يكثف مسلحون تأثروا بتنظيم داعش هجماتهم في جنوب الفلبين مما يثير مخاوف على مستقبل هذه المنطقة غير المستقرة التي تتعثر عملية السلام فيها مع حركة التمرد المسلمة، وفق محللين. وجرت عدة مواجهات أسفرت عن قتلى بين مسلحين بايعوا التنظيم السني والجيش، بينما لا يزال اتفاق سلام أبرم بين الحكومة وأكبر حركة تمرد للمسلمين ينتظر مصادقة البرلمان الذي فشل في القيام بذلك الشهر الماضي. ولم تؤد محاولة اغتيال داعية سعودي مدرج على لائحة التنظيم الجهادي السوداء، سوى إلى تعزيز هذه المخاوف. وقال رودولفو مندوزا المحلل في المعهد الفلبيني لأبحاث السلام والعنف والإرهاب إن «تأثيرهم يزداد ويتوسع». وأضاف أن المجموعات الفلبينية التي تقول إنها تستوحي أفكارها من التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا «تخطط لعمليات كبيرة مثل تفجيرات وهجمات واغتيالات». يعاني جنوب الفلبين حيث يعيش جزء كبير من الأقلية المسلمة في هذا البلد الذي يشكل الكاثوليك غالبية سكانه، من العنف منذ عقود، حيث أدت حركة التمرد الانفصالية المسلمة إلى سقوط أكثر من 120 ألف قتيل. وأبرمت جبهة مورو الإسلامية للتحرير التي تضم عشرة آلاف رجل، في 2014 اتفاق سلام مع الرئيس بينينيو إكينو.
لكن النص الذي يمنح المنطقة مزيدا من الحكم الذاتي، لم يمر في البرلمان الشهر الماضي وجمدت عملية السلام.
وقالت جبهة مورو الإسلامية للتحرير إنها ستحترم وقف إطلاق النار حتى الانتخابات الرئاسية في مايو (أيار) المقبل.
لكن محللين يرون أن مجموعات متطرفة معادية لأي تسوية مع السلطة بدأت تستفيد من المأزق السياسي لإثبات وجودها وأهميتها بالنسبة إلى تنظيم داعش. ورأى زاخاري إبوزا الخبير في شؤون جنوب شرقي آسيا في المعهد الوطني للحرب في واشنطن «أنهم يتوقون لإظهار أنفسهم على أنهم قوة مقاتلة». وفي أكبر عملية قامت بها، هاجمت هذه المجموعة التي كانت غامضة حتى ذلك الوقت ويعتبرها الجيش عصابة إجرامية متخصصة بابتزاز الأموال، ثكنة نائية للجيش في ميندناو كبرى مدن جنوب الفلبين.
وأدى هذا الهجوم إلى أسبوع من المواجهات التي قتل فيها 12 مهاجما وستة جنود. كما فر أكثر من ثلاثة آلاف من السكان.
وكان المهاجمون يرفعون الأعلام السود لتنظيم داعش. وقال الجيش إن الجنود عثروا على عصائب للرأس تحمل اسم التنظيم. وفي الوقت نفسه، كان الجيش يخوض مواجهات على بعد نحو مائة كيلومتر مع تنظيم المقاتلين الإسلاميين لحرية بانغسامورو المجموعة المعروفة أصلا. وهذه الجماعة انشقت عن جبهة مورو الإسلامية للتحرير في 2008 بعد فشل مفاوضات سابقة للسلام. وقد شنت هجمات عدة على البلدات المسيحية أسفرت عن سقوط أكثر من 400 قتيل ونزوح 600 ألف شخص.
وقتل جندي في المواجهات التي لا تزال مستمرة. وتظهر لقطات فيديو صورتها وكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء إطلاق صاروخ من مروحية للجيش. كما يظهر جنود يقومون بإطلاق قذائف هاون. وقال الناطق باسم جبهة مورو الإسلامية للتحرير فون الحق للصحافة الفرنسية: «كلنا نعرف ما حدث في 2008 ولا نريد أن يتكرر ذلك». وأضاف «إذا واصلت الحكومة التباطؤ في عملية السلام، فإن المواجهات ستستمر وستحاول مجموعات أخرى الالتحاق بتنظيم داعش».
ويعتقد زاخاري إبوزا أيضا أنه يجب توقع حدوث معارك جديدة من قبل المجموعات التي بايعت التنظيم الجهادي في السنوات الأخيرة.
وبين هذه المجموعات جماعة أبو سياف التي عرفت بعمليات خطف أجانب.
وتقول السلطات باستمرار إن المخاوف من ازدياد تأثير التنظيم في الأرخبيل لا أساس لها. وهي ترى أنهم مجرمون تدفعهم الرغبة في كسب الأموال وليسوا متطرفين.
لكن إبوزا يرى أن قدرة التنظيم على تقديم الدعم والتمويل هي التي ستؤدي إلى زيادة نفوذه وليس تطرفه العنيف. وأضاف أن «الأمر لا علاقة له فعليا بالعقيدة. القضية هي مسألة تمويل».
مسلحون متأثرون بتنظيم داعش ينشطون في جنوب الفلبين
خبراء: تأثيرهم يزداد ويتوسع

مسلحون متأثرون بتنظيم داعش ينشطون في جنوب الفلبين

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة