بجورجيا والمصاريف الجزئية في الكلية الخاصة بالولاية لأي طالب يتخرج في التعليم الثانوي بالدرجة «ب». وسوف تمول تلك المنحة من محور آخر لحملة ميللر الانتخابية لشغل منصب الحاكم، أو ما يُعرف وقتها بـ«اليانصيب الجديد».
وفاز السيد ميللر بمنصب الحاكم، وفي عام 1993 تزعمت ولاية جورجيا ثورة جديدة في كيفية تغطية المساعدات المالية من جانب الولايات. وبدلاً من توجيه أموال المساعدات المحدودة إلى الطلاب المعوزين ماديًا، يمكن إتاحة هذه الأموال لأي طالب يحصل على متوسط الدرجة (ب). ولقد اكتسبت الفكرة زخمًا كبيرًا وسريعًا في أماكن أخرى، وفي غضون عشر سنوات، كانت 13 ولاية أخرى قد تبنت منحًا دراسية مماثلة وواسعة النطاق على غرار برنامج «هوب» لولاية جورجيا.
وكان ستيف لوبيز، الكاتب في صحيفة فيلادلفيا إنكوايرر، قد كتب في عام 1996 يقول إن «منحة (هوب) هي ذلك النوع من الأشياء الذي تنظر إليه من زاوية تشعرك بالذهول، ومن زاوية أخرى تشعرك بالغضب»، وتساءل: «لماذا لم تفكر الولاية حتى الآن في ذلك الأمر؟».
ولكن كيفية تطورت برامج المنح الدراسية واسعة النطاق في الولايات المختلفة منذ عام 1990 وحتى الآن، تعطينا ثلاثة دروس مهمة بالنسبة للسياسيين الذين يرغبون في توسيع تطبيق فكرة الكليات المجانية على المستوى الفيدرالي:
1- تساعد الكليات المجانية أغلب الطلاب الذين سيحصلون على الدرجات الجامعية على أية حال:
حيث كان المستشار السابق للنظام الجامعي بولاية فلوريدا، تشارلز ريد، كثيرًا ما يروي قصة حول أحد جراحي العظام الذي اشتكى إليه ذات مرة جودة الكليات العامة في الولاية. في حين أن ابنتي الجراح نفسه قد التحقتا بالدراسة في جامعة فلوريدا على منحة برايت فيوتشر الدراسية الحكومية!
ولقد أخبرني السيد ريد يقول: «علمت وقتها أن تلك المنح الدراسية أمر خاطئ. فلدينا قصة رجل يستطيع تحمل تكاليف الدراسة في جامعة فلوريدا، في حين أن ابنتيه التحقتا بنظام الدراسة المجانية على حساب الولاية».
وتواجه الولايات المتحدة مشكلة كبيرة في حصول الطلاب الفقراء على الدرجات الجامعية والتخرج في الكليات، وليس المقصود هنا طلاب الطبقة المتوسطة أو الذين ينتمون للعائلات الثرية. فأكثر من 80 في المائة من الطلاب من العائلات في فئة الدخل السنوي الأعلى بالولايات المتحدة يحملون الآن درجة البكالوريوس في سن الـ24 عامًا، مقارنة بنسبة 8 في المائة فقط من الطلاب المنتمين لعائلات في شريحة الدخل السنوي الأدنى.
ومع ذلك، فإن المنح الدراسية الجادة في الولايات تساعد، وبشكل غير متناسب، الطلاب من العائلات ذات الدخل السنوي المتوسط والمرتفع. وفي فلوريدا، على سبيل المثال، يذهب خُمس الإعفاءات الدراسية إلى الطلاب الذين يبلغ دخل عائلاتهم السنوي أقل من 30 ألف دولار في السنة.
ومن المرجح بالنسبة للطلاب ذوي الدخل المنخفض أيضًا أن يكونوا أكثر استفادة من المنح الدراسية، نظرا لأنهم يواجهون عوائق أقل في الكليات، وأنهم لا يريدون التقدم بطلب المساعدة، أو لا يعرفون بالأساس كيفية طلب المساعدة. ويخفق نحو ثلث الطلاب من ذوي الدخل المنخفض في فلوريدا في المحافظة على المنح الدراسية خلال السنة الجامعية الثانية، وينتهي الأمر بالكثير منهم إلى التسرب نهائيًا من التعليم الجامعي.
ويمكن للتعليم الجامعي المجاني توفير المساعدة للطلاب الفقراء الذين تُعتبر الأموال هي أكبر العوائق التي تواجههم قبل التخرج. ولكن الباحثين قد حددوا الكثير من الأسباب، التي لا تتعلق بالأموال، وراء فشل الطلاب ذوي الدخل المنخفض في الحصول على الدرجة الجامعية، بما في ذلك الصعوبات الأكاديمية، وعقلية الخوف الفظيع من الفشل الدراسي.
2- يُعتبر التعليم ما بعد الثانوي من الأهمية القصوى في اقتصاد اليوم، ولكن ليس كل طلاب المرحلة الثانوية الأخيرة على استعداد لدخول الجامعة:
وأعادت منحة «هوب» الدراسية ومثيلاتها في مختلف الولايات تعريف فكرة الجدارة. حيث تمتلئ الجامعات العامة الرائدة في الولايات ذات برامج المنح الدراسية الجديرة بالكثير من الطلاب الفائزين بتلك المنح. على سبيل المثال، خلال الأيام الأولى من برنامج المنح في فلوريدا، حصل 99 في المائة من طلاب السنة الجامعية الأولى من سكان الولاية على منحة برايت فيوتشر. ولكن في العام نفسه، انتقل 10 في المائة من متلقي المنحة المذكورة إلى فصول التقوية الدراسية بسبب أنهم التحقوا بالدراسة الجامعية وهم غير مستعدين للقيام بأعباء الدراسة.
وتتشابه قصة «علماء الاستحقاق» الذين يُطلب منهم الانضمام إلى فصول التقوية الدراسية بالمدارس الثانوية بالولايات الأخرى التي توفر المنح الدراسية للطلاب. وخلصت العديد من الدراسات إلى أن النتيجة غير المقصودة للمنح الدراسية هي التضخم في الدرجات الجامعية، حيث يخضع المعلمون وأساتذة الجامعات لضغوط منح الدرجات الجامعية الجيدة حتى يتسنى للطلاب الحصول على المنح الدراسية واستمرار دراستهم لفترة من الوقت في الجامعات. وتهدف خطة ساندرز إلى مجانية التعليم الجامعي في أي مؤسسة تعليمية عامة ما دام الطالب يمكنه الالتحاق بها. وعلى النحو المذكور لأداء المنح الدراسية الجديرة في الولايات، فلا تعني إمكانية قبول الطلاب في الكليات أنهم مستعدون للدراسة فيها.
3- التعليم المجاني لا يقلل من المصاريف الجامعية:
لعل أكبر المشكلات لدى برامج المنح الدراسية لدى الولايات تكمن في أنها لا توفر الغطاء للمصاريف الدراسية. فالتكاليف الدراسية الجامعية آخذة في الارتفاع، وهناك من يسدد تلك الفواتير، ومعظمهم من أولئك الذين يراهنون على المنح الدراسية.
وفي بعض الولايات التي تطبق نظام المنح الدراسية، تحدد السلطة التشريعية المصروفات الدراسية. ولكبح جماح التكاليف الدراسية المتزايدة، وافق المشرعون في بعض الولايات على الحد من الرسوم الدراسية. مما أدى بالكليات في تلك الولايات إلى البحث في أماكن أخرى عن العوائد المالية للطلاب، وبالتالي عمدت إلى زيادة المصروفات وغيرها من الرسوم الأخرى التي لا تغطيها المنح الدراسية. وليس هناك شيء في خطة بيرني ساندرز من شأنه وقف المؤسسات التعليمية من مواصلة تنفيذ استراتيجية التسعير الدراسي المتبعة.
وفي ولايات أخرى، حيث تسيطر الكليات على معدلات الرسوم الدراسية، تصبح تكاليف المنح الدراسية غير قابلة للاستدامة بمرور الوقت مع الارتفاع المطرد في الرسوم الدراسية وعدم مواكبة عائدات اليانصيب لذلك الارتفاع. ومن ثم بدأت الكليات في تخفيض مزايا البرامج - من حيث السداد الجزئي للمصروفات، وتحديد عدد الفصول الدراسية للطلاب الذين يمكنهم الحصول على المنح، أو تغيير متطلبات الدرجة الجامعية المطلوبة للاحتفاظ بالمنحة الدراسية.
وكما كتب اندرو كيلي، من معهد أميركان إنتربرايز، حول الكليات المجانية على المستوى الفيدرالي، فإن تخفيض المصروفات الدراسية حتى المستوى الصفري «يقيد من قدرة الكليات على الإنفاق وفقًا لقدرات الاستثمار لدى الجمهور. ولكنه لا يُغير من تكاليف الدراسة في الكليات بحال».
إن فكرة الكليات المجانية تبدو فكرة عظيمة بالنسبة للطلاب وأولياء أمورهم الذين يعتريهم القلق المستمر حول التكاليف المذهلة للحصول على الدرجة الجامعية، ولكن التجارب والخبرات في عشرات الولايات خلال العقد الماضي تعكس أن الرسوم الدراسية المجانية تفشل حقيقة في تغيير أنماط الالتحاق بالكليات بالنسبة للطلاب ذوي الدخل السنوي المنخفض، وسرعان ما تتحول إلى ما يُعرف بالحق المكتسب لهؤلاء الطلاب الذين هم في أمسّ الحاجة إليها على أدنى تقدير.

* خدمة «واشنطن بوست»
خاص بـ«الشرق الأوسط»



كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات
TT

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

كلية الطب في بيروت... 150 عاماً من النجاحات

التحدث عن كلية الطب في «الجامعة الأميركية» وما حققته من إنجازات وتطورات منذ تأسيسها عام 1867 لا يمكن تلخيصه بمقال؛ فهذه الكلية التي تحتل اليوم المركز الأول في عالم الطب والأبحاث في العالم العربي والمرتبة 250 بين دول العالم بالاعتماد على QS Ranking، استطاعت أن تسبق زمنها من خلال رؤيا مستقبلية وضعها القيمون عليها، وفي مقدمتهم الدكتور محمد صايغ نائب الرئيس التنفيذي لشؤون الطب والاستراتيجية الدولية وعميد كلية الطب في الجامعة الأميركية، الذي أطلق في عام 2010 «رؤيا (2020)»، وهي بمثابة خطة طموحة أسهمت في نقل الكلية والمركز الطبي إلى المقدمة ووضعهما في المركز الأول على مستوى المنطقة.

رؤية 2025

اليوم ومع مرور 150 عاماً على تأسيسها (احتفلت به أخيراً) ما زالت كلية الطب في «الجامعة الأميركية» تسابق عصرها من خلال إنجازات قيمة تعمل على تحقيقها بين اليوم والغد خوّلتها منافسة جامعات عالمية كـ«هارفرد» و«هوبكينز» وغيرهما. وقد وضعت الجامعة رؤيا جديدة لها منذ يوليو (تموز) في عام 2017 حملت عنوان «رؤية 2025»، وهي لا تقتصر فقط على تحسين مجالات التعليم والطبابة والتمريض بل تطال أيضاً الناحية الإنسانية.
«هي خطة بدأنا في تحقيقها أخيراً بحيث نستبق العلاج قبل وقوع المريض في براثن المرض، وبذلك نستطيع أن نؤمن صحة مجتمع بأكمله». يقول الدكتور محمد صايغ. ويضيف خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «لا نريد أن ننتظر وصول وفود المرضى إلى مركزنا الطبي كي نهتم بهم، بل إننا نعنى بتوعية المريض قبل إصابته بالمرض وحمايته منه من خلال حملات توعوية تطال جميع شرائح المجتمع. كما أننا نطمح إلى إيصال هذه الخطة إلى خارج لبنان لنغطي أكبر مساحات ممكنة من مجتمعنا العربي».
تأسَّسَت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1867، وتعمل وفقاً لميثاق صادر من ولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية، ويقوم على إدارتها مجلس أمناء خاص ومستقل.
وتسعى الكلية لإيجاد الفرص التي تمكن طلبتها من تنمية روح المبادرة، وتطوير قدراتهم الإبداعية واكتساب مهارات القيادة المهنية، وذلك من خلال المشاركة في الندوات العلمية والتطبيقات الكلينيكية العملية مما يُسهِم في تعليم وتدريب وتخريج أطباء اختصاصيين.
وملحَق بكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت مركز طبي يضم أقساماً للأمراض الباطنية والجراحة والأطفال وأمراض النساء والتوليد ‏والطب النفسي. كما يقدم المركز الطبي خدمات الرعاية الصحية المتكاملة في كثير من مجالات الاختصاص، وبرامج للتدريب على التمريض وغيرها ‏من المهن المرتبطة بالطب.

اعتمادات دولية

منذ عام 1902، دأب المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت على توفير أعلى معايير الرعاية للمرضى في مختلف أنحاء لبنان والمنطقة. وهو أيضاً المركز الطبي التعليمي التابع لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت التي درّبت أجيالاً من طلاب الطب وخريجيها المنتشرين في المؤسسات الرائدة في كل أنحاء العالم. المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت هو المؤسسة الطبية الوحيدة في الشرق الأوسط التي حازت على خمس شهادات اعتماد دولية وهي JCI)، وMagnet، وCAP، وACGME - I و(JACIE مما يشكّل دليلاً على اعتماد المركز أعلى معايير الرعاية الصحية المتمحورة حول المريض والتمريض وعلم الأمراض والخدمات المخبرية والتعليم الطبي والدراسات العليا. وقد خرَّجَت كلية الطب أكثر من أربعة آلاف طالب وطبيب. وتقدم مدرسة رفيق الحريري للتمريض تعليماً متميزاً للعاملين في مجال التمريض، ويلبي المركز الطبي احتياجات الرعاية الصحية لأكثر من 360 ألف مريض سنوياً.
ويتألف المركز من عدد من مراكز الامتياز كمركز سرطان الأطفال التابع لمستشفى «سانت جود» البحثي في ولايتي ممفيس وتينيسي. كما تتضمن برنامج باسيل لأورام البالغين وفيه وحدة لزرع نخاع العظام، إضافة إلى مراكز طب الأعصاب المختلفة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومركز للرعاية الصحية للنساء.
«هناك استثمارات تلامس نحو 400 مليون دولار رصدت من أجل بناء البنية التحتية اللازمة للمركز الطبي مع مشروع افتتاح عدة مبانٍ وأقسام جديدة خاصة بأمراض السرطان وأخرى تتعلق بالأطفال، إضافة إلى نقلة نوعية من خلال زيادة عدد الأسرة لتلبية الحاجات الصحية المختلفة لمرضانا»، كما أوضح د. صايغ في سياق حديثه.

تبرعات للمحتاجين

يعمل المركز الطبي على تأمين العلاج المجاني لأمراض مستعصية من خلال تأسيس صناديق تبرُّع للمحتاجين، هدفها تأمين العلاج لذوي الدخل المحدود. وهي تخصص سنوياً مبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة هذه الشريحة من الناس التي تفتقر إلى الإمكانيات المادية اللازمة للعلاج.
وينظم المركز الطبي مؤتمراً سنوياً ودورات وورش عمل (MEMA) تتناول مواضيع مختلفة كطب الصراعات ومواضيع أخرى كصحة المرأة، والصحة العقلية، وعبء السرطان وغسل الكلى أثناء الصراع وتدريب وتثقيف المهنيين الصحيين للتعامل مع تحديات العناية بأفراد المجتمع.
تُعدّ كلية الطب في الجامعة الأميركية السباقة إلى تأمين برنامج تعليمي أكاديمي مباشر لطلابها، بحيث يطبقون ما يدرسونه مباشرة على الأرض في أروقة المركز الطبي التابع لها.
ويرى الدكتور محمد صايغ أن عودة نحو 180 طبيباً لبنانياً عالمياً من خريجيها إلى أحضانها بعد مسيرة غنية لهم في جامعات ومراكز علاج ومستشفيات عالمية هو إنجاز بحد ذاته. «ليس هناك من مؤسسة في لبنان استطاعت أن تقوم بهذا الإنجاز من قبل بحيث أعدنا هذا العدد من الأطباء إلى حرم الكلية وأنا من بينهم، إذ عملت نحو 25 عاماً في جامعة (هارفرد)، ولم أتردد في العودة إلى وطني للمشاركة في نهضته في عالم الطب». يوضح دكتور محمد صايغ لـ«الشرق الأوسط».

رائدة في المنطقة

أبهرت كلية الطب في الجامعة الأميركية العالم بإنجازاتها على الصعيدين التعليمي والعلاجي، ففي عام 1925. تخرجت فيها أول امرأة في علم الصيدلة (سارة ليفي) في العالم العربي، وبعد سنوات قليلة (1931) كان موعدها مع تخريج أول امرأة في عالم الطب (ادما أبو شديد). وبين عامي 1975 و1991 لعبت دوراً أساسياً في معالجة ضحايا الحرب اللبنانية فعالج قسم الطوارئ لديها في ظرف عام واحد (1976 - 1977) أكثر من 8000 جريح. وفي عام 2014 تلقت إحدى أضخم التبرعات المالية (32 مليون دولار) لدعم المركز الطبي فيها وتوسيعه.
كما لمع اسمها في إنجازات طبية كثيرة، لا سيما في أمراض القلب، فكان أحد أطبائها (دكتور إبراهيم داغر) أول من قام بعملية القلب المفتوح في العالم العربي، في عام 1958. وفي عام 2009، أجرت أولى عمليات زرع قلب اصطناعي في لبنان، وفي عام 2017 أحرز فريقها الطبي أول إنجاز من نوعه عربياً في أمراض القلب للأطفال، عندما نجح في زرع قلب طبيعي لطفل.
كما تصدرت المركز الأول عربياً في عالم الطب لثلاث سنوات متتالية (2014 - 2017) وحازت على جوائز كثيرة بينها «الجائزة الدولية في طب الطوارئ» و«جائزة عبد الحميد شومان» عن الأبحاث العربية، و«جائزة حمدان لأفضل كلية طبية في العالم العربي» لدورها في التعليم الطبي لعامي 2001 – 2002.