الإجماع بين أعضاء «الائتلاف» الوطني السوري على أن الرئيس المنتخب أنس العبدة «ديناميكي» و«براغماتي» و«مرن»، يعزز الاعتقاد بأن «الائتلاف» قادر على التماهي مع الاستحقاق السياسية السورية بسهولة، بالنظر إلى أن الظروف الدولية مواتية لذلك، وسط توافق عربي وتركي لدعم المعارضة السورية، وتأييد مواقفها بشأن العملية السياسية ومساعي التوصل لحل سلمي للبلاد.
تلك الميزات، تُضاف إلى موقع العبدة، الذي ينتمي للتيار الإسلامي المعتدل، بحسب وصف وكالة الأنباء الألمانية، ويأتي العبدة لرئاسة «الائتلاف» من خلفية إسلامية معتدلة كما يوصف وهو من المعارضين السوريين الذين يعيشون في الخارج من سنوات طويلة وإقامته في العاصمة البريطانية لندن أكسبته شبكة علاقات سياسية دولية.
وللعبدة، سجل حافل كشخصية معارضة لنظام بشار الأسد منذ فترة ما قبل اندلاع الأزمة السورية في 15 مارس (آذار) 2011. وهو من مواليد دمشق عام 1967 ودرس الجيولوجيا في جامعة اليرموك بالأردن ومن ثم انتقل للعمل في الإدارة التقنية في لندن، وكان لفترة ماضية رئيسا لـ«إعلان دمشق» المعارض لنظام الأسد في الخارج. وأسس العبدة «حركة العدالة والبناء» المعارضة من لندن، وكان من مؤسسي «المجلس الوطني السوري»، أول مجلس سوري معارض، كما شارك في تأسيس «الائتلاف» الذي شغل عضوية هيئته السياسية. وفي الفترة الأخيرة، كان مقربًا من رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة، ومستشارًا له.
في موقعه الحالي، يعد العبدة من التيارات الوسطية داخل «الائتلاف»، ويصفه عارفوه بأنه «خارج التجاذبات». ومن المآخذ عليه أنه «ليس قاسيًا وحادًا مع الأطراف التي يعارضها من الكتل السياسية في الائتلاف». لكن تلك المآخذ، هي بمثابة أرصدة له في ظل المرحلة التي يمر فيها الائتلاف السوري، والتجاذبات التي اعترته خلال العام الماضي، كون العبدة «مقبولا من الجميع»، وأسهم ذلك في وصوله إلى الرئاسة بالتزكية.
إضافة إلى العبدة، يعد نائبه موفق نيبربية يساري التوجه، وهو في منتصف عقده السادس، وكان معتقلا سياسيا لسنوات طويلة لدى استخبارات نظام الأسد، وهو من مدينة حمص. أما سميرة مسالمة فكانت كانت بعثية موالية ورئيسة تحرير لجريدة «تشرين» التابعة للنظام وانشقت عنه في أواخر عام 2012 بعدما قدمت عشيرتها في درعا، في جنوب سوريا، مسقط رأسها عشرات القتلى في النزاع السوري. في حين يعد عبد الحكيم بشار من الأكراد الديمقراطيين في محافظة الحسكة (شمال شرقي البلاد)، وهو مقرب من رئيس إقليم كردستان العراق ويقيم إلى جانبه هناك، وهو أيضا من المعارضين لنظام الأسد. وكان بشار قد تعرض للاعتقال السياسي سابقا. وأخيرًا، الأمين العام المنتخب لـ«الائتلاف» عبد الإله الفهد، فإنه من حصة المجالس المحلية وينحدر من مدينة حمص.
رئيس «إعلان دمشق» في رئاسة «الائتلاف»
يتسم بالمرونة.. ومحسوب على «التيار الإسلامي المعتدل»
رئيس «إعلان دمشق» في رئاسة «الائتلاف»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة